تُعدّ صناعة الخوص في المملكة من أقدم الحرف اليدوية التقليدية التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا ببيئة النخيل، حيث استُخدم سعف النخيل (الخوص) كمادة خام لصناعة مجموعة متنوعة من المنتجات التي كانت تلبي احتياجات الحياة اليومية. كما تُعدّ مهنة يدوية تقليدية ذات أهمية ثقافية واقتصادية، تعكس تفاعل الإنسان مع بيئته واستغلاله للموارد الطبيعية في تلبية احتياجاته. وتكمن أهميتها كمهنة يدوية تقليدية متوارثة عبر الأجيال، ويتقن النساء هذه الحرفة في المناطق الزراعية، مثل نجران، عسير، القصيم، والأحساء، ويستخدمنها في صناعة أدوات منزلية مثل: الزنابيل، والسلال، والحصر، والمكانس. وتتطلب هذه الحرفة مهارات دقيقة وصبرًا، حيث يتم جمع السعف، ثم يُنقع في الماء لتليينه، ويُجفف، ثم يُنسج بخيوط ملونة لإنتاج منتجات ذات طابع جمالي ووظيفي. وتسهم جهود هيئة التراث في الحفاظ على هذه الحرفة من خلال التدريب، والدعم، والتوثيق، ما يضمن استمراريتها وتطورها في العصر الحديث، وللهيئة جهود كبيرة في دعم هذه الصناعة، من خلال عدة مبادرات مثل: برامج التدريب والتأهيل، حيث تنظم الهيئة دورات تدريبية لتعليم فنون صناعة الخوص، مثل الدورة التي أقيمت في الرياض في فبراير 2025، واستهدفت المبتدئين لتعليمهم أساسيات نسج الخوص وتطوير مهاراتهم. كما تدعم الهيئة الحرفيين بتوفير المواد والأدوات اللازمة، وتنظيم ورش عمل، وتسهيل مشاركتهم في الفعاليات والمهرجانات الوطنية والدولية، وبما يسهم في تسويق منتجاتهم باعتبارها جزءا من التراث الثقافي غير المادي.