تقدم المملكة العربية السعودية وفي كل عام خدمات تقنية جديدة يتم توفيرها للمعتمرين لتحسين تجربة العمرة، وذلك في إطار رؤية السعودية 2030. وأطلقت المملكة برنامج خدمة ضيوف الرحمن بهدف تيسير استضافة المعتمرين وتسهيل وصولهم إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية. ويهدف البرنامج إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمعتمرين إلى 15 مليون معتمر سنويًا بحلول هذا العام مع تطوير 15 موقعًا إسلامياً تاريخياً وثقافياً، وتحقيق نسبة رضا تصل إلى 90 % بين الحجاج والمعتمرين عن الخدمات المقدمة، كما أن تسهيل إجراءات استخراج التأشيرات في مدة زمنية قياسية أسهم في زيادة أعداد المعتمرين من الخارج، وكذلك إطلاق منصة «نسك» التي قدمت العديد من الخدمات لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن، بدءًا من التخطيط وحتى أداء المناسك، وأسهم تطوير المواقع التاريخية والثقافية وتأهيل وتطوير العديد من والوجهات الأثرية، وأتاح للمعتمرين تجربة إيمانية وثقافية مميزة. رغم أن العمرة متاحة طوال العام، إلا أن هناك أوقاتًا محددة تشهد كثافة عالية من المعتمرين، فشهر رمضان أكثر الشهور ازدحامًا، خاصة خلال العشر الأواخر، حيث يسعى المسلمون لأداء العمرة في هذا الشهر الفضيل لما له من أجر مضاعف، استنادًا إلى حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: «عمرة في رمضان تعدل حجة معي» (رواه البخاري ومسلم). وتزداد الأعداد بشكل كبير في ليلة 27 رمضان، حيث يحرص المعتمرون على أداء العمرة والاعتكاف في الحرم المكي، ومع بداية موسم الحج، يزداد عدد المعتمرين خاصة في شهري شوال وذي القعدة، حيث يؤدي الكثيرون العمرة قبل أداء فريضة الحج، وبعد انتهاء الحج، يشهد شهر ذي الحجة زيادة في عدد المعتمرين الذين لم يتمكنوا من أداء الحج ويرغبون في الاستفادة من الأجواء الإيمانية للحرم. وكانت وزارة الحج والعمرة قد اطلقت موسم العمرة للعام الهجري 1447ه، مع فتح باب إصدار تأشيرات العمرة للراغبين من خارج المملكة، إيذانًا ببدء موسم جديد يستكمل رحلة التيسير على ضيوف الرحمن وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وأكدت الوزارة أن إصدار تصاريح العمرة للمعتمرين من خارج المملكة بدأ أمس الأربعاء، عبر تطبيق «نسك»، الذي يُعد المنصة الرقمية الموحدة لتقديم الخدمات الحكومية لضيوف الرحمن، ويتيح التطبيق للمستخدمين إمكانية الحجز وإصدار التصاريح بيسر، إلى جانب باقة متنوعة من الخدمات الرقمية الداعمة لتجربة المعتمر. وأشارت الوزارة إلى أن الاستعدادات التقنية والتشغيلية للموسم الجديد بدأت مبكرًا، بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة، لضمان انسيابية الإجراءات واستدامة التحسين، وتستمر الجهود لتوسيع نطاق الخدمات الرقمية والتوعوية بعدة لغات، وتحقيق أعلى درجات السلامة والراحة للمعتمرين، بما يعكس الصورة المشرّفة للمملكة في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين. وحققت المملكة العربية السعودية رقمًا تاريخيًا غير مسبوق في أعداد المعتمرين خلال عام 1445، وتجاوز 16 مليونا 924 ألف معتمر أدى مناسك العمرة، وهذا يعكس الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لزيادة أعداد المعتمرين وتسهيل أدائهم المناسك.