اعتبر الكاتب والإعلامي جمال حسين بنون الصحافة الاقتصادية أداة توجيهية للرأي العام وصانع القرار، يضطلع فيها الصحافي الاقتصادي بدور المفكّر والمحلل، الذي يقرأ ما وراء الأرقام ويوصل المعنى ببساطة وعمق، ليصبح حجر الزاوية في إعلام يواكب التحولات ويرشد المجتمعات نحو الفهم والاستعداد للمستقبل، وأنها لم تعد مجرد نافذة على الأرقام والمؤشرات، مشيرًا إلى أن "الصحفي الاقتصادي اليوم هو المفكر والمحلل القادر على كشف المعاني خلف البيانات، وإيصال الصورة بوضوح وبساطة". وعرف بنون الصحافي الاقتصادي بأن المحترف في مجال الإعلام يركز على تغطية القضايا والأحداث الاقتصادية. هذا يشمل تقديم تقارير عن السياسات الاقتصادية، حالة السوق المالية، أداء الشركات، البيانات الاقتصادية، التجارة الدولية، الاستثمارات، البطالة، التضخم، وأي موضوع آخر يؤثر على الاقتصاد على المستوى المحلي أو الدولي. جاء في إصدار جديد بعنوان "الحقيقة خلف الأرقام – خارطة الطريق للصحفي الاقتصادي"، وهو أشبه ما يكون بمرجع شامل في التدريب والتأهيل لممارسة الصحافة الاقتصادية باحتراف. الكتاب يتألف من سبعة عشر فصلًا، قدم فيه الكاتب خلاصة خبراته الممتدة في الإعلام الاقتصادي، موضحًا الأدوات والمنهجيات التي تمكّن الصحفي من قراءة الأرقام وتحليل الاتجاهات الاقتصادية بعمق ودقة. ويهدف الكتاب إلى تأهيل الصحفيين لفهم التحولات الاقتصادية العالمية، وإكسابهم مهارات التحليل والتفسير، لتصبح المادة الاقتصادية أكثر قربًا من القارئ وصانع القرار على حد سواء. وقال بنون " يأتي هذا الإصدار في وقتٍ يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية واقتصادية متسارعة، ليكون دليلًا للعاملين في الحقل الإعلامي الاقتصادي، ومرجعًا لكل من يسعى لفهم أعمق للتحديات العالمية ودور الإعلام في مواجهتها. ولخص بنون أهم التحديات تحديات ومنها تفسير البيانات المعقدة بطريقة مبسطة، الحفاظ على الدقة في التقارير الاقتصادية، وتوقع التأثيرات الطويلة الأجل للأحداث الاقتصادية. وأستعرض بنون تجارب الصحفيين الاقتصاديين وتأثيرهم على الرأي العام، وتاريخ الصحافة الاقتصادية ونموها وتطورها، وتناول مهارات الصحافي الاقتصادي، وكيفية كتابة التقارير، والتحقيقات الاقتصادية، والتحليلات الاستراتيجية، وأسس مقابلات الصحفيين الناجحين. وبشأن التوقعات لمستقبل الصحافة الاقتصادية، قال بنون أن مستقبل الصحافة الاقتصادية يبدو مليئًا بالتحديات والفرص نظرًا للتطورات التكنولوجية والتغيرات في سلوك الجمهور، مؤكداً على أن استخدام البرامج والأدوات الرقمية أصبح ايوم أمرًا ضروريًا للصحفي الاقتصادي لتحليل البيانات وإنشاء المخططات والرسوم البيانية بشكل فعال وجذاب. الكتاب تناول التغطيات الدولية والمحلية في الصحافة الاقتصادية، والصحافة البيانية والتحقيقية، وكيفية تعامل الصحفي الاقتصادي مع البيانات، والإحصائيات، والأرقام الصادرة عن جهات اقتصادية تنموية، وبين مثالية استعداد الصحافي للمشاركة في المؤتمرات الصحافية الاقتصادية، وخطوات التحضير لخبر اقتصادي، وطرق صناعة الفيديو الاقتصادي كخبر أو قصة، للإذاعة او التلفزيون، وفن تبسيط الاقتصاد وقوة الصورة في جذب الجمهور، الإصدار الجديد سرد صحفيين اقتصاديين لمعوا في مهنتهم.