عندما تتذكر الرعيل الأول في التعليق السعودي فلا بد أن يمر في بالك أحد أعمدته ورواده، ألا وهو الأستاذ لنا جميعاً زاهد قدسي رحمة الله عليه، كان صاحب شخصية وكاريزما خاصة في التعليق الرياضي بلهجته الغربية الجميلة التي ميَّزته وجعلته في المراتب الأولى. ولأن أصحاب الإبداع لا يموتون وحتى وإن غادروا الدنيا ورحلوا عنها، يبقى أثر ما عملوه حياً في ذاكرتنا وقلوبنا ووجداننا، وزاهد قدسي من ضمن الذين لا ينساهم كل من تربى على جمال صوته وحسن أسلوبه وجودة عمله. ويحسب لعائلته الكريمة وأبنائه الصالحين في تبني جائزة تحمل اسمه اللامع لتكون هدية وإنصاف لكل معلق مبدع شنف مسامع الجمهور بكلماته الرنانة وعذب عباراته الجميلة. بداية تبني الجائزة بدأت بفكرة بسيطة من أبناءه كعادة الأفكار العظيمة أنها تأتي بشكلٍ لا أحد يتوقعها في بداياتها ولكن لم يعلموا أنهم فعلوا شيئاً تاريخياً لم يكن موجوداً من قبل على الإطلاق. وفي العادة هذه الجائزة للمعلقين يكون موعدها في شهر رمضان المبارك، واستمر هذا الأمر لما يقارب العشرين عاماً وفاز فيها معلقون عرب وخليجيون وسعوديون، ولكن ما استغربناه عن إعلان توقف الجائزة بتغريدة من قبل الأمين العام لها المهندس إبراهيم زاهد قدسي بسبب عدم وجود راعي للجائزة. وأنا هنا أخاطب الشركات والمؤسسات وأطالبهم بدعم وإحياء جائزة المعلقين الأولى من نوعها لأنها هي الحافز الأول لهم. وحقيقة يُشكرون أبناء المرحوم أنهم تحملوا العبء المالي والتنظيمي طوال السنوات الماضية والمفروض أنهم يكافئون على جهودهم وتضحيتهم لكل ما يخص المعلقين. نحن نرى في قائمة الجوائز الخاصة بالاتحاد السعودي لكرة القدم مثلاً للاعبين والحكام والمدربين، ولكن المعلقين لا تجد لهم جائزة مدرجة معهم. وهل نرى مستقبلاً جائزة خاصة للمعلقين تكون عاملاً محفزاً لهم مثلهم مثل اللاعبين والحكام والمدربين؟ وجميل أن تسمى الجائزة بجائزة معلق الموسم في حال أدرجها ضمن قائمة الأفضلية مع نهاية الموسم الكروي. حسين البراهيم - الدمام