في ذهني شيء، واعذروني إن كان فيه مبالغة. وهو أن المسؤولين في الوطن العربي عامة. عليهم أن يلمّوا ولو بنسبة ضعيفة من علم الرياضيات. وامكانية تخفيض أو رفع الرقم أو النسبة أو التناسب، عليهم أن يلمّوا بهذا كي يحتفظوا بكراسيهم ومواقعهم لمدة كافية. فإذا ذاع خبر انتشار حمى أو وباء فعلى المسؤول توخّي الحذر في اتاحة الرقم الصحيح لعدد المصابين، أو رقعة الانتشار، أو المسببات البيئية. حتى لو نشرت الخبر مجلة تصدر عن منظمة الصحة العالمية، موثقاً باحصائيات وأرقام. على المسؤول أن يقلّل النسبة ما أمكن. كذلك إذا تضرّرت مبان وجسور وأنفاق فعلى المسؤول أن يقول للناس أولاً إن هذا يحصل في كل البلدان..!، بدلاً من القول ان سوء التصميم والتنفيذ واختبارات تحمل التربة، والاستلام يكتنفه التسيّب واللامبالاة. كذلك على المسؤول أيضاً أن يجهّز نفسه لإعطاء أرقام أعلى من الواقع (وهذا يحتاج إلى علم الرياضيات..!) إذا كان يريد أن يمتدح مشروعاً أو بنية تحتية. كأن يقول مثلاً إن ذاك المتنزه يضم ألفي شجرة من الأنواع النادرة.. والمتوافقة مع البيئة. وهو بهذا يضرب عصفورين. رضا المسؤول الأعلى منه (وهو المهم) ثم التأكد من أن المواطن لن يرمي الجريدة جانباً ويذهب كي "يعدّ" أو يحصي الأشجار النادرة تلك.