شاركت الخطاطة سماح البيتي في معرض عزف الحروف بجدة بأحد أعمالها في الخط الكوفي، وكان عملها محط إشادة من الخطاطين والزوار على حد سواء. وفي حوار قصير معها حول بداياتها ومسيرتها مع فن الخط العربي، تحدثت قائلة: "تعود بدايتي مع الخط العربي إلى طفولتي، فقد نشأت وكان والدي يخط بخطوط عربية متعددة وينفذها على لوحات فنية. كبرت وأنا أراقب جمال الحروف حتى ورثت عنه هذه الموهبة. لاحقًا، درست مادة الزخارف الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز، وكان أساسها الخط الكوفي وكيفية اللعب بالخطوط الهندسية وتشكيلها، وهناك ترسّخ شغفي أكثر، ومن هنا بدأت انطلاقتي الحقيقية في تصميم لوحات فنية بالخط العربي". وعن الداعمين في مسيرتها، تقول البيتي: "أول من دعمني كان والدي، فقد بدأت أخط تصاميمه وأنفذها إلى لوحات فنية ملوّنة، وكان دعمه وتشجيعه لي الدافع الأول. وكذلك أمي أيضًا كانت تطلب مني لوحات لتزيين المجالس في المنزل، وهذا شجّعني أكثر على حب التعلم والتطوير. ثم بدأت أتدرب على إنتاج وإعداد مقاطع للوح التي أصنعها من الصفر، وأشرح فيها طريقة العمل والأدوات المستخدمة". وتضيف: "لاحقًا، تابع الإعلامي والشاعر المتميز الأستاذ جميل الحارثي أعمالي عبر منصات التواصل، ثم دعاني لمعرض فني في جدة. وهناك تعرفت على الأستاذ سعود خان الذي اطلع بالصدفة على جزء من حساباتي الفنية، ومن تلك اللحظة حصلت على الدعم والتشجيع والتوجيه منه، ثم دعاني للمشاركة في ملتقى عزف الحروف لفنون الخط العربي في نسخته الثانية لهذا العام". وعن الخط العربي الذي يستهويها، تابعت البيتي: "اخترت الخط الكوفي المربع لأنه يعكس شخصيتي تمامًا: أحب الدقة والتنظيم، وأجد فيه تحديًا ممتعًا لترتيب الحروف والمربعات بشكل متناغم وجمالي. وحاليًا أتدرّب على الخط الديواني الذي أراه يتميز بالانسيابية والجمال، وأعتبره إضافة مهمة لرحلتي مع الخط العربي". وحول مشاركاتها، أوضحت: "لدي حسابات فنية في مواقع التواصل أشارك فيها أعمالي بالخط العربي، وأنفذ لوحات فنية. أما مشاركتي الفعلية في المعارض فكانت في معرض واحد فقط، مع الأستاذ سعود خان خلال ملتقى عزف الحروف، لكنها كانت تجربة مميزة جدًا استفدت فيها كثيرًا من متابعة أعمال عدة خطاطين. ومن أبرزهم الأستاذ سعود خان الذي قدّم لي الدعم والتوجيه، والخطاط الأستاذ محمد الحرازي الذي كان دائمًا يشجعني ويمنحني نصائح قيمة، والخطاط الأستاذ وجدي القليطي الذي كان لي الشرف بمعرفته في المعرض. كل منهم ساهم بطريقة أو بأخرى في تطوير شغفي وتعميق فهمي للفن". وعن أعمالها ورسالتها تقول البيتي: "نفذت أكثر من 100 لوحة أسماء بالخيوط والمسامير والسلاسل، وأكثر من 80 لوحة بمقاسات مختلفة باستخدام معدات وخامات متعددة من إضاءات وسلاسل وخيوط وكبسولات القهوة. وخلال مشواري القصير تعلمت أن الشخص إذا أحب شيئًا بصدق، سيواصل السعي وراءه، وأن الأهم من كل شيء هو نقل المعرفة والخبرة للآخرين. تعلمت أن العطاء بالعلم لا يقل أهمية عن الإبداع نفسه".