يشكل السوق العقاري في المملكة العربية السعودية إحدى الركائز الاقتصادية الأكثر تأثيرا على النمو الوطني ومستوى رفاهية المجتمع إذ يرتبط بشكل مباشر باحتياجات المواطنين الأساسية ويعد محفزا مهما لبقية القطاعات الاقتصادية ومن هذا المنطلق جاء التفكير الإستراتيجي الثاقب لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ليضع الأسس المتينة لسوق عقاري متوازن ومستدام يحقق العدالة والشفافية ويضمن حماية حقوق جميع الأطراف. وفي هذا السياق برز مشروع منصة توازن العقاري كأحد أبرز المبادرات النوعية التي تجسد هذه الرؤية الطموحة فالمنصة ليست مجرد أداة تقنية حديثة بل هي مشروع استراتيجي يستهدف إعادة هيكلة السوق العقاري عبر خلق بيئة رقمية متكاملة تجمع بين المشتري والبائع والمستثمر وتتيح تتبع حركة الأسعار ومراقبة مستويات العرض والطلب وتقديم حلول مبتكرة في التمويل العقاري إنها بوابة جديدة نحو سوق أكثر انضباطا واستقرارا ويحاكي أفضل التجارب العالمية مع خصوصية تلبي احتياجات المواطن السعودي. وما يميز المنصة أنها تعكس عمق الرؤية القيادية في التعامل مع القطاع العقاري حيث لم يقتصر التفكير على معالجة الأعراض الظاهرة من ارتفاعات الأسعار أو نقص المعروض بل تجاوز ذلك إلى معالجة جذور التحديات وبناء قاعدة بيانات دقيقة وشفافة تتيح للجميع اتخاذ قرارات واعية وتعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في السوق السعودي وتعد خطوة جريئة لإرساء قواعد العدالة الاقتصادية بحيث لا يكون السوق رهينة للتقلبات أو للممارسات غير العادلة بل فضاء مستقر يضمن مصلحة المواطن والمستثمر على حد سواء. إن الدعم الكبير الذي تحظى به هذه المبادرة من سمو ولي العهد يؤكد أن العقار ليس مجرد قطاع اقتصادي بل ركيزة أساسية في بناء مجتمع مزدهر واقتصاد متنوع وفق تطلعات رؤية المملكة 2030 فالمنصة تفتح آفاقا واسعة أمام المواطنين لامتلاك سكن مناسب بتكاليف ميسرة وتمنح المستثمرين بيئة آمنة وشفافة وتدفع عجلة النمو الاقتصادي نحو مزيد من التنوع والاستدامة. وبهذا تمثل منصة توازن العقاري نموذجا ملهما للتدخل الحكومي الذكي في السوق تدخل يوازن بين الحرية الاقتصادية والانضباط التنظيمي ويجمع بين الابتكار الرقمي والتخطيط الإستراتيجي بعيد المدى إنها برهان حي على أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو أسواق أكثر استقرارا واستثمارات أكثر أمانا وفرص سكنية عادلة تضمن للمواطن حياة كريمة في ظل قيادة وضعت الإنسان أولا وجعلت التنمية المستدامة خيارا لا رجعة فيه