شكاوى المعلمات والمعلمين بخصوص ما يواجهونه في شخصيات طالباتهم وطلابهم، من سلوكيات خاطئة، أو أخلاقيات لا مسؤولة، أو طباع منحرفة أو مائلة للعنف في تعاملاتها وردود أفعالها، كل هذا يحتاج إلى حلول "إسعافية" عاجلة لإصلاحها وتشذيبها لأنهم آباء وأمهات المستقبل، وعماد الأمة. فمن المؤسف حقاً الاعتراف أن - بعض - الأسر الآن تخلت عن مسؤولياتها في التربية وتركت أطفالها وأبناءها المراهقين تتقاذفهم تيارات العولمة والانفتاح الفضائي والإلكتروني دون توجيه وإرشاد ومراقبة، فامتلأت المدارس بعينات عجيبة من الطالبات والطلاب التي تحاول أن تخّرب كل من يحتك بها أو يتعامل معها، حتى وإن كان عددها قليلاً، إلا أنها أشبه ما تكون بالثمر الفاسد الذي يفسد كل صالح بجانبه ! ولهذا لابد أن نأخذ بجدية نتائج وتوصيات كل بحث علمي أو مؤتمر يطرح أمامنا حلولاً عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع.. لننفذها في مدارسنا بأسرع وقت. والأمثلة الجيدة كثيرة، أذكر منها توصيات مؤتمر "الأسرة والمشاكل المعاصرة"، والذي أقيم هذا الأسبوع، وكان من توصياته المهمة بهذا الخصوص "ضرورة تضمين المناهج التعليمية للبنين والبنات موضوعات عن المهارات الحياتية وشؤون الأسرة وسبل مواجهة المشكلات الاجتماعية وضغوط الحياة بما يُسهم في تحصين الأبناء والبنات وتنمية قدراتهم وإعدادهم للمستقبل". وكذلك توصية بحث علمي نشرته في جريدتنا هذا الأسبوع للباحثة "موضي محمد عبد العزيز الدغيثر" من جامعة الإمام، دعت فيه إلى الاهتمام بتنمية المهارات الاجتماعية وخصوصاً مهارة الإقناع في المدارس والجامعات، وتنمية المهارات الحوارية للطلبة والطالبات لما لها من دور فعال في التحصيل الدراسي حيث يتضح أثر هذه المهارة، وفاعليتها في ارتفاع التحصيل الدراسي للطالبات، مع تنظيم الاستراتيجيات المدرسية "المناخ المدرسي، تطوير المعلم، خلق علاقات جيدة بين طالبات الجامعة والهيئة التعليمية"، بما يساعد على تنمية الذكاء الوجداني، والمهارات الاجتماعية لديهم، ووضع برامج تدريبية لتنمية مهارة توجيه الانفعالات لدى الفتيات المقبلات على الزواج والمتزوجات، مع توجيههن للاهتمام بهذا الجانب لما له من أثر جيد في إثراء الجانب الانفعالي في حياتهن الزوجية. وكتجارب عملية متميزة جرت على أرض الواقع هذا الأسبوع أذكر تجربة تستحق الشكر، حيث نفذ مركز إشراف شرق الرياض برنامجاً - لأول مرة - فيه دورات تدريبية صباحية للارتقاء بسلوك الطلاب، استهدف 125طالباً من المرحلة الثانوية بمدارس المركز على مدى أسبوعين، دربتهم فيها على برامج فعالة (لمعالجة الغضب، بر الوالدين، أساليب مواجهة المشكلات، تقدير المعلمين وكبار السن، وتقدير الذات).. ما أحوجنا إلى تعميم هذه التجارب في جميع مدارس أبنائنا وبناتنا.