أطفأت ملاعب المونديال في قطر أنوارها وأسدل الستار عن أجمل وأفضل كاس عالم، نسخة مميزة ومشرفة للعرب والمسلمين، نسخة للتاريخ رغم جميع الحملات التي أقيمت ضدها منذ إعلان قطر استضافتها للمونديال، حملات إعلامية غربية للأسباب واضحة، فقط ما حملهم على ذلك أحقاد قديمة واستحقار لكل ما هو عربي، وقد بدؤوا حملاتهم بتشكيك في قدرات قطر على تنظيم مثل هذه الحدث الرياضي الكبير، وعندما تيقنوا أن هذه الحملات فشلت قاموا بحملات أخرى واتهامها في مجال حقوق العمال، وعندما فشلوا أيضاً بدأ الإعلام الغربي ممارسة الضغط على قطر لسماح برفع شعار المثلية في ملاعب المونديال وهم من كانوا ينادون في السابق بفصل السياسة عن الرياضة، لكن غرور الغربيين والنظرة الدونية للعرب ونعتهم برعاة الإبل هي من جعلتهم يرون أنفسهم أنهم أحق بفرض شروطهم وقذارتهم في المونديال، ولم يكتف الإعلام الغربي بذلك بل قام بتحريض شعوبهم في عدم حضور المونديال، وكانوا يعتقدون عند توجههم للشعوب أنهم قادرون على توجيههم وتسييرهم كما يريدون وكما هو حاصل في حقبة الثمانينات والتسعينات، لكن الجماهير الغربية حضرت المونديال رغم تلك الحملات ولم تلقِ بالاً لما يقولون في قنواتهم وصحفهم، وقد كانوا يريدون أن يكونوا هم المتحكمين في عقلية شعوبهم، وتظلهم كما يريدون، وإبعادهم عن حقيقة أخلاق العرب والمسلمين وعن نمط الحياة في الوطن العربي، هي ليست حرب ضد قطر فقط بل حرب إعلامية ضد العرب، وقد تجلت الصورة الحقيقية للعرب أمام أغلب الجماهير الأوروبية، فمن خلال المواقع التواصل الاجتماعي شاهدنا الكثير من الانبهار والإعجاب في هذا المونديال من حيث التنظيم ومن حيث المبادئ والقيم الإسلامية التي التزمت بها قطر. هم لا يريدون أيضا لهذه البطولة النجاح من أجل أن لا تسعى دول عربية أخرى في منافستهم في استضافة هذه الأحداث الرياضية العالمية، ويعتقدون بأنهم هم لوحدهم من يستطيع إدارة تلك الأحداث الكبرى في العالم. وفي هذا المونديال ظهرت الأحقاد بشكل واضح وفاضح، وظهرت أفعالهم ما يكنون للمسلمين من عداوة وما تحمله قلوبهم من كره ضد العرب، فقد حضرت بعض الجماهير الإنجليزية بأزياء الحروب الصليبية والتي ترمز للكراهية والاستعمار ودون مراعاة واحترام للبلد المضيف، وفي المقابل عندما لبس قائد المنتخب الأرجنتيني ميسي البشت العربي في حفل التتويج أثار هذا التصرف جنون العنصرية لديهم وتعالت أصواتهم بنقد وهم من كانوا يمنون أنفسهم برفع شعار الشذوذ في تتويج المونديال. وأخيرا لم يكن هذا المونديال مجرد حدث رياضي، فقد ظهرت فيه الروح العربية الواحدة والتلاحم لإنجاح مونديال العرب وتشجيع المنتخبات العربية المشاركة، وهو ما أثار صحيفة واشنطن بوست والتي تحدثت عن ذلك خلال احتفالات العالم العربي بفوز المنتخب السعودي على الأرجنتين بقولها فوز المنتخب السعودي وحد العالم العربي المنقسم، وهذا التعليق يؤكد فشلهم ومشاريعهم الإعلامية التي تزرع الفتن في جسد الأمة الواحدة.