أربكت مزاحمة عمالة البقالات الصغيرة للمستهلكين على التخفيضات والعروض الرمضانية الكثير من موظفي نقاط البيع في مختلف محال التجزئة والخدمات الغذائية التي تقدم عروضا وتخفيضات على مختلف السلع والاصناف الغذائية ومستلزمات رمضان، وذلك على الخصوص في محال السوبرماركت الكبيرة والأسواق المركزية، وأكد عدد من كاشيرات تلك المحال أن عمالة البقالات الصغيرة تنافس المستهلك على العلامات التجارية التي تقدم خصومات مغرية وتتحايل بمختلف الطرق لشراء أكبر كمية ممكنة منها بغية إعادة بيعها في أوقات لاحقة بأسعارها المعتادة قبل التخفيض. وقالت موظفة بيع التجزئة في إحدى السوبرماكت بشائر محمد "رغم تحديد سقف أعلى لعدد المشترى من كل صنف يشمله التخفيض إلا أن عمالة البقالات الصغيرة تتفنن في الطرق والوسائل التي تمكنها من شراء أكبر قدر ممكن من السلع والأصناف المخفضة وهذا مربك جدا ويتسبب في زيادة معدلات الازدحام على الكاشيرات وهو ملاحظ موسميا خلال فترة العروض خصوصا على العلامات التجارية المعروفة والمفضلة من قبل المستهلك". بدوره قال المتخصص في التسويق الدكتور عمر العمر "من بين الحلول المتاحة لمكافحة هذه الظاهرة تحديد سقف أعلى للمشتريات حل جيد كانت الكثير من المتاجر التي تقدم التخفيضات والعروض تتبعه ومطلوب من عموم المحال التي تقدم العروض الموسمية تفعيل هذا الإجراء والتشديد في تنفيذه نظراً لأنه في صالحها بالمقام الأول فهو يحميها من منافسة تلك البقالات بعد انتهاء الموسم، كما أنه مضر بالمستهلك الذي يتم مزاحمته على سلع خفضت من أجله قد يشتريها فيما بعد بسعر أعلى مما هو متاح خلال فترة التخفيض". وأشار العمر "إلى أن وعي موظفي نقاط البيع وتقديرهم للعميل الذي يقوم بالشراء منهم وهل هو مستهلك عادي أو خلاف ذلك حل آخر يمكن أن يكون له دور في تحجيم هذه الظاهرة". كما حذر العمر "حمى التسوق الجائر التي تصيب المستهلك خلال فترات التخفيضات الموسمية المغرية التي قد تدفع بالبعض منهم لشراء كميات وأصناف من السلع والمواد الغذائية التي تفيض عن حاجتهم وقد يكون مصيرها صناديق النفايات فيما بعد". بدوره قال عضو اللجنة التجارية باتحاد الغرف نايف الشريف "إن مزاحمة عمالة البقالات الصغيرة ظاهرة تستحق مزيدا من المتابعة من قبل الجهات الرقابية التي تعمل على مراقبة الأسعار قبل وبعد التخفيض لمنع أي ممارسات تقود للغش أو تضليل للمستهلك أو الإضرار به فمن سلبيات تلك الظاهرة أنك تشاهد أربع أو خمس من أولئك العمال في طابور البيع وكل منهم يدفع أمامه عربية مشتريات تحتوي 10 جوالين من نفس النوعية المفضلة من ماركة زيوت طبخ وقس على ذلك وهم بذلك يتسببون بزيادة معدل الزحام إضافة إلى شرائهم تلك الكميات الكبيرة من السلع المخفضة خصيصا للمستهلك بغية إعادة بيعها بأسعار مرتفعة". وأشار نايف الشريف إلى أن أنشطة أن محلات البقالة والتموينات والتجزئة الصغيرة ما زالت تعاني من فوضى وضعف في التنظيم يستدعي مضاعفة الجهود الرقابية عليها حتى لا تكون نقاط للتستر والإضرار بالمستهلك عبر تسويق ما يضره. تقرير صادر عن وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، أظهر بلوغ عدد رخص المنشآت التجارية بالمملكة 1،31 مليون رخصة منشأة تجارية خلال العام 2023 تتضمن قطاع المطاعم والخدمات والصالونات التجارية والمباني السكنية وغير السكنية والبوفيهات والكافتيريات ثم البقالات، وتشكل الرخص التجارية لنشاط التموينات والبقالات نسبة كبيرة من مجمل المنشآت التجارية كما تنشط عدد من الجنسيات المقيمة في السيطرة على أنشطة تلك المحال.