إن الشكر عبادة جليلة من العبادات قل من يقوم بها، قال تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾. وإن في كلام نبينا صلى الله عليه وسلم ما يبين سبباً عظيماً لشكر النعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" متفق عليه. يا لها من وصية نافعة، فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه، والتحدث بها، وفعل جميع الأسباب المعينة على الشكر. والمسلم الشكور يرى نعم الله كثيرة تحتاج إلى شكر الله عز وجل، مثل: نعمة الأمن والأمان، ونعمة الصحة والعافية، ونعمة وفرة الرزق، والأبناء والسكن.. إلخ. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾، في حين قد حرم كثيرون هذه النعم، والأمثلة كثيرة في شتى أصقاع العالم المحرومين من هذه النعم حتى لو كانت حبة خبز، كمثل المقطع الذي انتشر للطفل الذي يمسك ويحتضن قطعة الخبزة وهو يبكي من الفرح في صورة معبرة ومؤثرة، في حين البعض هداهم الله قد يرمي الطعام من بقايا الولائم والمناسبات وبقايا الخبز في القمامة دون خوف أو خجل من الله، ولا يعذر في هذا، فقد انتشرت في بلادنا حرسها الله منذ سنوات جمعيات حفظ النعمة في كل مكان تقوم بأخذ الطعام بعد الولائم وقصور الأفراح، والمناسبات وتقدمه للفقراء والمعوزين بصورة نظيفة في عبوات مناسبة، وكذلك انتشار حاويات الخبز التي يوضع فيها بقايا الخبز، وهذا من حفظ النعمة وشكر لله عز وجل على هذه النعم، فاللهم بارك في هذه الجهود في بلادنا المباركة. ونعم الله علينا لا تعد، ولا تحصى، بل هي متتابعة، قال تعالى: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾، وختاماً فالواجب علينا جميعاً تربية الأبناء على شكر النعم، وحفظها، والقيام بحقها، وهذا الواجب يشترك فيه الآباء والأمهات في البيت، والمربون والمعلمون في دور التعليم وغيرهم، فبالشكر تدوم النعم.