تجاوز عدد الركاب بالحافلات داخل المدن 24.6 مليون راكب خلال الربع الثالث من عام 2025، واستحوذت منطقة الرياض على الحصة الأكبر من إجمالي عدد الركاب بنسبة بلغت نحو 76 % وبواقع 18.68 مليون راكب، تلتها مكةالمكرمة بتسجيل 3.21 ملايين راكب، وأكد عدد من المختصين أن هذه الأرقام تبرز نجاح مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام وتكامل شبكة النقل العام في مدينة الرياض، ويؤكد تملك شبكة الحافلات التي تعمل فيها بدءا من 5 صباحاً حتى 12 ليلا للمستوى الملائم لتوفير الراحة للركاب، ولكنها في نفس الوقت تظهر الحاجة لدراسة جادة تهدف لتعظيم الاستفادة من هذه الخدمات التي تعد وسيلة نقل اقتصادية وفعالة في تخفيف الازدحام المروري خصوصا في مدن تحتاجها كالمدينتين المقدستين وجدةوالدمام بحكم معدلات السكان والأعداد الكبيرة من الزوار لتلك المدن وما يرافق ذلك من ضغط على البنية التحتية وحركة المرور. وأظهر التقرير الربعي الصادر من طرف الهيئة العامة للنقل، أن جدة حلت بالمركز الثالث بمليون راكب، ثم حاضرة الدمام والقطيف ب(737) ألف راكب، كما شهدت المدينةالمنورة تنقل نحو (326) ألف راكب، فيما سجلت القصيم (203) آلاف راكب والطائف ب (180) ألف راكب، والأحساء ب (108) آلاف راكب، وجازان ب (107) آلاف راكب، بينما جاءت تبوك أخيرًا ب (41) ألف راكب. وبين التقرير أن هذه النتائج تعد امتدادًا لجهود الهيئة، بالشراكة مع الجهات المعنية، في تطوير خدمات النقل بالحافلات داخل المدن، ورفع كفاءتها التشغيلية، وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الأحياء والمواقع الحيوية، دعمًا لمستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وتعزيزًا لجاذبية النقل العام ضمن مشهد حضري أكثر تكاملًا واستدامة. وقال الاقتصادي عمار أبو شعالة: إن مضامين التقرير تظهر بشكل واضح نجاح مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام وتكامل شبكة النقل في مدينة الرياض وتوافق حركة الحافلات مع حركة القطار بشكل سهل على الكثير من سكان العاصمة حركة التنقل في ظل التوزيع الجغرافي المميز للحافلات والتي أصبحت تغطي عموم الأحياء السكنية وتراعي المواقع التي تشهد كثافة في حركة مثل الجامعات والمواقع التي تشهد إقبالا كالمتنزهات ومواقع الفعاليات المتعددة التي تشهدها الرياض على مدار أشهر العام وهي تستقطب الآلاف من الزوار سواء من سكان الرياض أو القادمين من خارجها. بدوره قال الاقتصادي فهد الحاشدي: إن حركة النقل العام وإحصاءاتها لا تشمل عادة الحجاج والمعتمرين فهذه الفئتان يخدمهما أسطول حافلات يتجاوز 20 ألف حافلة ولعل ذلك هو سبب قلة الأرقام التي رصدها التقرير لكل من المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة قياسا بالأعداد الكبيرة التي تأتي لهما، ولكن رغم ذلك ما زالت إحصائيات الركاب بالحافلات داخل المدن دون المأمول ولعل ذلك راجع إلى ضعف ثقافة استخدام الحافلات في النقل العام. وأشار، فهد الحاشدي إلى أهمية القيام بدراسة جادة تهدف لتعظيم الاستفادة من خدمات النقل العام وحافلاته التي تعد وسيلة نقل اقتصادية وفعالة في تخفيف الازدحام المروري إضافة إلى الإسهام في تقليل تلوث الهواء من خلال تقليص عدد السيارات التي تسير على الطرق، ناهيك عن تخفيف معدل الحوادث التي تكثر عادة بسبب الازدحام وخلال فترات الذروة كمواعيد الذهاب للمدارس والجامعات ووقت الانصراف منهما والذي يتزامن عادة مع وقت خروج الموظفين. وتتوقع دراسات صادرة في وقت سابق ومنها دراسة من طرف مركز (كابسارك) أن يسهم مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في خفض الطلب على وقود السيارات في العاصمة الرياض بنسبة تصل إلى 13 %، وذلك وأن يُسهم القطار في تقليص عدد رحلات السيارات بمقدار 250 ألف رحلة يوميا (90 مليون رحلة سنويا) وتوفير 400 ألف لتر من الوقود يومي، وأن تؤدي الشبكة المتكاملة للحافلات والتي تتضمن خطوطًا للنقل السريع وحافلات تغذية للمناطق السكنية والتجمعات الكبيرة، إلى تغييرات ملحوظة في النمط الحضري وزيادة الاعتماد على وسائل النقل العام. عمار أبوشعالة فهد الحاشدي