في عالم تتصارع فيه الأمم على مكانة مرموقة في مسرح التقدم والتنمية، تبرز المملكة العربية السعودية كنجمة ساطعة، تُضيء دروب المستقبل بقيادة رؤيوية جريئة تجسدها شخصية الأمير محمد بن سلمان. إن الأرقام ليست مجرد رموز رياضية، بل هي لغة الحقيقة التي تروي قصة نهضة وطن، وتحت قيادته، تتحدث هذه الأرقام بصوت عالٍ عن إنجازات تُغيّر وجه المملكة وتُعيد صياغة مستقبلها. عندما أُطلقت رؤية المملكة 2030 في عام 2016، كانت أكثر من مجرد وثيقة إستراتيجية؛ كانت وعدًا بتحويل المملكة مركزاً عالمياً للابتكار والاقتصاد المتنوع. تحت قيادة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بدأت الأرقام ترسم لوحة مشرقة؛ ففي السنوات الأولى للرؤية، انخفضت الاعتمادية على النفط من 70 % من إجمالي الإيرادات الحكومية إلى أقل من 40 % بحلول 2023، مع نمو القطاعات غير النفطية بنسبة 6 % سنويًا. بل تجاوزت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 20 مليار دولار في 2024، مقارنة ب5.6 مليارات دولار في 2016، مما يعكس ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد السعودي. وإذا تحدثت عن الشباب والمرأة، فقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17 % في 2016 إلى 36 % في 2024، بينما أصبح الشباب السعودي القوة الدافعة وراء المشاريع الريادية التي تجاوزت 300,000 مشروع صغير ومتوسط. إذا كانت الأرقام لغة، فإن المشاريع العملاقة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان هي الأبجدية التي كُتبت بها قصص النجاح. مشروع "نيوم"، المدينة المستقبلية التي ستكون مركزًا للابتكار والتكنولوجيا، يُعد رمزًا للطموح اللا محدود. باستثمارات تتجاوز 500 مليار دولار، ويهدف نيوم إلى استقطاب 2 مليون سائح سنويًا بحلول 2030، وتوفير 380,000 فرصة عمل. وفي الرياض، يُعيد مشروع "القدية" تعريف الترفيه، حيث سيصبح أكبر مركز ترفيهي، بقدرة استيعابية ل300,000 زائر يوميًا. وإذا نظرنا إلى بناء الإنسان، فالمستقبل للمواطن السعودي لا يقتصر على الأرقام الاقتصادية، بل يمتد إلى قلب المجتمع. تحت قيادة سمو ولي العهد، شهدت المملكة تحولات اجتماعية غير مسبوقة. إصلاحات مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، وفتح دور السينما، واستضافة فعاليات عالمية، عززت من مكانة المملكة كوجهة ثقافية وسياحية. في 2024، استقبلت المملكة أكثر من 27 مليون سائح، محققةً هدفها السياحي قبل الموعد المحدد في رؤية 2030. لا يخلو طريق التقدم من تحديات، لكن الأرقام تؤكد أن إرادة التغيير التي يقودها الأمير محمد بن سلمان أقوى من أي عقبة، سواء كانت تحديات اقتصادية عالمية أو غيرها، فقد أثبتت القيادة الشابة قدرتها على تحويل العقبات إلى فرص، على سبيل المثال، خلال جائحة كورونا، تمكنت المملكة من الحفاظ على استقرار اقتصادي بفضل سياسات استباقية، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي 8.7 % في 2022، وهو الأعلى بين دول مجموعة العشرين. إن ما تحقق حتى الآن ليس سوى بداية. مع استمرار تنفيذ رؤية 2030، تتوقع الأرقام أن تصبح المملكة أحد أكبر 15 اقتصادًا عالميًا بحلول 2030، مع استثمارات في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة تُقدر بمليارات الدولارات. وفي قلب هذا التحول، يقف سمو ولي العهد كقائد يحمل رؤية لا تعرف المستحيل، مدعومًا بشعب يؤمن بأن المستقبل ليس مجرد حلم، بل واقع يُصنع كل يوم. ختامًا: الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي شهادة على قيادة طموحة وشعب طويق الذي يتحدث عنه العالم بقيادة حكيمة رائدة للعمل للمستقبل تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وبرؤية سمو ولي العهد -حفظهما الله- الذي لا يعرف شيئاً اسمه مستحيل. حفظ الله المملكة وأدام ازدهارها وتقدمها. * كاتب صحفي حامد الهاملي