يحتفل العالم في الثامن من شهر مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، الذي يعد مناسبة مهمة للاحتفال بإنجازات النساء في مختلف المجالات ودورهن الحيوي في بناء المجتمعات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. فقد بدأ الاحتفال الرسمي بهذا اليوم منذ العام 1975م، حيث أقامت الأممالمتحدة أول يوم رسمي للاحتفال بالمرأة العالمية في الثامن من شهر مارس. وقد جاء ذلك خلال السنة الدولية للمرأة، بعد مطالبات عديدة من النساء لإعطاء الاهتمام اللازم لقضاياهن. ومنذ ذلك الحين، توالت الدول في احتفالها باليوم العالمي للمرأة، ويتم الاحتفال به في الثامن من مارس كل عام. يعد هذا اليوم المميز فرصة جديدة لإبراز إنجازات المرأة وتكريم دورها المهم في المجتمع، كما يشكل دفعة إيجابية لتحقيق المزيد من التقدم والمساواة للمرأة. يوم الثامن من شهر مارس 2023 هو اليوم العالمي الثامن والأربعين للمرأة. وهذا اليوم هو احتفال بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة في جميع أنحاء العالم. إنها فرصة للتفكير في المدى الذي وصلنا إليه من تقدم نحو المساواة بين الجنسين. تعد الأهمية العالمية لليوم الدولي للمرأة بمثابة فرصة للتفكير في التقدم الذي حققته المرأة، وللدعوة إلى المزيد من التقدم والمساواة. حيث يعبر هذا اليوم عن احترام المجتمع الدولي وتقديره لجهود المرأة في مختلف مجالات الحياة. ويعد هذا اليوم فرصة لتعزيز الوعي بأهمية تعزيز موقف المرأة في المجتمع وتعزيز دورها في بناء المجتمعات الأكثر تقدماً وإنصافاً. وبهذا اليوم، يمكن لنا جميعاً أن نأخذ الوعي بأهمية حقوق المرأة والتي هي جزء أساسي من حقوق الإنسان والعمل على تعزيزها وحمايتها وتعزيز دورها في المجتمع والعالم. تسعى الاحتفالية باليوم الدولي للمرأة إلى التعبير عن التزام المجتمع العالمي بالعمل على حماية حقوق المرأة في جميع الأوقات والظروف والدول. ولأن للمرأة دورًا حيويًّا في بناء المجتمع الحديث الذي يسعى لتحقيق التقدم والإنصاف. فهي الركيزة الأساسية في تربية الأجيال الجديدة وتعليمها وتوجيهها للعمل المنتج وتأمين حقوقها، وكذلك المساهمة في عملية صنع القرار وإدارة الشؤون العامة. من خلال دورها في المجتمع. مرَّ تمكين المرأة السعودية بعدة خطوات تاريخية مهمة في المملكة العربية السعودية، تمثلت بذورها في إتاحة التعليم عام 1931م في الكتاتيب ثم الدراسة المنزلية عام 1974م ثم التعليم النظامي عام 1959م بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، فأتيح للمرأة دخول التعليم العام والجامعي بعد تحول الدولة نحو إنشاء الوزارات والجهات الحكومية. كما أتيح لها الظهور والمشاركة في وسائل الإعلام السعودية (صحافة، إذاعة، وتلفزيون)، إلا أن ذلك كان في إطار محدود غالبًا، وفي إطار عناية المملكة العربية السعودية بتمكين المرأة، ودعمها لتحقيق دورها في المجتمع، والإسهام بفاعلية في جميع المجالات جنبًا إلى جنب مع الرجل؛ فقد عنيت رؤية المملكة 2030 بتعديل وضع المرأة في المجتمع، ومنحها الممكنات اللازمة لإسهامها بفاعلية في بناء المجتمع وتحقيق التوازن فيه، مع رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30 % على الأقل ضمن مؤشرات تحقيق الرؤية. وقد أسهمت تلك العناية في تحولات كبرى في سوق العمل السعودي وفي الأنظمة واللوائح ذات الصلة، وزادت الفرص التي منحتها الحكومة للمرأة السعودية للمشاركة وبمستويات أعلى ومناصب قيادية في العمل الحكومي، وكذلك إلغاء بعض القيود على عملها في القطاعين العام والخاص، وتيسير الاستفادة من الخدمات الحكومية، إضافة إلى السماح بقيادة المرأة للسيارة، وغيرها من المبادرات والخطوات الداعمة التي تسهم في تمكين المرأة، وتحقيقها دورها في المجتمع. إذ عكست رؤية 2030م إرادة سياسية لتطوير وضع المرأة، وتمكينها، ورفع مستوى مشاركتها الاقتصادية، والاعتماد على قدراتها ومعرفتها، ما أدى إلى تسارع وتيرة تمكين المرأة السعودية في جميع المجالات. د. سفران بن سفر المقاطي