سعوديون يعيشون حياة الإغريق والرومان

عالم أخضر يعوض انتكاسة الأسهم

بعد الانتكاسة التي أصابت سوق الأسهم والتي جرفت معها أحلام آلاف المساهمين الذين استحالت أحلامهم الكبيرة إلى ركام، وتطايرت مع اللون الأحمر قصص الثراء السريع الذي كان قاب قوسين أو أدنى، برز في الآونة الأخيرة اتجاه جارف من كل الفئات العمرية نحو الركض خلف أحلام وخيالات واسعة في البيع والشراء توفرها لهم لعبة الكترونية تمنحهم فرصة الاستثمار في قرى إلكترونية!!
ويتجه كثير من الشباب ليعيشوا في أجواء ذات طابع سياسي وعسكري وتنموي وترفيهي في قالب واحد عبر موقع لعبة على شبكة الإنترنت تسمى ب (travian ترافيان) أو (القرية) التي تتيح للمشترك فرصة امتلاك قرية كاملة بما تحتويه من بشر وحجر والدفاع عنها وتنميتها والتخطيط لمستقبلها.
الموقع أنشئ باللغة الإنجليزية ولكن ما أن تم إدراج النسخة العربية ضمن اللغات المتعددة في الموقع حتى انهال العرب والسعوديون بالتحديد بالاشتراك في هذا الموقع المباشر الذي يصل عدد من يزوره يومياً أكثر من خمسمائة ألف مشترك، فيما بلغ عدد اللاعبين قرابة 800ألف مشترك عربي وأغلبيتهم من السعوديين. ويمارس اللعبة في توقيت واحد قرابة الأربعين ألف لاعب عربي، في حين أن اللاعبين من الولايات المتحدة الأمريكية والصين لا يتجاوزون المائة ألف مشترك مع أن اللعبة عالمية، ألمانية المنشأ.
(ترافيان) أصابت السعوديين بكافة فئاتهم العمرية بالهوس حتى أصبحت شغلهم الشاغل في مقرات عملهم وبيوتهم، فلا تستغرب ما تسمعه من موظف يجلس على مكتبه ويتناقش مع زميله الآخر عن المحصول الزراعي وبناء قريته ويتفق معه على هجوم معين على قرية أو تمويله بمؤن من القمح وغيره، وكثير من النساء بدت فيهن الغيرة من قضاء أزواجهن ساعات طويلة أمام الشاشة ومعرفة ما تم فيها، وبلوغ ما يسمى ب (معجزة العالم).
يقول مشترك سعودي في هذه اللعبة أطلق على نفسه (مستشار خالد) من تحالف TDKLAO4: فكرة اللعبة بسيطة ومن الممكن أن يستهزئ بها الجاهل بتفاصيلها ولكن مع الوقت تكتشف انك في عالم آخر تملؤه المغامرة والتشويق والحماس.
فيما يقول مشترك آخر سمى نفسه في اللعبة ب (البدوي) من تحالف (RASTA): إنني أضطر كثيراً إلى شراء ذهب باليورو عبر البطاقات الإلكترونية والتحويل البنكي للعبة حتى أحمي قريتي من هجوم الأعداء وأحقق التنمية الكاملة بقراي وتحالفي وقد خسرت شخصياً على قريتي حتى الآن أكثر من 1500ريال ولدي الآن خمسة قرى تحت اسم واحد!
وأثارت هذه اللعبة جدلاً شرعياً كبيراً.. وأدى صرف هذه الأموال بالشيخ محمد العوضي لتحريم اللعبة معللاً عدم جواز ذلك لأن الشيء المشترى لابد أن يكون محسوساً.
\