تواصل المملكة تعزيز حضورها في الساحة السينمائية العالمية من خلال مشاركاتها الفاعلة في المهرجانات الدولية، حيث تجاوز عدد المشاركات السعودية خلال عام 2025 أكثر من عشرين مشاركة، من أبرزها مشاركة هيئة الأفلام في مهرجان لوميير السينمائي الدولي بمدينة ليون الفرنسية، الذي يعد أحد أهم المهرجانات المعنية بعرض الأفلام المرممة وحفظ التراث السينمائي العالمي. أيضا شاركت الهيئة عبر جناح سعودي خاص شكل نافذة على الجهود الوطنية في إيداع الأفلام وأرشفتها وفق أسس علمية ومنهجية دقيقة، كما استعرض الجناح مراحل التطوير التي شهدتها منظومة الأرشفة الوطنية في المملكة، وذلك بما يتماشى مع أحدث المعايير التقنية والفنية في هذا المجال. يعد جناح هيئة الأفلام من أبرز محاور التفاعل الثقافي في المهرجان، إذ مثّل منصة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الأرشفة والترميم السينمائي، وقد شهد الجناح توافد عدد كبير من المهتمين والمختصين من المؤسسات والمعاهد الأوروبية، كما أسهم في بناء جسور تواصل مع مراكز أرشفة سينمائية مرموقة حول العالم. كما قدمت الهيئة من خلال مشاركتها نماذج واقعية من جهودها في حفظ التراث السينمائي السعودي وإبراز المراحل التي مرت بها الصناعة الوطنية منذ نشأتها وحتى اليوم، وهو ما يعكس التحول الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة في ظل رؤية السعودية 2030، التي تولي اهتمامًا متزايدًا بتنمية قطاع الأفلام كجزء من منظومة الثقافة الوطنية الحديثة. حيث تهدف هذه المشاركة إلى تمكين الجهود السعودية في مجال الأرشفة السينمائية، وكذلك إلى تأكيد حضور المملكة في المحافل الدولية المتخصصة، وأيضًا إلى الترويج للسعودية بوصفها وجهة جاذبة لصناع الأفلام العالميين ومركزا متناميا للإنتاج السينمائي في المنطقة، وتأتي هذه الخطوة ضمن التوجه الاستراتيجي لهيئة الأفلام لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع أبرز المعاهد والجهات المتخصصة حول العالم، بما يسهم في رفع كفاءة الكوادر الوطنية وإثراء المحتوى المحلي وتعزيز حضور السينما السعودية عالميا. كما شهدت فعاليات المهرجان إقامة سوق الأفلام الكلاسيكية الدولي بمشاركة نخبة من الخبراء وممثلي شركات التوزيع ومختبرات الترميم والرقمنة وملاك الحقوق السينمائية من أكثر من ثلاثين دولة، وقد حظي الجناح السعودي باهتمام خاص لما قدمه من عروض لأفلام كلاسيكية مرممة، سلطت الضوء على الجهود الوطنية في صون الإرث الثقافي ونقل التاريخ السينمائي للأجيال القادمة. كما تعد هذه المشاركة امتدادا لحراك ثقافي متواصل يعكس التزام هيئة الأفلام بدعم مسيرة الصناعة المحلية وتطوير منظوماتها التقنية والفنية، وأيضا بتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الأرشفة كجزء من الهوية البصرية للمملكة، كما تحرص الهيئة على أن تكون مشاركاتها الدولية فرصة لتبادل الخبرات وبناء الشراكات النوعية التي تسهم في تطوير قطاع الأفلام السعودي وترسيخ مكانة المملكة كوجهة فاعلة ومؤثرة في المشهد السينمائي العالمي.