تعد الصحافة خط الدفاع الاول للمملكة فهي تعتبر رافداً أساسياً في المساهمة الفاعلة في المشاركة المجتمعية الحوارية من أجل قيادة قاطرة التنمية الشاملة لعلاقة محرريها وكتابها بأحوال المملكة في زخم المحاور يومياً وما يضمنونها من عصارة الفكر والتحليل والمتابعة. يخطىء من يظن ان الصحافة التي ننعم بها لا تعني الانفلات لان ألف باء الصحافة الوطنية هو الوعي والادراك بأهمية تجنب الانزلاق الى تجاوزات مسيئة والالتزام بالحدود الواضحة بين ما هو جائز ومسموح به وبين ما هو محظور تداوله بالنشر أو التفوه به. فإذا كنا نسلم بأن الصحافة هي المرآة التي تعكس الحياة السعودية ونموها وتطورها فلابد ان ندرك ايضاً أن الصحفيين هم الركيزة الاساسية لترسيخ مفاهيم التطور والتحديث عن طريق مساهماتهم ومشاركاتهم وتحليلاتهم اليومية والاسبوعية واجراء استطلاعات لاراء المواطنين تجاه أهم القضايا الاقتصادية والاجتماعية والدولية. ومعنى ذلك ان تعزيز دور الصحافة في التنمية الشاملة وتفعيله تفعيلاً صحيحاً لا يتم الا بجهود الصحفيين والكتاب والمحررين الذين يسعون باخلاص متميز ويملكون قدرة مهنية عالية تعطى اعمالهم الصحفية مذاقاً وتفرداً خاصاً بين قرنائهم ويملكون فوق ذلك حساً وطنياً يقظاً ونفساً عالية الاباء وصفاء شفافاً يجعلهم جنداً للوطن في صورة كتلة من ضمير حي تمشي على ساقين. فالصحافة ورسالتها تبعاً للعصر، فلم تعد مجرد شكل لجريدة يومية تصدر بل تطورت وتفرعت، حتى انها اصبح يطلق عليها بالسلطة الرابعة، وقد اخذت في التأثير على مجمل أوضاع المجتمع عن طريق جذب كتاب وصحفيين ومرموقين ومحللين سياسيين واقتصاديين باحثين ومحللين وخبراء تربية وتعليم الى ساحتها الرحبة من التنمية الاقتصادية والقدرة الاقتصادية التنافسية، والارتقاء بنوعية البشر بواسطة تقديم تعليم جيد، والانتاج، وحل مشاكل البطالة، ورفع مستوى المعيشة، وتعزيز الأمن الوطني، وتكريس غريزة الانتماء والمواطنة، اتساقاً مع ما طرأ على العالم وافكار ونظريات السياسة وممارساته التنفيذية من تحولات، مما عمل على مشاركة هؤلاء النخبة من الصحفيين والكتاب لصياغة دور الصحافة في التطور الايجابي. الصحافة ستظل مرآة تعكس تقدمناً وتطورنا والصحفيون والكتاب والمحللون سيظلون جند الوطن للوعي الذي ينظر اليه عن بلادنا باحترام واجلال، فالصحفيون والكتاب والباحثون الجادون هم النتاج الطبيعي للعقل الذي يبدع ويفكر ويتأمل ويتخيل. ان استعراض خارطة الصحافة السعودية يثبت لنا بالدليل العملي ومن خلال تجارب الامم ان تسارع معدلات التنمية ومجالات التقدم مشروط بثقافة صحفية بتميز الصحفيين والكتاب والمحللين التي لا تكف عن دفع عجلة التنمية الى الامام وتضيف الى التقدم كل ما يصعد به في سلم التطور. وهاهي ثمرات رسالة الصحافة والصحفيين تنضج من خلال صحف (الندوة، عكاظ، المدينة، البلاد، الشرق الأوسط، الرياض، الجزيرة، اليوم، الاقتصادية، الحياة وغيرها) فترى المملكة وقد اجتازت تطورها في كل المجالات واحتفظت بقوة مؤسساتها ومشاركاتها المجتمعية، وحواراتها الخلاقة المبدعة، وقوة اقتصادها في عصر الازمات العالمية. لقد جعلت الصحف المذكورة برجالها من الصحفيين والكتاب الذين هم جند للوطن الأنباء والمعلومات والمقالات التحليلية ميسورة ومنتشرة في ربوعنا وامام المواطنين لان رسالة الصحافة برجالها عبارة عن مؤشرات ترسل الى صانع القرار، وما ذكرناه انما هو مجرد امثلة قليلة جداً لدور الصحافة وصحفييها ومراسليها وكتابها، الدور الشامخ، الدور الراسخ في الاذهان والعقول والوجدان، وان كان اكثرهم لا يعلمون. وبذلك استطاع الصحفيون من رسالتهم الوطنية وشعورهم بالانتماء للوطن والتزاماً بمبادىء العقيدة الاسلامية واركانها (القرآن والسنة) ان يرسخوا الكلمة والمعنى في النفوس، وتشيع مناخاً فكرياً مجتمعياً من شرائح المجتمع، وبالتالي انضم الى ساحة الصحافة المزيد من القراء لصحفنا والكثير من مريديها حباً واقتناعاً برسالة الصحافة ونبل الهدف ويتفاعلون معها. وحقاً لم يأت الحديث عن الصحافة والصحفيين وانا منهم لم يأت من فراغ، بل من رؤية عميقة ترى ان الحديث عن الصحافة والصحفيين هو بطبيعته حديث عن المستقبل وحديث من صورة الغد التي تدافع عنها الصحافة ويحميها الصحفيون جند الوطن، وهو صورة لجهد اليوم الدؤوب والمستمر للصحافة ورجالها من اجل تحقيق التنمية ومن اجل الحفاظ على الهوية، وعلى الخصوصية الدينية والثقافية، وعلى الاستمرار، وليس البقاء فقط بل على الوجود المتفاعل ذي القيمة المضافة في الساحة العالمية. ان الحديث عن الصحافة ورسالتها ودور جنودها كخط دفاع أول للمجتمع السعودي على اتساع ساحته، وللوطن ماضيه وحاضره ومستقبله، يحمل في طياته تأكيد دور الصحافة في المشاركة المجتمعية من خلال مقالات كتابها وتحليلات محرريها الواعية كما يحمل التأكيد على ضرورة الالتزام بالثوابت الوطنية والدينية من قبل رؤساء التحرير ومعاونيهم ليكونوا حماة للوطن حيث انه لهم الحمى.. ونعم الحمي المملكة التي تستحق ان تكون الصحافة هي خط الدفاع الاول حيث ان شريحة العاملين بها كتاباً وصحفيين ومحررين ومحللين كلهم جميعاً جند الوطن لانهم يمثلون مخزون الذكاءات الوطنية المتراكمة عبر التاريخ. ولأن المملكة دولة لها تاريخها ولها دورها فإن الصحافة برجالها يعكسون صورتها المضيئة والمشرقة داخلياً وخارجياً لتأكيد مكانتها المتميزة في وطنها العربي وعالمها الاسلامي. ولاشك ان ما حققته الصحافة السعودية على مر الأيام لم يكن من فراغ، وانما كانت له جذور حقيقية سمحت باستمرار الرسالة والتجدد الصحفي والفكري. واظن ان اكثر من اشار الى حاجة الامة الى الانفتاح عن طريق الحوار هو صاحب فلسفة الحوار وحاميها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان من أهم مؤيدي الحوار بين قادة العالم بشرط أن نتجنب التقليد دون تمييز وان نهتم بالمضمون اكثر من اهتمامنا بالشكل. وخلاصة القول ان صحافتنا ورجالها من مفكرين وكتاب ومحررين هم جند للوطن لانهم اصحاب فكر مستنير استطاعوا ان يبعثوا للمواطنين دائماً برسائل صادقة دائمة حول الابعاد السامية للاسلام، وهم ايضاً يعملون بافكارهم واقلامهم للحديث عن تقدم حياة الأمة ورفعة شأنها في ظل تعاليم الدين السمحة التي تدعو للتوحد وترفض الفتنة. باختصار شديد أقول ان الصحافة هي البوابة الرئيسية لالقاء الاضواء على دولاب العمل في الوطن في اطار أهداف التنمية الشاملة والمستدامة بناء على مقاييس صحفية وطنية وعلمية دقيقة تحدد بها المواصفات للعمل الصحفي المطلوب .