لا يمكن أن تُطلق لقب "الحارس" على ياسين بونو، دون أن تُسبق الكلمة بلقب "البطل"، بونو لم يكن مجرد حارس مرمى فقط فمنذ لحظة قدومه إلى الهلال اطمأن الهلاليون على مرمى الفريق، ومنذ أن ارتدى القميص الأزرق، قدم بونو نفسه بصورة عظيمة داخل وخارج المستطيل الأخضر. حارس دولي قادم من تجارب أوروبية كبرى وصمام أمان لمنتخب بلاده بعد توفيق الله لم يُظهر الغرور أو التراخي، بل اندمج سريعًا، وتحول إلى واحد من أعمدة الهلال الدفاعية، وركيزة أساسية في استقراره الفني. في الموسمين الماضيين، لعب بونو دورًا يفوق مهمة الحراسة، حيث تكفّل بتصحيح العديد من الأخطاء الدفاعية التي كادت أن تكلف الهلال كثيرًا، خاصة في الموسم الماضي، حين واجه الفريق ضغطًا بدنيًا غير مسبوق. بونو لم يخذل الفريق لم يهرب من المسؤولية، بل وقف في وجه العاصفة، فكان مصدر أمان، أما في كأس العالم للأندية فقد قدّم الحارس المغربي واحدة من أروع مشاركاته، وكان أحد أهم أسباب وصول الزعيم إلى دور الثمانية، إذ أبهر الجماهير العالمية بأدائه الهادئ، وتصدياته الحاسمة، وروحه القتالية العالية، مؤكداً أنه صفقة استثنائية بكل المقاييس، ولعل أهم ما يميز بونو هو شخصيته القيادية، وقدرته على بثّ الطمأنينة في قلوب زملائه قبل المدرجات، ناهيك عن احترامه الشديد للشعار الذي يحمله، وتعامله باحترافية مع كل مباراة كأنها نهائي، لهذا كله، فإن تجديد عقد ياسين بونو يجب أن يكون أولوية قصوى لإدارة نادي الهلال. فالحارس الذي يُقدّم هذا المستوى، ويمتلك هذا الالتزام، من النادر تكراره. الحفاظ على بونو لا يعني فقط الإبقاء على حارس مميز، بل هو استثمار في الاستقرار، والبطولات، والهيبة الدفاعية لسنوات قادمة. البطل ياسين بونو لم يكن مجرد صفقة ناجحة.. بل كان ضمانا ذهبيا في زمن المنافسة ومن يمتلك مثل هذا الحارس، يجب أن يُمسك به جيدًا، لأن التفريط فيه هو تفريطٌ في الأمان نفسه.