الأب هو عمود الأسرة، ورمز القوة والإرشاد، ويمثل الأب في حياة أبنائه قدوةً ومثلاً يحتذى به، حيث يساهم بشكل كبير في تشكيل شخصياتهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح لمستقبلهم. في هذا المقال، سأستعرض بإيجاز أهمية الأب في حياتنا، مع الإشارة إلى مشاعر الفقد والحنين التي قد يشعر بها الأبناء عندما يفقدون آبائهم. الأب هو أول معلم لأبنائه، فهو يعلمهم القيم والأخلاق والسلوكيات الصحيحة، من خلال تصرفاته اليومية، ينقل الأب دروسًا قيمة عن المسؤولية والاحترام والعمل الجاد، إن وجود أبٍ قوي وشغوف في حياة الأبناء يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على مواجهة التحديات. والأب هو مصدر الأمان العاطفي في الأسرة، حيث يسعى دائمًا لتوفير الحب والحنان لأبنائه، إن دعم الأب النفسي يجعل الأبناء يشعرون بالراحة والثقة، مما يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم، وفي اللحظات الصعبة، يكون الأب هو الشخص الذي يلجأ إليه الأبناء بحثًا عن الدعم والمشورة. ويقدم الأب التوجيه لأبنائه في مختلف جوانب الحياة، من الدراسة إلى العلاقات الاجتماعية، فهو يوجههم نحو اتخاذ قرارات سليمة، ويعلمهم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة، إن وجود أبٍ حكيم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأبناء، حيث يسهم في بناء مستقبلهم الاجتماعي والمهني. وعندما نفقد الأب، نشعر بفراغ كبير في حياتنا، كما هو الحال معي عندما فقدت والدي الحبيب (عبد القادر)، الذي رحل عن هذه الدنيا عندما كنت أحضّر لمناقشة الدكتوراة في جامعة مانشستر في بريطانيا، ولكن تظل ذكراه حية في قلبي ووجداني. إن فقدان الأب ليس مجرد خسارة شخصية، بل هو فقدان لمصدر الأمان والدعم، وتظل الذكريات الجميلة واللحظات التي قضيناها مع الوالد تذكرنا بقيم الحب والرحمة والحنان التي زرعها في قلوبنا. ورغم رحيل الوالد منذ زمن بعيد إلا أنه سيبقى رمزًا للود والرحمة في قلبي، وستظل ذكراه حية في كل إنجاز تحقق، وفي كل قرار اتخذته، حيث إن تعاليمه وإرشاداته سترافقني دائمًا، إن التأمل في نصائحه وتوجيهاته ساعدتني على مواجهة تحديات الحياة بشجاعة، مستلهمًا من ذكراه القوة والشجاعة. كان أبي رمزًا للحب والحنان والإرشاد، وغيابه كان خسارة كبيرة، لكن رغم الفقد، تظل الذكريات حية، حيث نستمد منها القوة للاستمرار في رحلة الحياة بعزيمة وإصرار.