هناك لاعبون لعبوا دور البديل في بداياتهم الكروية ونجحوا بلعب هذا الدور واشتهروا به، استمروا لفترة وطالت هذه الفترة ولم يأخذوا الصفة الأساسية في الفريق، بل استمروا بلعب دور البديل، وتمر السنوات ولا زالوا بدلاء ولكن لم يعودوا بدلاء ناجحين حتى انتهى بهم الأمر إلى عدم الاعتماد عليهم كبدلاء أو إلى الانتقال لنادٍ آخر أقل من النادي السابق الذي لعبوا به دور البديل. انتقلوا ولكن الانتقال كان متأخراً فالشغف لم يعُد هو كما كان في البدايات والعمر تقدم بهم وأصبح الطموح بدلاً من صنع اسم كبير في عالم كرة القدم إلى اللحاق بقطار العمر وجمع ما يكفي من المال لعيش حياة محترمة بعد سن التقاعد من عالم كرة القدم أو الاعتزال كما هو معروف بين الرياضيين. لعب دور البديل أمر رائع وجميل ولكن في سن معينة، سيكون من المقبول أن يُلعب هذا الدور في أول سنتين من حياة اللاعب الرياضية إلى ثلاث إذا كان قد بدأ في سن العشرين مثلاً ولكن بعد الثالثة والعشرين من الصعب على اللاعب البقاء في فريق لا يعتمد عليه أساسياً خاصةً إذا كان هذا اللاعب يملك مؤهلات وإمكانات عالية، حينها عليه الانتقال لنادٍ آخر حتى ولو كان أقل وربما راتباً أقل وأضواء أقل لأن البقاء كبديل أمر محفوف بالمخاطر فلن يطول هذا التألق وسيستمر المدربون بعدم الاعتماد على هذا اللاعب أساسياً لأنه ترسخ في أذهانهم بأن هذا اللاعب بديل ناجح أو قد يكون ما ترسخ هو أن هذا اللاعب لا يصلح للعب أساسياً. البديل الناجح في عالم كرة القدم حل يلجأ له المدربين وأي مدرب يملك لاعب بهذه المواصفات لن يشعر بالقلق كثيراً في حال تأخر الفريق بالنتيجة. البديل الناجح هو أحد اثنين إما لاعب في سن الشباب وبحماس البدايات، فهو بمجرد نزوله لأرضية الملعب يُضفي على الفريق روحاً جديدة ويغامر أيضاً في وقت يكون فريقه بحاجة للجرأة والمغامرة، أما البديل الناجح من النوع الثاني فهو اللاعب الذي يعيش في الربع الأخير من حياته الرياضية في سن الثانية والثلاثين وما فوق فهو يعتبر لاعب خبير ولديه القدرة على قلب مجريات الأمور فنزوله لارضية الملعب يُعطي قوه ذهنية ونفسية للاعبين وبخبرته من الممكن أن يساعد الفريق على تحقيق المطلوب.