في جدة تم إلغاء 40زيجة بسبب إصابة احد الزوجين بفيروس التهاب الكبد الوبائي؛ ومن المؤكد ان جهدا قبل الإلغاء قد بُذل (خطبة ورؤية شرعية وشبكة) فكان عدم الزواج هو القرار المناسب؛ في الوقت المناسب؛ فالقسمة والنصيب؛ تصارعت مع الأسباب؛ لعل أهمها فحص ما قبل الزواج الإلزامي؛ الذي لولاه (بعد الله) لتمت تلك الزيجات مخلفة (صبيان وبنات) والأكيد أن فيروس الكبد الوبائي سيعمل عمله في محيط الأربعين أسرة وكافة المجتمع؛ وأين نحن من التوعية والوقاية من مرض أشد خطرا؛ وهو الإيدز؛ وقد سبق أن كتبت عن هذا الموضوع؛ إلا ان خبر إلغاء الزواجات بعد فحص ما قبل الزواج هو الذي جعلني أطرق الموضوع مرة أُخرى؛ ومن نافلة القول ان فحص ما قبل الزواج إلزامي في إجرائه قبل الزواج وينير الطريق ويخبر (ولو جزئيا) عن صحة من يُراد الاقتران به أو بها؛ وأرى أن إلغاء أي زواج بعد الفحص هو إجراء وقائي بالدرجة الأولى لحماية الناس والأجيال القادمة؛ وموضوع الإيدز جد خطير ووجوده في كل الدول وانتشاره أكبر مما نتصور؛ وكل إحصائية أيا كان مصدرها (لك عليها) فأحد المتخصصين في منظمة الصحة العالمية يقول يجب ضرب أي إحصائية في 10عندما يتعلق الأمر بمرض الإيدز؛ وأقول إن من أهم ما نحتاجه في مكافحة مرض الإيدز هي التوعية ثم التوعية؛ وكم سيبارك الله في درهم الوقاية لو بُذل في البداية؛ وكم سيوفر من قناطير مقنطرة تُهدر صحة ومالا لا حدود لهما؛ وإلى أن يتم ادراج مرض الإيدز ضمن فحص ما قبل الزواج أقترح على كل من يريد تزويج ابنته أن يطلب من المتقدم أن يرفق (بالشبكة مثلا) شهادة من مختبر حكومي أو خاص تثبت خلوه من مرض الإيدز؛ فقد تحدث (وحدثت رغم ندرتها ولله الحمد) أن يكون الزوج مصابا بمرض الإيدز ويتكتم (بحسن أو سوء نية) وقد حدثني من أثق به ان شابا تقدم لخطبة إحدى الفتيات؛ وتوالت فصول تلك الخطبة كالمتبع؛ وأثناء ذلك كان (عم الفتاة) يشك في أمر الخطيب ويريد من أخيه (أب الفتاة) مهلة في التحقق عن (عريس الغفلة) وبعد كتب الكتاب (وقبل الدخلة) ثبت للعم ان العريس (إه آي في بوسيتيف) فتم تدارك الموضوع ومنع الزواج؛ تماما كما حصل في منع 40زيجة في جدة بسبب فيروس الكبد الوبائي؛ كما قلت في بداية المقال؛ فما المانع في أن نحتاط قبل (أن تقع الفأس في الرأس) وإلى سوانح قادمة بإذن الله.