* أنا امرأة متزوجة منذ 15 سنة، عمري 39 سنة، منذ 20 سنة تقريبا وأنا لا أنام في الليل إلا ساعتين أو أقل والباقي في النهار وأغلب الأحيان لا أنام إلا بعد صلاة الفجر، فهل يؤثر ذلك على صحتي مستقبلاً. مع العلم أن صحتي الآن جيدة ولله الحمد إلا من صداع بسيط يرافقني أغلب الأحيان، أرجو التكرم بالإجابة ولك جزيل الشكر؟ * يبدو أن لديك خللاً في الساعة البيولوجية في الجسم حيث تفضلين النوم في النهار والاستيقاظ في الليل. وهذا اضطراب شائع وبالذات عند الشباب حيث يكون النوم طبيعياً من ناحية النوعية، ولكن المشكلة في التوقيت. والعلاج في الأساس سلوكي باستخدام التعرض للضوء القوي لتعديل توقيت إفراز هرمون النوم. إذا كان نظام النوم لديك مناسباً لحياتك الاجتماعية والتزاماتك العملية والعائلية، فلا ضرر من ذلك ولن يؤثّر بمشيئة الله على صحتك. الساعة البيولوجية * نومي متقطع وفقدت اللذة بالنوم أصبح عندي قدرة عجيبة على السهر والمواصلة.. حاولت كثيراً أعدل نومي بحيث أصحو مبكرة وأمنع نفسي من النوم إلى الليل حتى الساعة 11 أو 12 ولكنني أصبحت أنام إلى الساعة 2 أو 3 وأصحو بعد ذلك.. تركت المنبهات.. غرفتي خالية من أي مثيرات سواء مرئية أو مسموعة.. وذكرت يا دكتور في أكثر من موضوعاً عن الساعة البيولوجية في الجسم وكيف نقدر السيطرة على الوضع بالتعرض للضوء القوي أتمنى أن تشرح لي بإسهاب ما المقصود بالضوء الشمس أو الإنارة ؟ و أفضل وقت لذلك ؟ * وقت النوم يحدده عاملان رئيسيان هما الساعة البيولوجية (ما يعرف أيضا بالإيقاع اليومي) وحاجة الجسم للنوم بسبب نقص ساعات النوم. تغير وقت النوم بحيث يفضل الشخص النوم بالنهار والاستيقاظ بالليل يعرف بمتلازمة تأخر مرحلة النوم (Delayed Sleep Phase Syndrome) وهو يصيب الشباب في العادة ويتحسن عند أكثر المصابين مع تقدم العمر. وعلاج هذه المشكلة في الأساس يكمن في تعديل الساعة البيولوجية. والساعة البيولوجية هي التي تحدد الوقت الذي نرغب فيه بالنوم حيث تنخفض درجة حرارة الجسم ويزيد إفراز هرمون النوم (الميلاتونين) في الدم. ويحدد الساعة البيولوجية بعض العوامل أهمها الضوء، حيث إن التعرض للضوء يخفض مستوى هرمون النوم في الدم. فهرمون النوم يفرز من الغدة الصنوبرية في المخ وهي مرتبطة بعصب النظر لذلك التعرض للضوء الشديد ينقص إفراز الهرمون. على هذا الأساس قامت فكرة ما يعرف بالعلاج بالضوء حيث يطلب من المصاب التعرض للضوء القوي لمدة ساعة إلى ساعتين يومياً عند الاستيقاظ من النوم، وهذا لا يعني البقاء في الشمس ولكن يمكن الجلوس عند شباك مواجهة شروق الشمس والاستفادة من الوقت في القراءة أو غيره كما أنه يمكن استخدام مصدر خارجي للضوء لا يقل عن ألف شمعة. كما ينصح بأن تكون الإضاءة غير قوية قبل النوم بساعتين. وعلى المصاب بعد أن تتحسن حالته تجنب السهر في نهاية الأسبوع وتجنب استخدام الأجهزة التي تصدر ضوءاً قبل النوم بساعتين، لأن ذلك قد يسبب انتكاس الحالة. كما يمكن أن يدعم العلاج في فتراته الأولى بهرمون الميلاتونين حيث يأخذ قبل موعد النوم بساعة أو ساعتين. اضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم * ما العلاقة بين اضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم الشرياني؟ وما مدى صحة ذلك؟ o أثبتت الدراسات العلمية أن تكرار نقص مستوى الأكسجين في الدم أثناء النوم بسبب انسداد مجرى التنفس العلوي؛ يسبب زيادة في ضغط الدم الشرياني. والعلاقة بين المرضين وثيقة. فقد أظهرت الدراسات أن نحو 50 في المئة من المرضى المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن انقطاع التنفس أثناء النوم هو أحد عوامل الخطر، التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وقد تأكدت هذه الحقيقة في أكثر من دراسة علمية حديثة، أجريت على مجموعات كبيرة من الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، وأثبتت هذه الدراسات العلاقة القوية بين انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى التي تزيد من ضغط الدم كزيادة الوزن وتقدم العمر وغيرهما.