يطمح نادي الهلال السعودي في تعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية نجاحاً في تاريخ دوري أبطال آسيا، عبر الفوز باللقب الخامس، ليبتعد بفارق لقبين عن أقرب منافسيه. وسيكون ذلك عندما يتواجه الهلال مع أوراوا ريد دايموندز الياباني في ذهاب دوري أبطال آسيا 2022، حيث تقام مباراة الذهاب يوم 29 أبريل الجاري في الرياض، على أن تجري مباراة الإياب يوم 6 من مايو في أوساكا. وعند إطلاق البطولة بنظامها الجديد في موسم 2002-2003، كان الهلال من ضمن عدد قليل من الأندية التي توجت بلقب البطولة مرتين في الفترة السابقة، إلى جانب الاستقلال الإيراني وبنك المزارعين التايلاندي وبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي وسوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي. والآن بات الهلال ينفرد بالرقم القياسي بمجموع أربعة ألقاب، حيث يقوم التقرير التالي بإلقاء مسيرة الهلال في دوري أبطال آسيا منذ إطلاقها بالمسمى الجديد بنسخة 2002-2003. فبعد أن توج الهلال بلقب بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري عام 2000، عانى في السنوات الأولى من دوري أبطال آسيا، حيث لم يحقق نجاحات واضحة. في النسخة الأولى 2002-2003 خرج الهلال من دور المجموعات بحلوله في المركز الرابع بمجموعته، ثم في العام التالي خرج الهلال أيضاً من دور المجموعات بعدما حصل على المركز الثاني في المجموعة خلف الشارقة الإماراتي، وخسر في تلك النسخة أمام الشارقة 2-5 بالجولة الأخيرة. في عام 2005 لم يتمكن الهلال من التأهل إلى البطولة القارية، وكان هذا الغياب الأول من أصل غيابين فقط عن تاريخ البطولة ككل. وعاد الفريق للبطولة عام 2006، حيث من جديد لم يتمكن من تجاوز دور المجموعات، بعدما حل ثانياً في المجموعة خلف العين الإماراتي، وخسر في تلك النسخة مباراة أمام مشعل مبارك الأوزبكي بنتيجة 1-2. وانتهت عقدة دور المجموعات في نسخة عام 2007، حيث تربع الهلال على صدارة المجموعة الثانية برصيد 8 نقاط، متقدماً أمام باختاكور الأوزبكي والكويت الكويتي، ولكنه ودع المنافسة من الدور ربع النهائي بعدما تعادل مع الوحدة الإماراتي 0-0 ذهاباً في أبو ظبي، و1-1 في الرياض، ليخرج بفارق عدد الأهداف المسجلة خارج ملعبه. في عام 2008 غاب الهلال عن البطولة القارية، ولكنه عاد ليشارك في نسخة عام 2009، والتي كانت أولى النسخ التي تشهد ظهور دور ال16، وتمكن الفريق في ذلك العام من التربع على صدارة مجموعته برصيد 14 نقطة من ست مباريات، متقدماً أمام باختاكور وسابا الإيراني والأهلي الإماراتي، ولكنه ودع المنافسة من دور ال16 بخسارته أمام أم صلال القطري بفارق ركلات الترجيح. في السنوات التالية بدأ الهلال ببناء سجل مميز في البطولة القارية، وخلال الفترة من عام 2009 ولغاية 2017 تمكن الهلال من التأهل إلى الأدوار الإقصائية في جميع مشاركته، حيث كان الغياب الوحيد عن هذه الأدوار عام 2018. وقد شهدت نسخة عام 2010 وجود لاعبين في صفوفه من أمثال كريستيان ويلهيلمسون ولي يونغ-بيو، وقد تأهل إلى الدور قبل النهائي، قبل أن يخسر أمام زوباهان الإيراني. ثم خرج الهلال من دور ال16 عامي 2012 و2013، قبل أن ينجح أخيراً في بلوغ النهائي خلال نسخة عام 2014، بعدما تفوق على أندية مثل بونيودكور والسد والعين، قبل أن يتواجه في النهائي مع ويسترن سيدني وندررز الأسترالي. وكان الهلال قريباً من بلوغ النهائي للعام الثاني على التوالي في نسخة عام 2016 تحت قيادة المدرب اليوناني جيروجوس دونيس، ولكن الكوري كوون كيونغ-وون سجل هدفاً في الرمق الأخير ليفوز الأهلي الإماراتي في مواجهة قبل النهائي بواقع 4-3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. وبعد الخروج من دور ال16 عام 2016، تمكن الفريق من بلوغ نهائي عام 2017 بتشكيلة ضمت نجوم العصر الذهبي وعلى رأسهم سلمان الفرج وسالم الدوسري، إلى جانب المهاجم السوري عمر خريبين الذي سجل 11 هدفا في تلك النسخة وفاز بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2017، ولكن لقب البطولة كان في النهاية من نصيب أوراوا ريد دايموندز الياباني الذي فاز ذهاباً 1-0 في سايتاما قبل أن تنتهي مباراة الإياب بالتعادل 1-1 في الرياض. في عام 2018 لم يتمكن الهلال من تجاوز دور المجموعات، حيث حصل على المركز الرابع في مجموعته، وذلك نتيجة الغيابات الكبيرة في تشكيلته ذلك العام. في عام 2019 كان تصميم نادي الهلال واضحاً على الفوز أخيراً بلقب البطولة، حيث كانت تشكيلته تضم لاعبين محليين يمتلكون نضوجاً كبيراً وخبرة اللعب مرتين في نهائي البطولة القارية، إلى جانب لاعبين أجانب مميزين من أمثال بافيتمبي غوميز وسيباستيان جيوفينكو وأندريه كاريللو. وتواجه الهلال في النهائي من جديد مع أوراوا ريدز، ولكن هذه المرة تمكن الفريق الذي يشرف على تدريبه الروماني رازفان لوتشيسكو من إتمام المهمة بنجاح، حيث فاز ذهاباً 1-0 في الرياض، ثم 2-0 في سايتاما، وسجل أهداف الفريق في الدور النهائي كاريللو وغومليز والدوسري. ثم جاء اللقب الثاني في عام 2021، حيث تفوق الهلال في الدور قبل النهائي على مواطنه النصر في الدور قبل النهائي، ثم تواجه في لقاء الحسم هذه المرة مع بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي، الذي كان يتساوى معه قبل ذلك النهائي برصيد 3 ألقاب بالبطولة لكل منهما. وتمكن الهلال من تحقيق الفوز بنتيجة 2-0 وذلك بفضل هدفي ناصر الدوسري وموسى ماريغا، ليحرز اللقب الرابع. والآن، يظهر نادي الهلال في النهائي للعام الثاني على التوالي، وهو يطمح في الاحتفاظ باللقب والحصول على النجمة الخامسة، حيث في حالة فوزه سيصبح أول فريق ينجح في الاحتفاظ بلقب البطولة للعام الثاني على التوالي منذ إنجاز مواطنه الاتحاد الذي فاز بالبطولة عامي 2004 و2005.