أصبح واضحاً أن منتخبنا ينقصه التجانس والانسجام اللازمين، وهذا الجانب كان له التأثير الكبير في حظوظه لتصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، وهذا مردّه انضمام العديد من الأسماء الجديدة إلى التشكيلة مع كل تجمع للمنتخب الوطني الأول. المرحلة المقبلة في ملحق التصفيات الآسيوية تستوجب تعاضد الجميع خلف "الأخضر"، وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة المحترفين ابتكار طريقة تعطي المنتخب الفترة الكافية التي يحتاج إليها المدرب الفرنسي هيرفي رينارد للوصول إلى الجاهزية المأمولة، والتعرّف إلى الفريق على نحو كاف، والعمل والتركيز على مجموعة واحدة من اللاعبين، لأننا أمام مباراتين مفصليتين مع العراق وإندونيسيا في تصفيات المجموعة الثانية للملحق، فإما أن نتأهل أو سندخل في قصة أخرى. من حق الشارع الرياضي أن يعيش في استغراب من وضع المنتخب، وبخاصة أن وضع التفاؤل تزايدت مع انضمام الإضافات الحديثة التي كان يُتوقع منها أن تأتي بالفارق، لكن منتخبنا كان على غير العادة يلعب في كل مباراة في التصفيات بتشكيلة جديدة وبطريقة لعب متغيرة. الشهر والنصف المقبلة في غاية الأهمية لمسيرة كرة القدم السعودية، لأن التأهل إلى كأس العالم 2026 سيعطينا دفعة معنوية هائلة مع المشروع الرياضي الجديد في رؤية وطننا الطموحة 2030 الذي تقف عليه وزارة الرياضة، ويحظى بدعم من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وبالتمعن إلى أسماء اللاعبين في المنتخبات التي تأهلت للملحق الآسيوي، فنحن ربما نستحوذ على الأفضل، لكننا ينقصنا انسجام وتآلف المجموعة فقط، لأنهم لم يلعبوا مع بعضهم العديد من المباريات. لكن في الوقت ذاته، أبرزت لنا التصفيات أن المشروع بحاجة إلى منهجية جديدة، وهي فتح باب الاحتراف للاعبين بشكل أوسع، ودعم هذه المنهجية، لأن أكثر المنتخبات الأخرى التي أخذت قفزات إلى الأمام استفادت من ذلك، واستطاعت صناعة منجز تاريخي، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، لأنها تستند إلى محترفين في القارة الأوروبية، والأفضلية دوماً لهم. لذلك لابد من دعم هذه المنهجية، وبالأخص أن في حوزتنا لاعبين مميزين الآن، وفي استطاعتهم الوجود في أكبر المسابقات، تنقصنا مسألة أن تبعد الأندية مصالحها الخاصة جانباً، عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني. كل الأماني والتوفيق لمنتخبنا الوطني بالتأهل، ودخول التاريخ من أوسع أبوابه. عبدالكريم بن دهام الدهام - عرعر