تصاميم المساجد القديمة تعكس الثقافة والتقاليد الهندية العريقة

تبرز المعالم الدينية والثقافية في الهند بما فيها المساجد القديمة الجميلة والتي ساهمت بشكل ملحوظ على مدى قرون طويلة في التراث الهندي، وتراث العالم حيث أنه من خلال التاريخ الطويل والغني يوجد هناك العديد من الأمثلة على التصاميم الرائعة والمبتكرة التي تم بنائها على مر القرون.
وفي سياق متصل ، قال بيان صحفي صادر عن الحكومة الهندية " إن احد التراثات المعمارية الهامة في الهند هي الهندسة المعمارية للمساجد الهندية التي دوراً مهماً من أجل فهم الدرجات المتفاوتة للهندسة المعمارية الفارسية والوسط آسيوية والتركية على الهند محلياً وإقليمياً مشيراً إلى تدفق السياح إلى الهند من مختلف أنحاء العالم .
كما أضاف البيان أن الهند تضم أكثر من 300 ألف مسجد نشط وكل واحد منها يعبر عن معمارية محلية فريدة وتاريخ غني علماً أن المساجد في الهند ليست فقط مقدسة بل لها قصص مثيرة وسياقات مختلفة لترويها حيث تعد معظم الهندسية المعمارية في الهند مزيجاً مثيراً للإهتمام من التأثيرات الهندوسية والإسلامية مما يخلق أسلوباً متميزاً متعدد الثقافات ومتعددة الأديان، ويلاحظ أن تلك المساجد بقبابها ومآذنها وأقواسها الفريدة من نوعها لها نكهات إقليمية والتي تجعل كل مسجد مختلفاً عن الآخر وغالباً ما يعتقد أن مسجد شيرمان "جامع مسجد" هو الأول في الهند والذي بني في عام 629م على طراز الكيرالي التقليدي وبنى هذا المسجد على يد المهاجر العربي مالك دينار والذي يعتبر معاصراً للنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم) وتم تجديده عدة مرات ولكنه لا يزال له أهمية كبيرة .
وبحسب البيان أنه بشكل مثير للإهتمام أن مسجد ناجينا في ولاية أوتر براديش يعرف بإسم مسجد الجوهرة والذي يقع داخل موقع اليونسكو للتراث العالمي في قلعة آغرا مشيراً إلى بنائه من الرخام الأبيض الخالص والتي يتميز بهندسة معمارية رائعة تم تشييده بين عامي 1630 و 1640 م كجز من أناقة العمارة المغولية.
كما ذكر البيان أن أحد أكبر المساجد في البلاد بناه المغول بين عامي 1644 و1656م في مدينة دلهي وهو يشتهر بإسم المسجد الجامع في الجزء القديم من مدينة دلهي وله ثلاث بوابات كبيرة وأربعة أبراج ومئذنتين أيقونيتين وساحة فناء كبيرة والتي تستوعب أكثر من 25000 شخص.
لهذا الغرض، من المهم أن نلاحظ أن أكبر مسجد في الهند يقع في بوبال تابع لولاية ماديا براديش ويسمى تاج المساجد ويتميز هذا المسجد الذي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر وتمتد مساحته داخلياً تقدر بحوالي 430000 قدم مربعة يتوسطه برجان عاليان يتألف كل منهما من 18 طابقاً وقباب من الرخام ويتميز بواجهة وردية مميزة تجذب انتباه السياح في الهند.
وعناصر التصميم غالباً ما تتضمن عمل الحجر المنحوت والبلاط الملون والبوابات الحديدية المزخرفة والتصاميم النباتية والنقوش المعقدة والتي يمكن رؤيتها من خلال المسجد الرخامي الأبيض على ضفاف بحيرة دال في مسجد سريناغر المسمى مسجد حضرة بال بالإضافة إلى ذلك أن واحدة من أكثر التصاميم الملحوظة لأي مسجد في العالم هو القبة المغطاة بالبلاط الملون المجلي الموجودة في بلدة بحرايش الصغيرة.
وهنا جذب كبير للسياح الدوليين بناء مسجد شاه جامع ( جامع ملكي ) بواسطة بخش أصغر علي وتاكور مظفر علي للتركيز على البساطة والإعجاب المحيط بهذه الهياكل الإجتماعية والثقافية التي تشكل جزءاً مهماً للغاية من العبادة للمسلمين وهناك أيضاً مسجد تاريخي آخر والذي وقف على ثمانية أعمدة قوية منذ أكثر من 1000 عام حيث يعتقد أن مسجد الجمعة في ولاية كيرلا على ضفاف نهر ميناشيل قد تم بناؤه من قبل ملك تومكور .
حيث تعد الشهرة بسبب النحت الخشبي الرائع في الهند انجازاً مذهلاً خاصة أن العديد من المساجد مشهورة بشكل أساسي بأعمال الرخام والحجر والتصاميم الزهرية فقط سواءً كان ذلك في الشارمينار (Charminar ) الأنيقة في حيدر آباد أو البادا أمام بارا في لاكنو فإن هذه الهياكل الرائعة اضافت إلى البيئة الثقافية للحضارة ولها آثار عميقة .
ولوحظ أنه على مر القرون تطورت تعمير المساجد هندسياً من خلال اخذ عناصر من الأساليب الهندية المحلية حيث يعرف هذا النمط في معظم الأحيان بإسم الأسلوب الهندي الساراسيني إذ يجمع بين عناصري من العمارة الهندية والإسلامية ويتجسد بشكل حقيقي في التآزر بين ثقافتين متميزتين في خلق شيء أكثر جمالاً وبإناقةً.