شهد قسم التاريخ والحضارة بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مناقشة رسالة ماجستير بعنوان: «جهود الأمير سعود الفيصل تجاه القضايا العربية في ضوء العلاقات السعودية الأمريكية (1395-1436ه/1975-2015م)»، قدّمتها الباحثة تهاني بنت محمد القحطاني، بإشراف سعادة الدكتور عبد المحسن بن صالح الرشودي، ومناقشة كل من سعادة الدكتور طلال الطريفي وسعادة الدكتور محمد العبداللطيف. وقد أوصت اللجنة بمنح الباحثة درجة الماجستير بتقدير ممتاز مرتفع. وتناولت الرسالة شخصية الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، الذي تولّى حقيبة وزارة الخارجية لما يزيد على أربعة عقود، في واحدة من أطول فترات الخدمة في تاريخ الدبلوماسية الحديثة. وقد شكّلت جهوده الدبلوماسية علامة فارقة في مسيرة السياسة الخارجية للمملكة، حيث قادها خلال مراحل دقيقة ومعقدة من تاريخ المنطقة، شملت القضية الفلسطينية، والحرب الأهلية اللبنانية، وأزمات الخليج، والاحتلال الأمريكي للعراق، والثورات العربية. وتميّز في تعامله مع تلك الملفات بالاتزان السياسي، والقدرة العالية على التفاوض، والحرص الدائم على صون مصالح المملكة والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وكان صوته حاضرًا في المنتديات الإقليمية والدولية، مؤكدًا على نهج سعودي يقوم على الاعتدال، والسيادة، والاستقلال السياسي، ما جعله من أبرز الشخصيات تأثيرًا في تاريخ العلاقات الدولية للمملكة. وجاءت الرسالة في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، ناقشت أبرز محاور السياسة الخارجية التي تصدّرها الأمير سعود الفيصل، ومن ذلك دعمه الثابت للقضية الفلسطينية، ودوره البارز في اتفاق الطائف وإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وإدارته لأزمات الخليج الكبرى، إلى جانب مواقفه من الثورات العربية وتفاعله مع الموقف الأمريكي تجاهها. واعتمدت الباحثة على المنهج التاريخي التحليلي، كما عززت الجانب السياسي بالدراسة من خلال التحاقها بدورات أكاديمية متخصصة في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، مما أضفى على الرسالة عمقًا تحليليًا في فهم العلاقات الدولية المعاصرة. وفي ختام المناقشة، عبّرت الباحثة عن امتنانها لأسرتها، ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود الفيصل، وصاحبة السمو الملكي الأميرة لنا بنت سعود الفيصل، والسكرتير الخاص لأسرة الأمير سعود الفيصل الأستاذ مشعل بن مطلق العتيبي، على ما قدّموه من دعم وتيسير، مؤكدةً أن الأمير سعود الفيصل لم يكن مجرد شاهد على أحداث السياسة الدولية، بل كان صانعًا لها وناطقًا باسم العرب في زمن التحديات.