@@ عندما تبدأ قمة دمشق العربية اليوم بغياب لبنان.. وبهذا المستوى المنخفض (جداً) من التمثيل.. هل يمكن لنا أن نتوقع لها أن تسفر عن أي نتائج إيجابية تخدم قضايا الأمة وتصون مصالحها؟ @@ الشيء المؤكد هو: @@ ان الاخوة السوريين مثل غيرهم يدركون الآن - وربما أكثر من أي وقت مضى - أن قوة هذه الأمة في اجتماع كلمتها.. وترابط صفوفها وتكامل جهودها.. وتجانس مواقفها وسياساتها وليس في تشرذمها.. وتباعد دولها.. وتفرق شعوبها.. @@ كما يدركون أيضاً.. @@ ان الوضع العربي الراهن.. وفي مقدمته الوضع في لبنان ينذر بخطر شديد على هذه الأمة.. وتحديداً منذ أن رحلوا عنه.. وتعرض العديد من زعاماته وقياداته للتصفية والاغتيال.. وتحول النظام السياسي إلى دولتين.. دولة معارضة بقيادة حزب الله.. ودولة موالاة.. بقيادة الحكومة الحالية.. وشغر موقع الرئاسة.. وصار لبنان في مهب الريح وتحت رحمة التهديد والوعيد اليومي بتصفيته هو.. وبطمس وجوده من على خارطة الدنيا.. @@ كما أنهم سوف يدركون في الغد أيضاً.. @@ ان مصير هذه الأمة.. لا يحتمل قيام أي تحالفات إقليمية ضارة بكياناتها.. ومهددة لمصالحها.. ووجودها.. @@ ولذلك فإن حالة التشرذم الراهنة هذه.. سوف تنعكس سلباً على كل دول المنطقة وشعوبها.. وفي مقدمتها سوريا.. والشعب السوري الشقيق.. وهو الوضع الذي ما كان يجب أن نصل إليه لو أن تلك التحالفات الضارة لم تحدث.. والتي تعرضت المجموعة العربية بسببها لأسوأ حالات الانقسام في تاريخها الطويل.. وبالتالي عقدت القمة بمثل هذه الصورة المحبطة.. @@ ورغم كل ذلك.. @@ فإن الفرصة الأخيرة ما تزال سانحة أمام الاخوة الأشقاء في سوريا.. لكي يجنبوا أمتنا هذا الخلل المدمر.. ويعيدوا إلى الصف العربي لحمته..ويقتنعوا بأن لبنان الدولة.. ولبنان الشعب يجب أن يستقر.. ويعيش.. ويحيا.. كجزء من منظومة عربية مستقلة.. ومتجانسة.. وليس كساحة لتصفية جميع الخصوم حساباتهم على أرضه.. وعلى حسابه.. وضد أمنه وسلامته واستقراره وطمأنينة شعبه.. @@ إن هذا الموقف الشجاع المطلوب من الاخوة السوريين كبلد يستضيف هذه القمة.. ويتداخل بصورة عفوية في أزمة لبنان.. كفيل - في حالة تحققه - بعودة المياه العربية إلى مجاريها الطبيعية.. @@ وبدون هذا فإن المستقبل سيكون أشد سواداً.. ولن يكون من مصلحة سوريا أن تعيش عزلة كاملة عن أمتها العربية.. مهما كانت الحسابات الأخرى مطمئنة بالنسبة لها.. @@ إننا نتمنى أن لا يحدث هذا.. @@ لأنه لا مصلحة.. لا للسوريين.. ولا للعرب الآخرين في استمرار هذا الوضع ولا في النتائج المترتبة عليه بعد اليوم.. @ ضمير مستتر: (.. العقلاء هم الذين يتراجعون في الأوقات الصعبة.. فيكبرون في عيون شعوبهم وداخل عقولهم..).