ولفصول الربيع حكايات لم ترو على مسامع العابرين، ولأغصان السنابل أهازيج لم تراقص غضب الريح، ولحدائق العمر أشجار لم تنثر ثمارها على قارعة الطريق، ومازال لابتسامتك سنى لم يظهر صباحها على نوافذ العالمين، فكل منّا يحمل أجنة من الأمنيات تحتاج لميلاد جديد. إنّ المسؤولية جبارة وبحاجة إلى عاتق شديد يحمل صعبها وصعابها، وقدم سبّاقة تقف كلما تعثرت بها صخور الأقدار في طرقات الأعمار، فالأمر يتطلب إعادة البرمجة الذاتية وتأصيل الحوار الداخلي فأنت الوقود الدائم لأفكارك والمدد الساند لنفسك. لن يستطيع أحد إنقاذك إن ظننت أنك غارق وسط المحيط، انهض للحياة فالرحلة أقصر من إضاعتها بهوامش الأمور أو الالتصاق بصخرة حظ تليد والاعتصام بشريعته لتظل يتيم الأقدار السعيدة. عد إلى سريرتك المشرقة وابحث عن أفراحك القديمة وعايشها ثم فتّش عن شغفك وثمّنه ثم استثمره واخلق لنفسك مساحة هادئة من الاتزان. حرر ذهنك من الفوضى الفكرية وغادر مشتتات التقدم وابدأ من هذه اللحظة باعتزام التغيير إلى الأفضل في كل نواحي حياتك، دون أن تبرر تقاعسك بمسلك الأعذار فلديك القدرة على تغيير الوجهة ولربما البقعة. إنّ وجود العقل بداخل محارة الجمجمة لهو لؤلؤة الثراء الفكري الذي تنعم به البشرية، في حال تم استثماره في طريق التنوير والوعي لا التضليل والمظلومية ولننصف الحق بميزانه فالحفاظ على عقلية إيجابية متقدة ليس بالأمر الهين، فالحياة مليئة بالتحديات المفاجئة ولكن تذكر أنك القائد لجيش أفكارك وأنت من تصنع الحل. إن استطعت التركيز على ما تريد لا ما تخشاه بالتوكل على الله وبذل الأسباب والالتجاء إلى عواصم الذكر والسكنى بها من الاستغفار والتسبيح فهي كافلة بتجلي أفكارك بعد تصفية الدرب من درن الأعمال، ثُمَّ اقتحام مخاوفك وكسر حاجز المحال دون اكتراث لعداد الوقت فما العمر إلا ثمن وجودك في هذه الأرض وما حققته من نجاحات تلو نظائرها على الخريطة، فأنت وليد لحظتك وولي سعادتها ومحوكم أهدافها وأمنياتها.. أنت المسؤول حقاً. وكتب التاريخ متوهجة ببطولات المنجزين لأهدافهم برغم تسارع زمانهم مثل الكولونيل ساندرز صاحب سلسة مطاعم كنتاكي وسيلفا وينستوك وكذلك جوان برايس ولعلك أنت البطل الراوي لقصة نجاحك (الشجاعة والمثابرة لهما تأثير عجيب فأمامهما تختفي الصعوبات وتتلاشى العقبات كأنما هي تراب تذروه الرياح. (آدامز)