خلص اللقاء السنوي الأول للجمعيات الأهلية والتخصصية "تلاقي" لتوقيع 43 شراكة اجتماعية بين الجمعيات المشاركة. ويعد اللقاء الأكبر للجمعيات الأهلية والتخصصية في المحافظة، إذ جمع 32 جمعية بينها 23 أهلية وتسع تخصصية وتعاونية وذلك بتنظيم مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف بالتعاون مع جمعية العوامية الخيرية. وعبّر رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية م. حسن اللباد عن اعتزازه بما تحقق خلال اللقاء، مؤكداً أن هذا العدد من الشراكات يعكس حجم التكامل الذي يجمع الجمعيات التخصصية والخيرية والتنموية، مشيراً إلى أن اللقاء جاء ليُقَرّب الجهات من بعضها، ويُعزّز تبادل الخبرات، ويُمهّد لبناء منظومة تنموية أكثر ترابطاً. وأكد مدير مركز التنمية الاجتماعية في القطيف بركات الصلبوخ على أهمية اللقاء في تعزيز التكامل بين الجمعيات، وإبراز دور الشراكات التنموية في الارتقاء بالأثر الاجتماعي، مشيداً بالتنظيم المُحكم وجهود الفريق العامل، واستعرضت الجمعيات المشاركة عروضها وفق محاور موحدة شملت التعريف بالرسالة والرؤية والقيم والأهداف، إضافة إلى أبرز المبادرات والبرامج والتحديات والاستراتيجيات المستقبلية. وقدم عبدالمحسن الخضر عرض جمعية إتقان العمل التنموي، متناولاً توجهات الجمعية والتحديات التي يواجهها العمل التخصصي، فيما قدّم وائل الجشي عرض جمعية الأمل لمكافحة السرطان، مستعرضاً جهود التوعية والكشف المبكر، إلى جانب فعالية "التبكيرة خيرة" التي استفاد منها أكثر من 10 آلاف زائر عبر أركان متخصصة. وتناول حسين الشيخ جهود جمعية نبوغ لتنمية المواهب، التي لا تزال في بداياتها، مركّزًا على برامج تطوير الشباب مثل دورات IELTS، والتحصيلي، والذكاء الاصطناعي، فيما قدمت هناء المزروع عرض جمعية مودة ورحمة للتنمية الأسرية، متطرقة إلى تقديم أكثر من 200 استشارة أسرية خلال شهر واحد، إضافة إلى خطط اعتماد دورة تأهيل الحياة الزوجية كمتطلب ما قبل الزواج. وقدّم عصام المرهون عرض جمعية تنمية الموارد البشرية بسيهات، مبيناً استفادة أكثر من 8583 شخصاً من برامج التدريب الإداري، ودعم 22 طالباً وطالبة من ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى برامج تنمية القدرات والتدريب التعاوني. فيما استعرض حافظ الفرج جهود جمعية الفردوس لإكرام الموتى التي تدير عدة مراكز في سيهات والجش والتوبي، وتستعد لافتتاح مرافق جديدة بعد اكتمال مرحلة التشطيبات. وقدم صالح الصفار عرض جمعية النحالين، متناولاً مرحلة التأسيس والتوسع التدريجي إلى تدريب 50 شاباً وشابة على تربية النحل، وخطط تشجير المواقع وتخصيص مسارات للزيارات المدرسية لتعزيز الوعي البيئي. كما كشفت جمعية اكتفاء الزراعية، عبر ممثلها علي آل خميس عن جهودها في دعم المزارعين وتعظيم أرباحهم، وبناء شراكات فعّالة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني لتنقية المياه، إضافة إلى عرض دراسة متقدمة حول التنمية الزراعية والتسويق وربطهما بالاستدامة الاقتصادية. وقدمت مؤسسة سلمى المطرود لرعاية الأطفال واليافعين عبر ممثلها حسين زكي عرضاً تناول مبادرات تمكين العاملين مع الأطفال، وشراكتها مع تجمع الشرقية الأول، وإجراء دراسة لدعم تمكين الأمهات العاملات عبر توفير بيئات مناسبة لرعاية الأطفال، واختتمت عروض الجمعيات بمشاركة جمعية الصيادين، وهي أقدم جمعية متخصصة في صيد الأسماك بصفوى، والتي استعرض جاسم آل سعيد تاريخها الممتد لأكثر من 45 عاماً. وشهد اللقاء نقاشات موسّعة بين ممثلي الجمعيات والحضور، تناولت مستقبل العمل التخصصي وأهمية الانتقال من العمل الفردي إلى الشراكات التكاملية، وأسفرت هذه النقاشات عن توقيع مجموعة من الشراكات ومذكرات التعاون التي ستسهم في رفع مستوى الأثر الاجتماعي وتعزيز التنمية المستدامة في محافظة القطيف. يشار إلى أن لقاء "تلاقي" يُعدُّ خطوةً محوريةً نحو توسيع نطاق التعاون بين الجمعيات غير الربحية، وإيجاد مساحة مشتركة لتبادل التجارب وإطلاق مبادرات تنموية نوعية تخدم المجتمع المحلي.