يطلّ اليوم الوطني على المملكة العربية السعودية كل عام ليعيد إلى الأذهان ملحمة عظيمة بدأت منذ أكثر من تسعين عامًا حين قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مشروع الوحدة تحت راية التوحيد. إن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي محطة متجددة نستحضر فيها قيم الولاء والانتماء، ونقف فيها أمام ما تحقق من إنجازات جعلت المملكة في صدارة المشهد الإقليمي والعالمي. لقد أثبتت القيادة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - أن الطموح السعودي لا سقف له. فقد تحولت رؤية المملكة 2030 إلى برنامج عمل وطني شامل أحدث نقلة نوعية في مختلف القطاعات. تنويع مصادر الدخل، وتوسيع الاستثمارات، وإطلاق المشاريع العملاقة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر، كلها شواهد على رؤية استراتيجية تستهدف بناء مستقبل مختلف يليق بتاريخ المملكة وإمكاناتها. ولم يقتصر التغيير على الجانب الاقتصادي فحسب، بل شمل التعليم والبحث العلمي والابتكار، حيث أضحت الجامعات السعودية اليوم منصات للمعرفة والتنافسية العالمية. أما القطاع الصحي فقد شهد توسعًا ملحوظًا وارتفاعًا في مستوى الخدمات الطبية، ما يعكس حرص القيادة على جعل الإنسان محور التنمية. كما لعبت الثقافة والفنون والرياضة دورًا متناميًا في تعزيز الهوية الوطنية والانفتاح على العالم، لتتجلى صورة المملكة كدولة متقدمة قادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة. وأبناء مدينة سيهات، وهم يحتفلون بهذه المناسبة الغالية، يرفعون أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة. إن سيهات التي عُرفت بتاريخها العريق وعطائها المتواصل تشارك الوطن كله مشاعر الفخر والاعتزاز، مؤكدة أن الولاء للقيادة والانتماء للوطن هما ركيزتان ثابتتان في وجدان كل مواطن. إن اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى نمرّ بها، بل هو عهد يتجدد في كل عام، ورسالة تؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، وأن كل مواطن شريك في بناء هذا الغد المشرق. ومع كل عام وطني جديد نزداد ثقة بأن الإنجازات ستتضاعف، وأن المملكة ستواصل مسيرة الريادة لتكون نموذجًا عالميًا في التنمية والابتكار والاستقرار. * استشاري جراحة عامة ومناظير