قال كبير المستشارين الأمنيين للرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ الثلاثاء إن الرئيس الكوري الجنوبي ونظيره الأميركي دونالد ترمب اتفقا على العمل سويا في قطاع بناء السفن، كما أجريا مباحثات" هادفة" بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية، وذلك خلال مباحثاتهما الثنائية الاثنين. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن مستشار الأمن القومي وي سونج لاك قال إن أول لقاء بين الرئيسين تناول سبل تعزيز بناء السفن والقطاعات الصناعية الأخرى، بالإضافة إلى استكشاف مجالات جديدة للتعاون في مجال الطاقة. وأضاف للصحفيين في واشنطن أن الرئيسين"اتفقا على توسيع التعاون بصورة كبيرة في قطاع بناء السفن، كما أجريا مناقشات ذات مغزى بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية". وأوضح" سيتم إجراء المزيد من المشاورات المتعلقة بالتعاون في مجال الطاقة النووية بين الدولتين". يشار إلى أن سيئول تسعى لتعديل معاهدة نووية ثنائية مع واشنطن تحظر سيئول من إعادة معالجة اليورانيوم وتخصيبه. كما أكد مستشارون للرئيس الكوري الجنوبي إن سيئول وواشنطن أحرزتا تقدما في تعزيز تحالفهما العسكري وإنهما أجرتا مباحثات "هادفة" بخصوص التعاون في مجال الطاقة النووية خلال قمة جمعّت زعيمي البلدين. وقال الرئيس ترمب إنه يريد لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هذا العام وإنه منفتح على مواصلة المحادثات التجارية مع كوريا الجنوبية. وذكر ترمب للصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض أثناء ترحيبه بنظيره الكوري الجنوبي "أرغب في مقابلته هذا العام. أتطلع إلى لقاء كيم جونغ أون في المستقبل القريب". وعقد ترمب ولي أول اجتماع لهما في ظل ظروف متوترة. وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق تجاري في يوليو، والذي جنب كوريا الجنوبية رسوما جمركية باهظة على صادراتها إلى الولاياتالمتحدة، فإن الجانبين لا يزالان يتنازعان بشأن الطاقة النووية والإنفاق العسكري وتفاصيل صفقة تضمنت ضخ استثمارات بقيمة 350 مليار دولار من كوريا الجنوبية في الولاياتالمتحدة. وبعد اجتماعه مع ترمب، حضر لي منتدى أعمال مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية ورؤساء تنفيذيين لشركات كورية جنوبية وأكثر من 20 شركة أميركية. ولم ترد كوريا الشمالية بعد على طلب للتعليق على تصريحات ترمب. هذا وحذّر الرئيس الكوري الجنوبي من أن كوريا الشمالية تعمل على تطوير قدراتها لانتاج ما بين 10 الى 20 رأسا نووية في السنة، داعيا الى خفض التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تقدّر ترسانة بيونغ يانغ النووية بخمسين رأسا، ولديها ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج ما يصل الى 40 أخرى. وقال الرئيس الكوري الجنوبي أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن مساء الاثنين إن بيونغ يانغ أنجزت "تطوير صاروخ باليستي عابر قادر على بلوغ الولاياتالمتحدة، وهم يواصلون تطوير القدرة لإنتاج ما يقرب من 10 إلى 20 قنبلة نووية سنويا". وتطرّق لي الى السياسات المتشددة التي اعتمدتها سيئول حيال بيونغ يانغ قبل توليه منصبه في وقت سابق من العام الحالي. وقال "لقد بذلنا جهودا لردع كوريا الشمالية وفرض العقوبات، لكن النتيجة كانت أن كوريا الشمالية تواصل تطوير برنامجها النووي". وتابع "الواقع هو أن عدد الأسلحة النووية التي تحوزها كوريا الشمالية قد زاد على مدار الأعوام الثلاثة الى الأربعة الماضية"، مشددا على التزام بلاده بالأسلحة التقليدية لردع الشمال. لكنه تطرق أيضا إلى جهوده لتخفيف الإجراءات التي يُنظر إليها على أنها استفزازية، مثل وقف بث الرسائل الدعائية المناهضة لكوريا الشمالية باستخدام مكبرات الصوت عبر الحدود. وأشاد ترامب الذي التقى كيم ثلاث مرات خلال ولايته الأولى، بالعلاقة بينهما. وقال للصحافيين إنّه يعرفه "أفضل من أي شخص آخر، تقريبا، باستثناء أخته". ولجأ ترمب الى وسائل التواصل الاجتماعي لشنّ هجوم على لي جاي ميونغ. وكتب على منصته "تروث سوشيل"، "ماذا يحدث في كوريا الجنوبية؟ يبدو كأنّه تطهير أو ثورة. لا يمكننا أن نشهد ذلك ونواصل أعمالنا هناك". وردا على استفسار مراسل في البيت الأبيض لتوضيح ما أشار إليه، قال ترمب "حسنا، سمعت أنّ هناك مداهمات لكنائس خلال الأيام القليلة الماضية". لكن أثناء استقباله لي الذي كال له المديح، بدا أن ترمب تراجع عما أدلى به. وقال "أنا واثق من أنه مجرد سوء تفاهم"، متحدثا عن "شائعات". وشدد الرئيس الأميركي على تطابق الآراء بينه وبين نظيره الكوري الجنوبي بشأن كوريا الشمالية.