اختتم أمس السبت "منتدى الأفلام السعودي 2025" والذي أقيم تحت شعار "لقاء يغيّر المشهد" من تنظيم هيئة الأفلام خلال الفترة من "22 إلى 25" أكتوبر، في مدينة الرياض، حيث شهد فترة تواجده على عدد من الأنشطة المكثفة والتي جمعت صنّاع السينما، والخبراء، والمستثمرين من داخل المملكة وخارجها، وسط حضور تجاوز أكثر من "2000" زائر يوميا. وعزز المنتدى مكانة المملكة باعتبارها مركزا إقليميا لصناعة الأفلام، من خلال دوره في دعم المواهب الوطنية، وربطها بالشركات المحلية والعالمية، تحت مظلة إبداعية جذبت الاستثمارات العالمية في هذا القطاع الحيوي. وشهد المنتدى توقيع عددٍ من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم مع جهات محلية ودولية؛ بهدف دعم تطوير المواهب السينمائية السعودية، وتعزيز الإنتاج المشترك، وتمكين الاستثمار في التقنيات الحديثة، وتسهيل عمليات التصوير في المملكة كتصاريح التصوير في العلا التي تتميز ببيئة حيوية وجمالية جاذبة، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية، ومبادرات نوعية لتأهيل الكفاءات في مجالات كتابة السيناريو، والإخراج، والإنتاج. وضم المنتدى أكثر من "40" جلسة حوارية وورشة عمل، ناقشت مستقبل الصناعة السينمائية، والتحديات التي تواجه المبدعين، وسبل تطوير البنية التحتية لصناعة الأفلام، بمشاركة نخبة من الخبراء وصنّاع القرار، والمواهب السعودية الصاعدة، إلى جانب ممثلين عن شركات إنتاج ومنصات عرض عالمية. وفي المعرض المصاحب، الذي شاركت فيه أكثر من "130" جهة عارضة، جرى استعراض أحدث التقنيات المستخدمة في مجالات التصوير والإنتاج، وما بعد المعالجة، مما أسهم في فتح قنوات جديدة للتعاون بين المنتجين، والمستثمرين، والمبدعين. واستقطب المنتدى فئة كبار السن، الشباب، والأطفال الذين تفاعلوا مع الفعاليات والأنشطة المتنوعة وسط أجواء ترفيهية، ومشجعة على المشاركة والإبداع. وتسعى هيئة الأفلام في تطوير منظومة صناعة الأفلام، عبر إطلاق مبادرات استراتيجية جديدة، وبناء شراكات دولية فاعلة، وتعزيز حضور المملكة، كوجهة إبداعية عالمية في صناعة السينما. بينما عاش المنتدى في يومه الرابع الختامي، تميّز خاص وذلك في تنوّع ورشه وجلساته الحوارية التي لامست جوهر الحرفة السينمائية من التسويق والإنتاج إلى الصوت والإبداع التقني، حيث تنوعت ورش العمل التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم بين المهارات التقنية والإدارية والإبداعية، وناقشت ورشة "إدارة التسويق والرعاية في الفعاليات السينمائية" أساليب تطوير منظومات الدعم والرعاية التجارية، وآليات بناء شراكات استراتيجية تسهم في استدامة صناعة السينما المحلية. كما تناولت ورشة "سحر السينما: تحليل النصوص والجدولة وإعداد الميزانيات" مراحل ما قبل الإنتاج وأهمية التخطيط السليم في تحويل الفكرة إلى عمل بصري متكامل، في حين ركّزت ورشة "أساسيات الصوتيات في الأفلام" على الجوانب التقنية للصوت ودوره في تشكيل التجربة السينمائية. بينما قدّمت ورشة "شروط وإجراءات ونماذج متطلبات منتجي الأفلام" شرحًا تفصيليًا حول البيئة التنظيمية والإجراءات الحديثة الداعمة للإنتاج المحلي، بينما استعرضت ورشة "الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام" مستقبل التقنيات الذكية في مجالات المونتاج والتأثيرات البصرية وابتكار المحتوى. واحتضنت منصة "حديث الأفلام" جلسة مميزة، بعنوان "أعمال محلية سافرت إلى العالم" لتناقش تجارب سعودية لاقت حضورًا دوليًا لافتًا وأدار الجلسة الإعلامي سامي جميل، بمشاركة نخبة من صنّاع السينما السعوديين هم عبدالمحسن الضبعان، ومالك نجر، الذين استعرضوا تجاربهم في الكتابة والإخراج والإنتاج، مؤكدين أهمية تطوير المحتوى المحلي ليحاكي المعايير العالمية. وشهدت منطقة المعرض المصاحب إقبالًا واسعًا من الزوار والمهتمين بصناعة السينما، الذين تجولوا بين أجنحة الشركات العالمية والأستوديوهات التقنية المشاركة، حيث اطّلع الجميع على أحدث الحلول والمعدات الإنتاجية. وهو ما ترمي له "هيئة الأفلام"، من خلال إقامة المنتدى إلى تمكين الشركات المحلية وصنّاع الأفلام، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الشراكات على المستويين المحلي والدولي، إلى جانب توفير منصة لتبادل الخبرات بين محترفي الصناعة، وإبراز مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة السينما. ويشمل المنتدى مؤتمرًا دوليًا يقدم جلسات وورش عمل متخصصة في تطوير المحتوى وتنظيم القطاع، يشارك فيها نخبة من المتحدثين والخبراء من مختلف الدول، إضافة إلى معرض موسّع يضم جهات محلية وإقليمية ودولية من شركات الإنتاج والاستوديوهات والمعدات والتقنيات السينمائية، في مشهدٍ يعكس النمو المتسارع الذي تشهده صناعة الأفلام في المملكة. الزميل عبدالرحمن الناصر مع حسن الشومي رئيس جمعية أفق السنمائية