انتهت مواجهة الدربي بين بطل دوري روشن الهلال ووصيفه النصر بالتعادل الإيجابي في مباراة دراماتيكية حبست الأنفاس حتى الثانية الأخيرة من الوقت الإضافي الشوط الثاني، كان النصر على وشك أن يسجل بطولته المعنوية الأولى بتحقيق أول خسارة للهلال في الدوري هذا الموسم، إلغاء فكرة السجل الذهبي، مقدمة لنهائي كأس الملك المرتقب بينهما، لن يجد النصر فرصة أفضل من هذه، أولا الهلال يلعب بروح الحاسم للدوري وبالتالي لا يلعب بعنفوان وقوة، غياب الدوسري سالم وياسر وكولوبالي، إرهاق لاعبي الهلال، ملعب وجماهير النصر، وسجل النصر، ولكن لم يتمكن خلال 94 دقيقة من المحافظة على الفوز حتى أتت ضربة الجزاء للهلال، سجلها ميتروفيتش، وبهذا التوقيت بالذات ورغم أنها تعادل، لكن فرح الهلال وحزن النصر. من ناحية التحليل الفني، لنكن الآن منطقيين وبعيدا عن نتيجة المباراة، الهلال مر في موسمه هذا بثلاث محطات، الأولى كانت أمام الشباب في الإياب، ثم مواجهة العين في الذهاب، ثم مباراة الأهلي الإياب، هذه المواجهات أكدت أين يكمن الخلل في الهلال، أو كيف تهزم الهلال، وكاسترو في مواجهة الجمعة، كان واضحا أنه استعد جيدا، ولعب بروح الشباب وتكتيك العين واندفاع الأهلي، فخرج النصر أمام الهلال بلعب وأسلوب مكناه من صناعة العديد من الفرص، وسجل هدفا مبكرا، ونقول صناعة الفرص ليس اعتمادا على المهارات، بل بالتخطيط والتكتيك، ولكن ما الذي منع النصر من حسم المباراة، هنا السؤال، بكل تأكيد أن بروزوفيتش في النصر يعادل راكيتتش في الشباب، وكان المفترض أن مانيه يعادل رحيمي في العين، ولابورتا معادلة برياض محرز، كاسترو لم يلعب للسيطرة وفرض الهيمنة، بل لعب على المرتدات والمساحات المفتوحة في دفاع الهلال، إذا أين الخلل؟ الخلل وبكل أسف هو الموقع الذي تمركز فيه رونالدو، حيث لعب معظم أوقات المباراة كرأس حربة، وبالتالي معظم الكرات المقطوعة من دفاع ووسط النصر التي شكل منها هجمات مرتدة، كانت تذهب مباشرة إلى رونالدو، مما سهل على دفاع الهلال حصر منطقتهم، وهذا ما كان في الشوط الثاني أكثر من الأول، وبنفس الوقت لم يكن رونالدو موفقا أبدا، أضاع انفرادات وتداخل مع كرة لو تركها لسادو مانيه لكانت هدفا محققا، وبنفس الوقت لم يقم رونالدو بالعودة إلى منتصف الملعب للتوزيع أو كسب الأخطاء أو حتى التسديد من الخارج، حقيقة هذا كان الخلل الذي جعل النصر غير قادر على الحسم بنتيجة مريحة، وبالتالي فإن فريق النصر لعب من وجهة نظري تكتيكيا أفضل مباراة له هذا الموسم، لعب بواقعية، لكن اللمسة الأخيرة التي تم تلزيمها على قدمي ورأس رونالدو، هي التي لم تكن حاسمة. في المقابل خيسوس، وما أدراك ما خيسوس، بعد الشوط الأول وفرص النصر الضائعة، غير من تكتيه بإشراك سلمان الفرج، وإخراج كنو، ثم إشراك جحفلي بعد هدف التعادل، وكان واضحا أن خيسوس تأكد أن لياقة النصر البدنية ضعفت، وأن تركيزهم على رونالدو في يوم ليس بيوم الدون، جعله يعود لممارسة هوايته المفضلة يفرض إيقاعه على المباراة، وكان له ضربة الجزاء وهدف التعادل، وهز نفسية النصر قبل مواجهة نهائي كأس الملك، واستمرار مشروع السجل الذهبي للهلال في موسم بدون خسارة محليا. الرهان ما زال قائما للنصر، والفرصة ما زالت أمامه، هزيمة الهلال الأولى محليا، تحقيق بطولة كأس الملك، تطبيق نظرية من يضحك أخيرا يضحك كثيرا، والهلال يراهن على عودة سالم وكولوبالي وياسر، ويلعب نهائي كأس الملك كأنها مباراة الحياة والموت، لن يقدم فرصة مجددا للنصر، ستكون مواجهة نارية من النوع النادر في موسم نادر، بعد مباراة الجمعة أصبح من المستحيل المراهنة على النتيجة، كاسترو شبه فك شيفرة خيسوس، وخيسوس منتشي ويعلم أن هذا النهائي هو عنوان الموسم كله. د. طلال الحربي - الرياض