"specialized by stc" التابعة لمجموعة stc تدعم منظومة الحج 1446ه بتسهيل إدارة الحشود عبر تقنيات اتصالات حرجة    شيخ شمل قبيلة السادة الخلاوية وتوابعها يهنئ القيادة الرشيدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك        ضبط 11657 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في مناطق المملكة خلال أسبوع    حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق    استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    موائد جماعية من 60 عاما تحيي موروث عيد الأضحى بالدرب    شواطئ الشقيق ملاذ الجاليات في العيد    أمير جازان يستقبل المهنئين بعيد الأضحى    الساعة الذكية تُنقذ حاجة مغربية من مضاعفات قلبية خلال أداء مناسك الحج    أمطار رعدية على جازان وعسير.. وأتربة ورياح نشطة على سواحل مكة والمدينة    الداخلية تدعو ضيوف الرحمن لمواصلة الالتزام بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق    عرفة.. طفل يُولد في أشرف الأيام بين ضجيج الدعاء ودموع الفرح في مخيم الحجاج    إدارة ترامب توقف برنامج مراقبة المسافرين على متن الرحلات الجوية    المحشوش.. أكلة العيد في جازان    ولي العهد السعودي: سنواصل بذل جميع الجهود لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن    الفيتو الأمريكي وخرافة الحمقى السياسيين    إيلون ماسك: الولايات المتحدة بحاجة إلى حزب سياسي جديد يمثل الطبقة الوسطى    الملك سلمان: ندعو الله أن يحمل عيد الأضحى الخير والسلام للعالم    ولي العهد: سنواصل بذل جميع الجهود لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن    الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق 3 وافدين و 14 مواطنا لنقلهم 109مخالفين لا يحملون تصاريح لأداء الحج    مدافع فينورد على أعتاب النصر    يتوقع تألقه بمونديال الأندية 2025.. "الفيفا" يتغنى بموهبة سالم الدوسري    جوهرة الزمالك إلى الأهلي المصري    تدريب عملي ومكافأة شهرية.. تأهيل حديثي «البكالوريوس» في قطاع التعدين    إنجازات نوعية لمستهدفات الرؤية.. الصناعات السعودية ..مسارات متقدمة لاقتصاد المستقبل    أكد تسخير كافة الإمكانات لخدمة الحجاج.. أمير مكة: ما تبذله المملكة يعكس الحرص على خدمة المسلمين    تنظيم محكم لراحة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة.. «لا حج بلا تصريح».. رحلة آمنة بعيداً عن الفوضى    «سلمان للإغاثة» يدشّن مشروع توزيع الأضاحي في أربع محافظات يمنية    "الأرصاد": تفعيل الخطة 3 لرصد أجواء الجمرات    رحلات قطار المشاعر تسير بسلاسة وفعالية    هنأ القيادة بعيد الأضحى.. وزير الدفاع: نعتز بالاهتمام والرعاية الكريمة لضيوف الرحمن    أمير القصيم ونائبه يستقبلان المهنئين بعيد الأضحى    وزير النقل: الحج يتضمن عملية لوجستية فريدة    "أمان".. مبادرة تبرز الجهود الخدمية للمملكة محلياً وعالمياً    الجيش اللبناني يؤكد التزامه بوقف النار    وسط ضغوط دولية لحل الأزمة.. موسكو تنفذ هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا    ارتفاع أسعار النفط    خدمة "التحلل من النسك" متاحة على مدار الساعة    توخيل يطالب لاعبي إنجلترا بضغط هجومي قوي أمام أندورا    "الروبوت" يجري استبدال صمام للقلب بمكة المكرمة    الغذاء تحذر: أكياس النفايات غير صالحة لحفظ اللحوم    اقتران القمر الأحدب المتزايد ونجم «السماك الأعزل» في سماء المملكة    ضيوف برنامج خادم الحرمين: كل عام نكتشف خدمات نوعية    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب شمالي تشيلي    النرويج تعزز صدارتها للمجموعة التاسعة بثلاثية في شباك إيطاليا بتصفيات المونديال    «سلمان للإغاثة» يدشن مشروع توزيع كسوة عيد الأضحى للأطفال الأيتام في الأردن    «MBC FM» أول إذاعة تبث من قلب ديزني الموسيقي    ندى عبدالحكيم: أعيش في الفن وأسعى للطب    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة العيد ويستقبل المهنئين    تراجع الطلب في مصافي النفط العالمية نتيجة زيادة مشتريات السيارات الكهربائية    الوقاية من الإجهاد الحراري أولوية صحية    ولي العهد يتلقى اتصالا من رئيس الإمارات    762.5 ألف مكالمة كل ساعة في يوم عرفة    موعد مباراة منتخب السعودية أمام أستراليا    العيد في قرية المدرك.. شغف لا يُغيّره الزمن    أسباب الإجهاد العضلي في الحج وطرق الوقاية منه    بيئة متكاملة تساهم في إنجاز التغطيات بأحدث التقنيات.. اختتام «ملتقى إعلام الحج» بحضور 10 آلاف كادر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السينما السعودية.. بين رغبة الشباب وتجاهل المؤسسات الثقافية
هل هناك مستقبل لهذه الصناعة؟
نشر في الرياض يوم 07 - 02 - 2008

السينما في السعودية عنوان كاف لتفجير دوائر جدل لا تنتهي في محيط مجتمع متشبث بخصوصيته، شديد الحذر من المدخلات الثقافية الجديدة وينظر بريبة لكل من يدعو لها، هذا التوجس أفقد بلداً كبيراً متعدد الثقافات والأفكار والعادات ميزة تأريخ ماضيه وترسيخ تقاليده ومفاهيمه عبر الصورة السينمائية التي تعتبر أهم وسائل التوثيق وأكثرها مصداقية وانتشاراً في هذا العصر، وجراء هذا التشدد والإنغلاق انتفى داعي التواجد الرسمي من قبل الدولة لدعم الحركة السينمائية عبر مؤسساتها الثقافية، مما صبغ طبيعة النشاطات والتحركات السينمائية الحالية في المملكة بصبغة الفردية غير الموجهة وألقى ظلالا قاتمة على مستقبلها، (ثقافة اليوم) ترصد واقع السينما السعودية من عيون منتجين وممثلين سعوديين خاضوا التجربة السينمائية، في محاولة لإيراد وجهات نظر لأطراف أخرى ذات علاقة بعدما انحصر تداول هذه القضية بين الجمهور والصحافة لسنوات قليلة مضت:
المنتج والممثل السعودي (راشد الشمراني) خاض تجربة الإنتاج السينمائي مؤخراً حيث صور الفيلم الفانتازي والكوميدي (صباح الليل) في سوريا خلال الشهرين الماضيين، تجربته جديدة ويمكن وصفها بالطازجة عبر عنها بقوله: "كفنان كنت أرى في هذا العمل وكأنني مصنع للأحلام بمعناه الحرفي فأن تكون جزءاً من عملية خلق مشاهد ولقطات بل حياة تحمل روحا خاصة بها أمر لا يمكن إيجازه بوصف دقيق يقيد الانطلاقة نحو أفق مختلف عما تعود عليه معظم الفنانين السعوديين، هذه الأحاسيس التي تدفقت من رحم التجربة أوجدت نوعا من الأسى والاحتجاج الداخلي في روحي، فقد هاجرت بالنص الذي كتبته إلى سوريا لانعدام البنية التحتية للصناعة السينمائية في السعودية".
الممثل (عبدالمحسن النمر) والذي شارك في فيلم (ظلال الصمت) بدور البطولة يضيف إلى كلام (الشمراني) قائلا: "لربما اليأس تسلل إلى عشاق السينما في الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص من مشاهدته لأفلام سعودية تصنع في الخارج ولكنها البداية لموجة قادمة واعية ستحدث أثرا وتؤسس لمفهوم الصورة الحقيقية، وقد يكون كلامي التالي محددا في نقطة صغيرة ولكن دعوني أذكر لكم محاولتنا في صنع فيلم وثائقي بمناسبة مرور عشرين عاما على افتتاح جسر (الملك فهد) فحينما بحثنا عن أعمال توثق لافتتاح الجسر والذي حضره (الملك فهد) رحمه الله فوجئنا أن جميع هذه الأعمال لم تصور بالكاميرا السينمائية بل بالتلفزيونية والتي بهتت ألوانها مع مرور الزمن وتكاد الصورة نفسها تمتزج مع بعضها البعض لقدمها، ومن المكلف جداً إن لم يكن مستحيلاً إعادة ترميمها على عكس لو كانت هذه اللحظات العظيمة مصورة سينمائياً والتي ستبقى على جودتها رغم مضي السنين".
الممثل (مشعل المطيري) يرى أن أفلاماً مثل (كيف الحال) و(ظلال الصمت) أحدثت نوعاً من التغيير داخل المجتمع السعودي يقول عنها: "دائما الشيء الجديد ما يثير التوجس داخل محيط كل مجتمع وفيلمي (كيف الحال) و(ظلال الصمت) -وبغض النظر عن مستواهما الفني- كسرا الحاجز في النفسية السعودية لمجال ظل ينظر له بريبة في العقود الثلاثة الماضية ولكن هذه التجارب أجبرت الناس على الحديث عنها وتداول أخبارها مما شكل حراكاً سينمائياً داخل مجتمعنا المحافظ ما بين مؤيد ومعارض".
أما (نايف خلف) الممثل صاحب التجربة في فيلم (ظلال الصمت) فيتحدث بشكل متفائل عن مستقبل السينما قائلاً: "قد تكون التجربة التي خضتها تحمل بصمة الاحترافية من الناحية الإنتاجية وأعرف أنها صنعت في بلد غير السعودية ولكن الحماس الذي أراه في شبابنا وهم هواة ورغبتهم الجامحة في صناعة سينمائية ستكسر السور الذي يحيط بنا، وستمتزج الرغبة والحماس والموهبة مع الاحترافية والخبرة، كلها مسألة وقت وسنرى".
كلام (راشد الشمراني) يعيد الحديث حول أهمية وجود بنية تحتية لهذه الصناعة، فالكاتب المعروف (عبدالله الكعيد) في رصيده تجربة سينمائية مهمة وقد ساهم في إنتاج أول فيلم سينمائي سعودي (موعد مع المجهول) 1982م، فهو يقول عن كلام (الشمراني) معلقاً: "بالتأكيد اختفاء الكوادر مرده إلى انعدام دعم المؤسسات الرسمية، نحن هنا نتكلم عن صناعة سينمائية ولكن قبل ذلك لا بد من إيجاد صالات سينما تحفز من انطلاقة سينما سعودية خلاقة، مثل هذه الخطوة تحتاج إلى قرار رسمي صارم يسمح لصالات العرض بالافتتاح وإتاحة المجال لهذا المشروع الثقافي المهم بالنهوض، وبالطبع يجب أن تتم أخذ كافة الاعتبارات ومن ضمنها الجانب الأمني لمنع تكرار ما حدث في كلية اليمامة، بعد هذه الخطوة يكون حينها الالتفات لبناء قاعدة سينمائية سعودية بابتعاث الشباب وإنشاء المعاهد الفنية وتأسيس ثقافة خاصة بمثل هذا النوع من الفنون".
(راشد الشمراني) يعود مضيفاً إلى كلامه السابق حيث يقول: "تصويري لأول فيلم أنتجته في سوريا راجع إلى رغبتي في مستوى تقني وفني أفضل للعمل، ولكني عازم على أن يكون مشروعي السينمائي الثاني تجري صناعته هنا في وطني وبأيد سعودية، ولا يهمني ما تكون نتيجته بقدر تأسيسي لثقافة إنتاجية سينمائية تمهد لأفلام سعودية قادمة سواء مني أو من غيري".
قبل عامين عرضت أمانة مدينة الرياض في عيد الفطر الفيلم الكرتوني السعودي (جمول بطل الصحراء) في صالات عرض مؤقتة خصصت للنساء والأطفال وأحدثت نوعا من الجدل بين عدد من الأطراف والأطياف الفكرية فيما إن كانت هذه الخطوة بمثابة البداية لافتتاح صالات سينمائية، الفيلم كان من إنتاج الكاتب المعروف (عبدالعزيز السويد) بالمشاركة مع (عبدالله الكعيد)، وعندما تحدث (السويد) لثقافة اليوم في هذه الندوة فإنه اتجه لمنحى آخر حول حقوق الملكية التي تسلبها القرصنة بنسخ هذه الأفلام بطريقة غير مشروعة فهو يقول: "سرعة نسخ الفيلم بصورة غير شرعية من دون حماية حقيقية من وزارة الإعلام رغم مخاطبتنا لهم بذلك معضلة قد تقتل حلمنا في إنتاج جزء ثانٍ من العمل نفسه، وهم حتى -أي الإعلام- وإن سحبوا نسخاً مقلدة في شوارع البطحاء والشميسي فهم لا يقدمون للمتضرر تعويضات على الإطلاق بل تذهب الغرامات إن استوفيت لهم وعلى المتضرر أن "يبلع ريقه".
يبقى موضوع (السينما في السعودية) أمراً لا يمكن حسمه ببساطة فبغض النظر عما سينتج عنه مستقبلاً من قرارات سلباً أو إيجاباً، فإن الجدل سيظل باقيا عمن تسبب في خفوت الحركة السينمائية التي كادت أن ترى النور مع نهاية السبعينيات الميلادية؟ وعن التوثيق لتاريخنا ومنجزات بلادنا أين اختفت عنها عدسات الكاميرات السينمائية الأكثر انتشارا ومصداقية؟ ومن سيتولى رعاية الجيل الناشئ والمتحمس لتأهيله إلى الاحترافية في هذا المجال المغمور؟ وعن صرامة القوانين المقررة لحماية هذا النوع الراقي من الفنون حين ولادته وحتى نضوجه؟ هي تساؤلات ألقيت على عاتق المستقبل للإجابة عنها عندما يحين أوانها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.