سلطت الاعتقالات البارزة التي طالت شخصيات من دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين الأسبوع الماضي الضوء على المخاطر المحتملة التي تنجم عن العلاقة الوثيقة التي بنتها روابط الدوريات الأربع الكبرى للرجال في أميركا الشمالية مع المراهنات المقننة في الولاياتالمتحدة. إذ وُجهت اتهامات لأكثر من 30 شخصا، من بينهم تشونسي بيلوبس مدرب بورتلاند تريل بليزرز وتيري روزير لاعب ميامي هيت ولاعب كليفلاند كافاليرز السابق ومدربه المساعد ديمون جونز وذلك في إطار تحقيقين اتحاديين منفصلين متعلقين بمراهنات غير قانونية. ووفقا للادعاءات، فقد قدم روزير وجونز معلومات غير علنية حول مباريات قادمة لشركاء في الجريمة، ما أتاح لهؤلاء وضع رهانات على نتائج المباريات أو أداء لاعبين معينين. أما بيلوبس، فقد وجهت له تهم في قضية منفصلة تتعلق بتلاعب مزعوم في ألعاب البوكر ذات الرهانات العالية، وتصف لائحة الاتهام في قضية المعلومات الداخلية متآمرا غير مُسمى، لكنها لا تذكر اسمه. وقال محامي بيلوبس في بيان "تشونسي بيلوبس لم يراهن أبدا على مباريات كرة السلة، ولن يفعل ذلك، ولم يقدم معلومات داخلية، ولن يفرط في ثقة فريقه أو الرابطة".أما محامي روزير فقال إن موكله تم تبرئته سابقا من قبل رابطة دوري المحترفين، واتهم المدعين بإحياء "قضية غير موجودة"، ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى ممثل قانوني لديمون جونز.وقال لي شتاينبرج وكيل اللاعبين المخضرم إن هذه التطورات الأخيرة قد تمثل تهديدا وجوديا للرياضات المحترفة. من التردد إلى التبني مهدت المحكمة العليا في عام 2018 الطريق أمام الولايات لتقنين المراهنات الرياضية. كانت رابطة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين ورابطة دوري كرة القدم الأميركية ورابطة دوري البيسبول الأميركي ورابطة دوري الهوكي الوطني تعارض منذ فترة طويلة تقنين المراهنات، خوفا من أن يؤثر ذلك على نزاهة المباريات. وبعد سبع سنوات، أصبحت الرياضات المحترفة ومنصات المراهنات عبر الإنترنت متشابكة في علاقة وثيقة، إذ تظهر الإعلانات في شاشات التلفزيون وتتوفر تطبيقات المراهنات للجماهير على هواتفهم وداخل الملاعب والصالات، ومع سهولة الوصول الفوري ووجود أموال ضخمة، يمكن أن تتفجر إغراءات الغش. ووفقا لشبكة ئي. إس. بي. إن، فإن جميع الروابط الأربع الكبرى لديها شركاء رسميون في مجال المراهنات. إذ ارتبطت رابطة دوري السلة الأميركي للمحترفين بشركة إم. جي. إم ريزورتس بعد أقل من ثلاثة أشهر من حكم المحكمة العليا، في صفقة مدتها ثلاث سنوات بقيمة 25 مليون دولار. وبعد ثلاث سنوات، وقعت رابطة دوري كرة القدم الأميركية أول شراكة لها في الولاياتالمتحدة مع شركات سيزرز انترتينمنت ودرافت كينجز وفان دويل في صفقات مدتها خمس سنوات، قدرتها سبورتيكو، وهي منصة لتحليل صناعة الرياضة من منظور الأعمال، بمليار دولار. ومنذ صدور حكم المحكمة العليا، أوقفت الروابط الأربع الكبرى عددا من اللاعبين بسبب مخالفة قواعد المراهنات. إذ حظرت رابطة دوري السلة الأميركي جونتاي بورتر لاعب تورونتو رابتورز مدى الحياة العام الماضي بعد إثبات تلاعبه بأدائه لمساعدة المراهنين على الفوز بالمراهنات على إحصاءاته. وقال جو مالوني المسؤول في الرابطة الأميركية لصناعة المراهنات إن منصات المراهنات القانونية عبر الإنترنت لا تشجع السلوك السيئ بين اللاعبين، بل تساعد الروابط والسلطات على اكتشافه. وأضاف "لدينا الآن سياسات مراهنات منصوص عليها في معظم الحالات ضمن الاتفاقيات بين شركات المراهنات القانونية والراوبط، وكذلك في الاتفاقيات بين الروابط واتحادات اللاعبين".