انطلقت عام 1399ه وتقام في المسجد الحرام بمشاركة 128 دولة تولي مملكتنا الغالية جهوداً كبيرة ودعماً متواصلاً وغير محدود في سبيل العناية بكتاب الله وذلك بطباعته وتوزيعه مجاناً، إذ وزعت ملايين النسخ من المصحف الشريف في دول العالم الإسلامي وفي أوساط الأقليات المسلمة بالدول الغربية، من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عبر منافذ توزيع داخل المملكة وفي الخارج للمسلمين، كما سعت وتسعى إلى تيسير تعليمه وتحفيظه، حيث أسست الكليات والمعاهد المتخصصة، ولم تدخر المملكة جهدًا في تخصيص الميزانيات السخية لدعم طلاب القرآن الكريم وحفظته، مما أسهم في تشجيعهم على التفوق والتميز. وتعد جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة، حيث تأسست عام 1382ه، وقد بلغ عدد الحلقات في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة بحسب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد 19.8 ألف حلقة تحفيظ قرآن، بينما بلغ عدد الطلاب المنتسبين للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن حوالى 378.3 ألف طالب لحفظ القرآن الكريم وذلك في عام 2021م، وهذا العدد في ازدياد في كل عام. وتسعى حكومتنا الرشيدة إلى دعم حفظة كتاب الله وتفسيره منذ عقود من الزمن حيث تم تأسيس مسابقات لتحفيظ القرآن الكريم ومن أهمها وأشهرها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، وتُعرف اختصارا بمسابقة الملك عبد العزيز الدولية، وهي مسابقة دولية لحفظ القرآن الكريم، انطلقت عام 1399ه، وتُنظم المسابقة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ويشارك في المسابقة آلاف المتسابقين من دول العالم الإسلامي والجمعيات والمنظمات الإسلامية، وتقام المسابقة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وتستمر خمسة أيام، ويتم تكريم الفائزين فيها سنوياً وتصرف الجوائز المالية للفائزين الخمسة الأوائل من كل فرع بعد اعتماد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد نتائج وأسماء الفائزين فيها وسط احتفال بهذه المناسبة العظيمة. إنشاء الجمعيات كان الاهتمام بحفظ كتاب الله والتشجيع على ذلك من أولويات المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حيث كانت المهمة في بداية الأمر محصورة على الكتاتيب المنتشرة في كافة مناطق المملكة، وعند نشر التعليم النظامي في عهد جلالته كان تعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتفسيره من المواد الأساسية في منظومة التعليم، كما عرفت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في بلادنا منذ عدة عقود، حيث شهد عهد الملك فيصل - رحمه الله - نشأة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض عام 1386ه، وذلك حينما عرض سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية -رحمه الله- فكرة إنشاء الجمعية على الملك فيصل وأيدها وقام بدعمها مالياً ومعنوياً، فبدأت حلقات تحفيظ القرآن الكريم تنتشر في أنحاء مدينة الرياض فقامت عشر حلقات تشرف عليها الجمعية، وضم إليها حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي أنشئت في المنطقة الشرقية، وكذلك حلقات التحفيظ القرآن في منطقة الحدود الشمالية، حيث كانت الجمعية تدعمها مادياً، وبلغ عدد المدارس عام 1388ه سبع وأربعين مدرسة منها أربع وعشرون مدرسة في مدينة الرياض، وثلاث عشرة مدرسة في القرى والبلدان المجاورة، وعشر مدارس في المنطقة الشرقية، في الدمام ست وفي الأحساء أربع، وكان يطلق على الجمعية سابقاً الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المنطقة الوسطى والشرقيةوالحدود الشمالية، ولمّا حصل التوسع في نشر الحلق استقلت المنطقة الشرقية، وكذلك قامت عدة جمعيات في المنطقة الشمالية، ويبلغ عدد الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم حالياً 194 جمعية، كما تم التوسع في إنشاء دور الذِّكر النسائية التي تتيح الفرصة للراغبات في حفظ القرآن الكريم في مختلف الأعمار، تضم نحو 44,923 حلقة وفصلاً تعليمياً. مسابقات القرآن الكريم تكمن أهمية مسابقات القرآن الكريم في تنشئة جيل حافظ وملتزم بالقرآن، ومرتبط بكتاب الله، مما يساهم في تنمية الأخلاق والقيم الإسلامية، وتحفيز التميز في الحفظ والتجويد والتلاوة، فيساهم في بناء مجتمع متماسك متدين ومتحصن ضد الأفكار المنحرفة، عبر إيجاد جو من التنافس الشريف وتعميق الصلة الروحية بكلام الله تعالى، كما تساهم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم إلى تعزيز الحفظ والتجويد وتشجع على حفظ القرآن وتلاوته بإتقان وأحكام التجويد الصحيحة، إضافة إلى تقوية العلاقة الروحية حيث تزيد من خشوع القلب، والطمأنينة، وربط النفس بكتاب الله وتدبره، كما تساهم في بناء الشخصية بتنشئة جيل متخلق بأخلاق القرآن، مهتدٍ بهديه، ومحصن ضد الانحراف الفكري، كما تساهم في اكتشاف المواهب حيث تبرز المواهب في القراءة، والخط، والابتكار في خدمة القرآن، وإتقان المراجعة التي تساعد على استذكار ما تم حفظه وتثبيته، وعند إقامة المسابقات في الحفظ والتجويد فإنه يراعى وضع فروع للمسابقات تناسب أعمار المتقدمين وقدرات البعض على الحفظ والتركيز، ويتم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم تحفيز الطلبة على الحفظ وصرف مكافآت لكل إنجاز من حفظ وتجويد بإشراف جمعيات تحفيظ القرآن المعتمدة والمنتشرة في كافة مناطق المملكة. مسابقة الملك عبدالعزيز انطلقت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره عام 1399 ه، وتُعرف اختصاراً بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، وهي مسابقة دولية لحفظ القرآن الكريم تُنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ويشارك في المسابقة آلاف المتسابقين من دول العالم الإسلامي والجمعيات والمنظمات الإسلامية، وتقام المسابقة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وتستمر خمسة أيام، حيث توجه الدعوات الجهات الحكومية ممثلة في وزارات الشؤون الإسلامية، أو ما يقوم مقامها في الدول الإسلامية، ويحق لكل دولة وجهت لها الدعوة التقدم بمرشحين اثنين فقط في ثلاثة فروع، أما دول الأقليات الإسلامية فيحق لكل جهة وجهت لها الدعوة أن ترشح متسابق واحد فقط من الدولة، وتضم المسابقة أربعة فروع، فالفرع الأول لحفظ القرآن الكريم كاملاً مع حسن الأداء والتجويد وتفسير مفردات القرآن الكريم كاملاً، أما الفرع الثاني فهو مخصص لحفظ القرآن الكريم كاملاً مع حسن الأداء والتجويد، والفرع الثالث لحفظ خمسة عشر جزءًا متتالية مع حسن الأداء والتجويد، وأخيراً الفرع الرابع لحفظ خمسة أجزاء متتالية مع حسن الأداء والتجويد، وهذا الفرع خاص بمرشحي دول الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، أما شروط المسابقة فهي ألا يكون المرشح قد سبق له الاشتراك في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية في دوراتها السابقة، وأن يكون المتسابق ذكرًا، ولا يزيد عمر المتسابق عن خمسة وعشرين سنة، وأن يكون المتسابق حاملاً لجنسية البلد الذي يمثله، وألا يكون المتسابق من مشاهير القراء في العالم الإسلامي، وأن يلتزم المتسابق بفرع المسابقة الذي اختاره في استمارة الترشيح، ولا يحق له تغيير الفرع بعد ذلك، إضافة إلى التزام الجهة المرشحة بالتأكد التام من جودة حفظ المتسابق وجاهزيته للمسابقة، حيث يتم عقد تصفيات أولية لجميع المتسابقين فور وصولهم قبل بدء أعمال المسابقة، ويتم استبعاد المتسابقين الذين تقل نسبتهم عن (80%)، وتهدف جائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم إلى تحفيز أبناء المسلمين على امتداد الكرة الأرضية في التنافس على حفظ كتاب الله العظيم وتلاوته، وتشجيعهم على المسارعة لحفظ المصحف الشريف كاملا، وربط المسلمين بالقرآن الكريم. جوائز سخية تشتمل جائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم على عدة فروع، فالفرع الأول حفظ القرآن الكريم كاملا مع حسن الأداء والتجويد بالقراءات السبع المتواترة، والفرع الثاني حفظ القرآن الكريم كله مع الأداء الحسن والتجويد ويضاف إليه تفسير مفردات القرآن الكريم كله، أما الفرع الثالث فمخصص لحفظ القرآن الكريم كاملا مع الأداء الحسن والتجويد، والفرع الرابع لحفظ خمسة عشر جزءاً متتالية مع الأداء الحسن والتجويد، وأخيراً الفرع الخامس وهو لحفظ خمسة أجزاء متتالية مع الأداء الحسن والتجويد، ويصرف لكل متسابق حضر لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره مبلغ ألفي ريال، مع هدايا عينية، كما يصرف لكل عضو شارك في لجنة التحكيم في المسابقة مبلغ عشرين ألف ريال، وتصرف الجوائز المالية للفائزين الخمسة الأوائل من كل فرع، وقد اعتمد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد نتائج وأسماء الفائزين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين هذا العام، والتي عُقدت في رحاب المسجد الحرام خلال الفترة من 15 إلى 26 صفر 1447ه، بمشاركة 179 متسابقا من 128 دولة من مختلف دول العالم تنافسوا على فروع المسابقة الخمسة، وبلغ إجمالي الجوائز أربعة ملايين ريال، وتحظى مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره باهتمام المسؤولين في هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - اللذان يوليان عنايتهما لكتاب الله الكريم ومن ذلك رعايتهما لهذه المسابقة القرآنية وتكريمهما لأهل القرآن من دول العالم. الاهتمام بتعليم كتاب الله وحفظه بدأ منذ لحظات التأسيس مسابقة الملك عبدالعزيز للقرآن منافسة قوية وفرحة عظيمة تكريم حفظة كتاب الله في كافة جمعيات التحفيظ الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم منذ الصغر جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة أول جمعية تأسست عام 1382ه إعداد: حمود الضويحي