تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس بعد زيادة مخزونات البنزين والديزل الأمريكية وخفض السعودية لأسعارها لشهر يوليو لمشتري الخام الآسيويين. انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتًا، أو 0.3%، إلى 64.65 دولارًا للبرميل عند الساعة 00:47 بتوقيت غرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 29 سنتًا، أو 0.5%، ليصل إلى 62.58 دولارًا أمريكيًا. وأغلقت أسعار النفط منخفضة بنحو 1% يوم الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات رسمية أن مخزونات البنزين والمقطرات الأمريكية نمت بأكثر من المتوقع، مما يعكس ضعف الطلب في أكبر اقتصاد عالمي. وأظهرت بيانات حكومية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الأمريكية تقلصت بمقدار 4.3 مليون برميل، وهو رقم يفوق التوقعات، خلال الأسبوع الماضي. لكن مخزونات البنزين نمت بمقدار 5.2 مليون برميل، متجاوزةً بذلك التوقعات بكثير، بينما نمت مخزونات نواتج التقطير أيضًا بمقدار 4.2 مليون برميل، متجاوزةً بذلك توقعات السوق. وأثارت هذه القراءات بعض التساؤلات حول الطلب في أكبر مستهلك للوقود في العالم، لا سيما مع اقتراب موسم الصيف الذي يشهد حركة سفر كثيفة. وإضافةً إلى هذا الضعف، خفضت المملكة العربية السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، أسعارها لشهر يوليو لمشتري النفط الخام الآسيويين إلى أدنى مستوى لها تقريبًا في أربع سنوات. يأتي خفض السعر من قِبل السعودية، المنتج الرئيسي للنفط في أوبك+ - وهي مجموعة منتجي النفط التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء مثل روسيا - في أعقاب تحرك أوبك+ خلال عطلة نهاية الأسبوع لزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو. جاءت زيادة الإنتاج رغم المخاوف بشأن تباطؤ الطلب واحتمالية وجود فائض في المعروض في أسواق النفط، إلا أنها حفزت بعض المكاسب في أسعار النفط، نظرًا لأنها كانت متوافقة إلى حد كبير مع زيادات الإنتاج التي شهدناها خلال الشهرين الماضيين. وانخفضت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الخميس، موسعةً خسائرها الأخيرة بعد أن أظهرت البيانات زيادةً كبيرةً في مخزونات البنزين والمقطرات الأمريكية، في حين أثر خفض السعودية، أكبر منتج للنفط، على الأسعار. كما عززت بيانات العمالة الضعيفة المخاوف بشأن تراجع الطلب، على الرغم من أن ضعف الدولار ساهم في الحد من خسائر النفط. حققت أسعار النفط الخام بعض المكاسب هذا الأسبوع، مدعومةً بتزايد العمل العسكري بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى مؤشرات على انهيار المحادثات النووية بين الولاياتالمتحدة وإيران. وتوقع المتداولون أن تكون إمدادات النفط العالمية أقل من المتوقع في عام 2025. وتفاقمت المخاوف بشأن تباطؤ الطلب الأمريكي بسبب بيانات الوظائف الخاصة التي جاءت أضعف من المتوقع، والتي أظهرت تباطؤ سوق العمل. وجاءت هذه البيانات قبل أيام قليلة من صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الرئيسية لشهر مايو، والمقرر صدورها يوم الجمعة. كما ظلت الأسواق غير متأكدة بشأن السياسة التجارية الأمريكية، بعد أن ضاعف الرئيس دونالد ترامب رسومه الجمركية على الصلب والألمنيوم إلى 50%. كما انقضى الموعد النهائي الذي حدده ترامب يوم الأربعاء للشركاء التجاريين للولايات المتحدة لتقديم "أفضل عروضهم" لاتفاقية تجارية، دون الإعلان عن أي اتفاقيات جديدة. في غضون ذلك، استعدت كندا لردود انتقامية محتملة، وأفاد الاتحاد الأوروبي بإحراز تقدم في محادثات التجارة، حيث تسببت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على المعادن في مزيد من الاضطرابات في الاقتصاد العالمي، وزادت من إلحاح المفاوضات مع واشنطن. وقال المحلل أولي هانسن من ساكسو بنك في مذكرة: "إن حالة عدم اليقين التي يغذيها موقف الرئيس ترامب المتغير بشأن الرسوم الجمركية قد زادت من المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي".