رئيس مجلس الوزراء العراقي يصل الرياض    آل حيدر: الخليج سيقدم كل شيء أمام النصر في الكأس    إلزام موظفي الحكومة بالزي الوطني    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    لرفع الوعي المجتمعي.. تدشين «أسبوع البيئة» اليوم    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    تجربة سعودية نوعية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    انطلاق بطولة الروبوت العربية    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    فيتور: الحظ عاند رونالدو..والأخطاء ستصحح    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    سلامة موقع العمل شرط لتسليم المشروعات الحكومية    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى الثلاثون لاستقلال كازاخستان
نشر في الرياض يوم 15 - 12 - 2021

تحتفل كازاخستان هذا العام بالذكرى الثلاثين لاستقلالها ، والتي أصبحت حقبة تقدم ، وأتاحت للبلاد أن تكون عضوًا كامل العضوية في المجتمع العالمي ، ودولة حديثة ، ومستقرة سياسيًا تتمتع باقتصاد قوي ، ومجتمع مدني منفتح .
إن يوم السادس عشر من ديسمبر عام 1991 يوم لا يُنسى في تاريخ كازاخستان . في هذا اليوم ، اعتمد المجلس الأعلى لجمهورية كازاخستان وثيقة تاريخية هى القانون الدستوري الذي يتضمن بند استقلال دولة جمهورية كازاخستان . الآن يتم الاحتفال بهذا اليوم ، يوم استقلال جمهورية كازاخستان ، باعتباره العطلة الرسمية الرئيسية للبلاد .
خلال هذه السنوات ، اجتازت كازاخستان مسار التكوين الصعب الذي كان مليئا بالمحن القاسية ، والإنجازات الحقيقية . وتمكنت كازاخستان بكرامة من اجتياز الحد البالغ الصعوبة ، وعثرت على نهجها الخاص ، الذي جعل الشعب الكازاخي أمة حديثة متحدة وقوية.
يعد الاستقرار السياسي والاجتماعي اليوم من العوامل الرئيسية في التطور التدريجي الناجح للمجتمع الكازاخي والدولة . وتساهم هذه العوامل في تكوين ثقة المواطنين بالمستقبل ، وتهيئة المجتمع بأسره لتوقع مستقبل مشرق متوقع .
اليوم ، تعد جمهورية كازاخستان دولة راسخة وتنافسية ومتطورة تطورًا ديناميكيا ترنو إلى المستقبل . ومما لاشك فيه ، أن النجاحات الحالية لكازاخستان ترتبط ارتباطًا مباشرًا بسياسة زعيم الأمة نور سلطان نزارباييف - الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان ، التي تتسم ا بالبراغماتية ، وبعد النظر .
في فترة زمنية قصيرة تاريخيا ، حقق شعب كازاخستان بقيادة نور سلطان نزارباييف نجاحًا هائلاً في جميع المجالات ، فقد تم التحول من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق ، ورفع المستوى المعيشي للمواطنين ، وتشكيل دولة قانونية ديمقراطية ، وتعزيز السيادة والأمن والاستقرار ، وترسيخ بناء الدولة.
وفي أقصر وقت ممكن ، تم وضع أساس قانوني من أجل الأداء الفعال لسلطة حكومية قوية ، وأهم من ذلك ، تتمتع بالقدرة والكفاءة . وتمتلئ القواعد الدستورية المتعلقة بحقوق وحريات المواطنين بمضمون حقيقي . وتم تهيئة الظروف لتنمية الاقتصاد ، وضمان الوفاق المدني ، وتعزيز الحماية الاجتماعية للمواطنين .
أصبحت كازاخستان دولة مستقلة تنتهج اقتصاد السوق بسبب التغيير الجذري في طريقة الحياة والتفكير والأفعال . وكانت سياسة زعيم الأمة نور سلطان نزارباييف تهدف إلى تنمية البلاد على أساس المبدأ الأساسي «الاقتصاد أولاً ، ثم السياسة».
بادئ ذي بدء ، كان من الضروري إنشاء اقتصاد مستقل ، وإيجاد مكان لائق له في منظومة العمل الدولية . وكان من المقرر أن يتم ذلك على حطام أجزاء من الاقتصاد السوفيتي الموحد .
من ناحية أخرى ، كان من الضروري تحويل الاقتصاد الموجه المخطط بسرعة إلى اقتصاد السوق الحر . في الواقع ، كان لابد من إنشاء نظام نقدي خاص من الصفر .
بالإضافة إلى ذلك ، كان من الضروري الاندماج في العلاقات الاقتصادية العالمية . وكان لابد عند افتتاح السوق الخاص من الصدام مع تأثيرات الاتجاهات العالمية الإيجابية منها والكارثية .
وظهر بشكل حاد في المجال الاقتصادي . وأدى قطع الروابط الاقتصادية التقليدية ، والانهيار المؤلم للاقتصاد المخطط ، والاختلالات الواضحة في الهيكل الاقتصادي السوفيتي إلى انخفاض حاد في مستويات معيشة المواطنين ، وزيادة التوتر الاجتماعي .
وعلى الرغم من كل هذا ، أصبحت الفترة الأولية لتكوين سيادة الدولة نقطة البداية التي حددت مسبقًا مستقبل كازاخستان . وتولت القيادة السياسية للجمهورية ، لأول مرة ، دون دعم من المركز النقابي ، المسؤولية الكاملة لمواصلة تطوير الجمهورية .
وتمكن نور سلطان نزارباييف أول رئيس للبلاد من إقناع شعب كازاخستان بإظهار الشجاعة والصبر ، والأهم من ذلك ، حشدهم لدعم مسار التحولات الجارية . أتاح ذلك الحفاظ على الاستقرار ، وتجنب الاضطرابات الاجتماعية والسياسية ، التي حدثت في عدد من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي الأخرى . خلال هذه الفترة ، تم وضع أساس متين لمزيد من تطوير الدولة ، وتنفيذ التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأساسية.
اليوم ، يمكننا أن نقول بثقة أن هدف الاستقلال الاقتصادي قد تحقق . وخلال سنوات الاستقلال ، جذبت كازاخستان أكثر من 350 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر ، وهو ما يمثل أكثر من 70 ٪ من إجمالي تدفق الاستثمار في منطقة آسيا الوسطى . كان ذلك نتيجة نجاح سياسة الانفتاح والثقة التي انتهجتها قيادة الدولة مدعومة بالاستقرار والوئام في المجتمع الكازاخي .
وأحرزت كازاخستان خلال تنفيذ سياسة الاستثمار نجاحًا كبيرًا في تطوير إمكاناتها الاجتماعية والاقتصادية . وعززت الجمهورية بفضل رأس المال الأجنبي مكانتها كدولة تتمتع بموارد طاقة قوية ، وتمتلك خططًا طموحة مستدامة للمستقبل .
وعلى مدى العقود الماضية من الاستقلال ، نما حجم الناتج المحلي الإجمالي 24 مرة ، وتم خلق أكثر من 300 ألف وظيفة ، وإنشاء 1250 مؤسسة صناعية جديدة.
في 30 نوفمبر 2015 ، أصبحت كازاخستان عضواً كامل العضوية في منظمة التجارة العالمية . وتصدر كازاخستان أكثر من 2500 سلعة إلى أكثر من 100 دولة في العالم ، وتعد واحدة من قادة رابطة الدول المستقلة في التحولات الاجتماعية والاقتصادية.
ساهمت النجاحات في التنمية الاقتصادية في زيادة رفاهية مواطني الجمهورية . فمنذ عام 1991 ، زاد متوسط الأجور والمعاشات التقاعدية لمواطني كازاخستان عشرة أضعاف . وارتفع معدل المواليد في كازاخستان بنسبة 60٪ . وارتفع متوسط العمر المتوقع لمواطني كازاخستان من 64 إلى 72 عامًا.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تنفيذ جميع الإصلاحات الاقتصادية والتحولات الهيكلية الحاسمة بهدف رفع مستوى معيشة المواطنين ، وتحسين رفاهيتهم الاجتماعية . وأعطيت أولوية خاصة للطب والتعليم كأهم مكونات الحياة الجيدة . وتم إدخال برامج الملف الشخصي ، ويتم تنفيذها بنجاح في البلاد ، وبفضل ذلك انخفض معدل الوفيات من الأمراض الخبيثة ووفيات الأطفال ، وزاد معدل المواليد .
كل هذا أتاح لنا زيادة ثروتنا الرئيسية أي رأس المال البشري . وتم بذل جهود ضخمة لرفع المستوى التعليمي كشرط لا غنى عنه للتطور التدريجي لاقتصاد عالي التقنية . واليوم ، حصل أكثر من 10 آلاف كازاخي على التعليم في جامعات أجنبية شهيرة على نفقة الدولة في إطار برنامج بولاشاك . وفي الوقت نفسه ، هناك جامعة ذات مستوى عالمي في كازاخستان وهي جامعة «جامعة نزارباييف» ، وتم افتتاح العشرات من «مدارس نزارباييف الفكرية « ، سواء في القرى أو في المدن حيث يتلقى آلاف الأطفال الموهوبين تعليما ذا مستوى دولي .
جدير بالذكر أن عشرات الخريجين في هذه الجامعة واصلوا تعليمهم في جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية .
في 19 مارس 2019 ، بدأت مرحلة جديدة في تطور الشكل الرئاسي للحكم في كازاخستان ، بسبب تغير السلطة العليا . فقد استقال أول رئيس للجمهورية ، نور سلطان نزارباييف وهو في قمة شعبيته ، وفي 9 يونيو 2019 ، أجريت انتخابات مبكرة لاختيار رئيس جديد لجمهورية كازاخستان.
فاز قاسم جومارت توكاييف في الانتخابات الرئاسية المبكرة في كازاخستان ، وحصل على تأييد أكثر من 70٪ من الأصوات.
يمارس رئيس الدولة قاسم جومارت توكاييف الوظائف والصلاحيات المنصوص عليها في الدستور والقوانين بالتعاون الوثيق مع الرئيس الأول نور سلطان نزارباييف ، معتمداً على سلطته الراسخة ، وحكمته التي لا تنضب ، وخبرته الهائلة.
بدأ رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف يمارس مهام منصبه في وقت صعب حيث تعين على رئيس الدولة أن يعمل كمدير للأزمات أثناء جائحة كورونا . وأوضح الرئيس أن الحفاظ على حياة وصحة المواطنين يمثل أولوية قصوى . وتم اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب للحد من انتشار الفيروس ، وعدم السماح بحدوث نقص حاد في المستشفيات ، والأطقم الطبية ، والآسرة أثناء الوباء . بفضل هذه الإجراءات الاستباقية ، تم تقليل الضرر الناجم عن الوباء في البلاد.
يتم في الوقت الراهن ، تحت قيادة رئيس جمهورية كازاخستان قاسم توقاييف ، تنفيذ إصلاحات مهمة في الدولة تهدف إلى تحسين معيشة المواطنين . وحيث إن قاسم توقاييف قد تعهد بتداول السلطة ، فقد خلق قوة جديدة لتنمية الدولة يقوم على الحوار مع المجتمع ، وتعددية الآراء ، وتنوع الرؤى.
أعلن رئيس الدولة مبدأ « الدولة المستمعة « ، مما يبسط جميع العراقيل البيروقراطية ، ويتيح للمواطنين الفرصة لطرح الأسئلة مباشرة على الهيئات المخولة ، والحصول بسرعة على إجابات عن جميع المشكلات التي تؤرقهم .
في مارس 2019 ، تم إجراء تغييرات طفيفة في دستور كازاخستان ، ولكنها مهمة للغاية . هذه التغييرات تتعلق بإعادة تسمية عاصمة كازاخستان إلى مدينة نور - سلطان . اتخذ البرلمان هذا القرار التاريخي بمبادرة من رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقاييف نظرًا للمآثر التاريخية للرئيس الأول مؤسس دولة كازاخستان الحديثة.
وأصبحت نور - سلطان العاصمة التي بنيت في قلب أوراسيا رمزًا لاستقلال كازاخستان وتجسيدًا مرئيًا للدور الإبداعي الضخم ، والمساهمة الشخصية للرئيس الأول لجمهورية كازاخستان ، وحبه اللامحدود لبلده وشعبه . في الوقت الراهن ، برزت عاصمة كازاخستان كمدينة متنامية ديناميكيًا ، ومركزًا لصنع القرار ، والتفاعل بين الأقاليم ، وجاذبية الاستثمار ، والتعاون الدولي ، وإقليمًا للتنمية متعددة الأوجه.
العلاقات الأخوية والعلاقات الودية بين كازاخستان والمملكة العربية السعودية تزداد قوة
كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دولة كازاخستان ، وأقامت معها علاقات دبلوماسية.
خلال تلك السنوات ، تطورت العلاقات بين بلدينا بسرعة وأصبحت متعددة الأوجه. بفضل الدعم المتبادل ، وكذلك الإرادة السياسية الراسخة لقادة بلدينا ، أقامت كازاخستان والمملكة العربية السعودية علاقات قائمة على الثقة والودية والأخوة.
في سبتمبر 1994 ، قام رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف بزيارته الرسمية الأولى إلى المملكة ، والتي أرست أسس التعاون بين البلدين ، وحددت آفاق تطوير العلاقات متعددة الأوجه . وعقب المباحثات تم التوقيع على اتفاقية عامة للتعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتقنية والثقافية ، وكذلك في مجالات الرياضة وشؤون الشباب.
كانت المملكة من أوائل الدول في العالم التي دعمت مبادرة الرئيس الأول نور سلطان نزارباييف بنقل العاصمة إلى مدينة أستانا ( نور - سلطان الآن ) ، وقدمت المساعدة المالية والاقتصادية لتنفيذ هذا المشروع .
في السنوات الأخيرة شهدت علاقاتنا دفعة جديدة للأمام . ويعود الفضل الرئيسي في ذلك إلى رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقاييف وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان . ولا يزال الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزارباييف يولي بالغ اهتمامه بتطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها.
وتواصلت المحادثات الهاتفية بين قادتي الدولتين لمناقشة القضايا الحالية على جدول الأعمال الثنائي ، والمشاكل الدولية الهامة .
لذا ، جرت في 26 أغسطس 2021 محادثة هاتفية بين رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقاييف وولي عهد المملكة العربية السعودية ، محمد بن سلمان . أشاد رئيس كازاخستان بالوضع الحالي للعلاقات الثنائية وأشار إلى ضرورة توفير الظروف الملائمة لمنحها دفعة إضافية . وفي هذا السياق ، أعرب قاسم جومارت توقاييف ، ومحمد بن سلمان عن دعمهما الكامل لمبادرة إنشاء مجلس التنسيق الكازاخي السعودي ، الذي ستهدف أنشطته إلى التنفيذ المشترك لمشاريع جديدة بغرض زيادة التعاون بين الدولتين . بالإضافة إلى ذلك ، اتفق الجانبان على دعم تبادل الزيارات على المستويات السياسية العليا والعالية.
ونتيجة لذلك ، تم تكثيف الاتصالات الثنائية على مختلف المستويات بشكل ملحوظ ، الأمر الذي يساهم في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي.
في 26- 27 سبتمبر 2021 ، قام وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة وزير الاستثمار في المملكة العربية السعودية خالد الفالح بزيارة إلى كازاخستان . في إطار هذه الزيارة ، انعقد الاجتماع الخامس للجنة الحكومية المشتركة ، وكذلك منتدى الاستثمار الكازاخي السعودي بنجاح في مدينة نور - سلطان.
وفي نهاية هذه الفاعليات ، تم التوقيع على عدد من الوثائق الثنائية ، واتخاذ قرار باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين بلدينا ، وكذلك استئناف نظام إلغاء التأشيرات لمواطني المملكة العربية السعودية .
خلال زيارة التقى الوزير خالد الفالح في كازاخستان رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف ورئيس وزراء جمهورية كازاخستان عسكر مامين ، وأجرى مباحثات مع وزراء التجارة. والتكامل ، والصناعة و تطوير البنية التحتية ، والطاقة والزراعة ، والتنمية الرقمية ، والابتكارات ، ورؤساء عدد من الشركات الكازاخية الكبرى.
إنه لمن دواعي السرور أن أكثر من 25 شركة سعودية أبدت اهتمامًا بالعمل مع كازاخستان . وفي المرحلة الحالية ، من المهم الآن للأطراف البدء في تنفيذ اتفاقيات الاستثمار هذه ، وإعطاء دفعة نوعية جديدة للتعاون الثنائي .
كما يتزايد التعاون البرلماني بين البلدين بشكل منهجي، ويتطور . وفي الفترة من 17-19 أكتوبر 2021 ، قام الوفد البرلماني السعودي برئاسة رئيس مجلس الشورى عبد الله آل الشيخ بزيارة إلى كازاخستان .
استقبل رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقاييف رئيس مجلس الشورى عبد الله آل الشيخ استقبالا حافلا ، ووصف الرياض بأنها الشريك الوفي لكازاخستان في العالم الإسلامي . وقام رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف بتقليد عبد الله آل الشيخ وسام دوستيك من الدرجة الثانية ( وسام الصداقة ) نظرًا لمساهمته الشخصية في تعزيز العلاقات الكازاخية السعودية .
كما التقى رئيس مجلس الشورى خلال الزيارة برئيس مجلس الشيوخ بجمهورية كازاخستان ماولين أشيمبايف ، ورئيس مجلس النواب نورلان نيجماتولين . وتم خلال المباحثات بحث الموضوعات المطروحة على جدول أعمال التعاون الثنائي ، وسبل زيادة وتعميق الحوار البرلماني بين البرلمانين . وفي هذا السياق ، أشار الطرفان إلى أن مجموعات الصداقة بين بلدينا التي تشكلت في برلمان كازاخستان ومجلس الشورى للمملكة تلعب دورًا مهمًا.
وأكد النواب الكازاخ أن المملكة العربية السعودية شريك تجاري واقتصادي مهم لكازاخستان ، وأن شعبي البلدين يجمعهما الإسلام والقيم الروحية . على هذا الأساس تُبنى علاقاتنا، وتتطور ديناميكيًا في اتجاهات واسعة النطاق .
قبل الوباء ، كان الآلاف من الكازاخ يأتون سنويًا إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة المقدستين لأداء فريضة الحج والعمرة ، حيث كان إخوانهم السعوديون يرحبون بهم كالعادة بطريقة ودية ومضيافة .
بالإضافة إلى العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والإنسانية والروحية والدينية وغيرها ، أصبحت كازاخستان والمملكة العربية السعودية اليوم شريكين موثوق بهما في الساحة الدولية . وتتطابق مواقف البلدين بشأن القضايا الدولية أو تتشابه في كثير من النواحي ، ويتواصل التعاون البناء داخل الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الدولية الأخرى.
وتراقب كازاخستان في الوقت الراهن باهتمام كبير تطور الحياة السياسية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية . ويتابع شعب كازاخستان بحماس كبير التحولات الاجتماعية والاقتصادية المثيرة للإعجاب في المملكة كجزء من تنفيذ البرنامج الاستراتيجي « رؤية السعودية 2030 «.
في كازاخستان أيضا يتم العمل على قدم وساق لتنفيذ استراتيجية «كازاخستان - 2050». وتتوافق برامج البلدين في العديد من النقاط الهادفة إلى الإصلاح الشامل وتنويع الاقتصاد بما يضمن التنمية المستدامة للبلاد .
ترحب كازاخستان بجهود المملكة العربية السعودية في حل المشكلات البيئية في الشرق الأوسط والعالم بشكل عام ، كما تدعم مبادرات السعودية الخضراء و الشرق الأوسط الأخضر.
كازاخستان من جانبها تعمل أيضًا على تعزيز التنمية المستدامة العالمية ، وجذب الخبرات الأجنبية المتقدمة ، والتقنيات والاستثمارات الخضراء ، وتنفيذ المشاريع المشتركة.
وبمبادرة من الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف في الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، اقترحت كازاخستان برنامج شراكة الجسر الأخضر. وفي إطار هذه المبادرة تم التوقيع على ميثاق الجسر الأخضر .
وبشكل عام ، يمكن أن نشير إلى أن كازاخستان سعيدة بإنجازات الدولة الشقيقة المملكة العربية السعودية ، وتولي أهمية كبيرة لزيادة تعزيز التعاون الشامل بين البلدين.
النموذج الكازاخي « السلام والوئام «
خلال سنوات الاستقلال ترسخ نموذج دائم للتعاون بين المجموعات العرقية والأديان في كازاخستان ، مما وفر الاستقرار وجوًا من الإبداع والوئام في المجتمع.
ويعد الوئام بين الأعراق والأديان المكون الرئيسي للاستقرار الاجتماعي والسياسي وفي نفس الوقت أحد القيم الكازاخستانية الرائدة . وهذا يعني تمسك كازاخستان بالقيم الوطنية ومصالحهم المشتركة كمواطنين في الجمهورية ، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية. إن الماضي المشترك والحاضر المشترك والمسؤولية الجماعية عن المستقبل يربط المجتمع الكازاخي في كيان واحد.
لعبت جمعية شعب كازاخستان دورًا هائلاً في توحيد المجتمع . وقد أنشئت بمبادرة من أول رئيس لكازاخستان نور سلطان نزارباييف في عام 1995 لتصبح « منصة حوار» يمكن من خلالها لممثلي الجمعيات الإثنية والثقافية تنفيذ مبادراتهم للحفاظ على الاستقرار. ويمكن القول أن اللحظة الإبداعية بالغة الأهمية كانت منح جمعية شعب كازاخستان الحق الدستوري في انتخاب نواب للمجلس برلمان الجمهورية.
وأثبتت التجربة الكازاخية الفريدة في الحفاظ على الوفاق بين الأديان ، والتسامح الديني أنها مطلوبة على نطاق عالمي . وفي هذا الصدد ، كان أحد الإنجازات الهامة لكازاخستان هو عقد مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية بشكل منتظم في مدينة نور- سلطان .
في الفترة من 2003 إلى 2021. عقدت ستة مؤتمرات لزعماء الأديان العالمية والتقليدية ، حيث ناقش قادة وممثلو الأديان المختلفة القضايا الملحة للإنسانية من أجل حياة سلمية وكريمة للناس في جميع أنحاء العالم .
أصبحت مبادرة الرئيس الأول نور سلطان نزارباييف لعقد مؤتمر القادة الروحيين مساهمة مهمة للدولة الكازاخية في تطوير الحوار العالمي بين الأديان باسم السلام والاستقرار. وتعمل كازاخستان بنشاط - من خلال الجمع بين هذا النهج والمبادئ الأساسية لسياستها الخارجية كقوة متعددة الجوانب ، والحل السلمي والجماعي للمشاكل والصراعات الدولية ، والمساواة بين جميع دول العالم ، وتوسيع الثقة فيما بينها - على تعزيز التفاهم بين الحضارات الشرقية والغربية.
ويعرب شعب كازاخستان عن امتنانه للجانب السعودي لمشاركته الفعالة في أنشطة المؤتمر ، وكذلك لدعمه مبادرات كازاخستان في تعزيز الحوار بين الأديان والتسامح الديني.
ويشارك ممثلو المملكة بانتظام في اجتماعات مجموعة العمل وأمانة المؤتمر ، ويقدمون مساهمة كبيرة في محتوى المنتدى وإعداد الوثائق الختامية للمؤتمر.
وقد ساهم رئيس مجلس الشورى للمملكة العربية السعودية عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، وكذلك الأمين العام السابق لرابطة العالم الاسلامي الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي بفاعلية في إنجاح المؤتمر .
وساهمت أنشطة الجمعية ومؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في تزايد الشهرة الدولية لجمهورية كازاخستان كدولة تحل بفعالية مشاكل العلاقات بين الأعراق .
كازاخستان في نظر المجتمع العالمي
خلال فترة الاستقلال ، أصبحت كازاخستان لاعباً هاماً واستراتيجياً في الساحة العالمية ، وزعيماً بلا منازع في منطقة آسيا الوسطى . وساعد تخلي كازاخستان في بداية الاستقلال عن رابع أكبر احتياطي للأسلحة النووية في العالم على اكتسابها ثقة أكبر القوى في العالم ، وكفل موقفًا خيريًا من المجتمع الدولي تجاه الدولة الفتية ، وساهم في تحول جمهورية كازاخستان في واحدة من قادة الحركة العالمية المناهضة للأسلحة النووية. وفي عام 2015 ، بمبادرة من كازاخستان ، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لبناء عالم خالٍ من الأسلحة النووية.
وبمبادرة من زعيم كازاخستان ، في الدورة 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي انعقدت في 2 ديسمبر 2009 ، تم اعتماد القرار رقم 64/35 بالإجماع ، والذي نص على أن يوم 29 أغسطس هو « اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية ».
تعمل كازاخستان على تطوير سياسة خارجية سلمية متعددة الأطراف ، وقد أقامت علاقات دبلوماسية مع 183 دولة في العالم . كازاخستان كعضو في المنظمات الحكومية الدولية التي أنشأها المجتمع الدولي تعمل على زيادة التعاون المشترك لتحقيق أهداف مشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتقنية والثقافية - مثل الأمم المتحدة ، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، ومنظمة التجارة العالمية ، ومنظمة التعاون الإسلامي ، ورابطة الدول المستقلة ، ، ومنظمة شانغهاي للتعاون ، والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ، إلخ.
وانتهجت كازاخستان نهجًا دبلوماسيًا متوازنًا يهدف إلى تطوير علاقات حسن الجوار مع روسيا ، والتعاون الدائم متبادل المنفعة مع الصين ، والشراكة الاستراتيجية مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، والحوار البناء مع العالم الإسلامي .
وقد جعل الانفتاح على العالم الخارجي بأقصى قدر ممكن من جانب كازاخستان ، ونهجها متعدد المستويات للتعاون مع مختلف الدول الأجنبية والمنظمات الدولية ، وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، واستعدادها لضمان أمنها القومي حصريًا بالوسائل السياسية شريك جذاب ، وموثوق به لمختلف البلدان في الخارج القريب والبعيد .
كان الإنجاز الكبير لتعاون كازاخستان مع المجتمع الدولي هو رئاسة كازاخستان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في عام 2010 ، والذي أصبح اعترافًاً من المجتمع الأوروبي بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تم تنفيذها في البلاد والإمكانات الفكرية الهائلة لكازاخستان . وعلى المستوى الدولي ، يحظى العمل المكثف الذي تقوم به كازاخستان لجذب الاستثمار الأجنبي إلى اقتصاد البلاد ، وتحديث الإنتاج ، وإدخال تقنيات جديدة تهدف إلى تحسين نوعية حياة المواطنين بتقدير كبير .
ومن الأحداث البارزة عقد المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي السابع في عاصمة كازاخستان في الفترة من 7 يونيو إلى 9 يونيو 2011 حول موضوع : «التنمية الاقتصادية العالمية : علاقة متبادلة ،ومنافسة وتعاون « ، والذي شارك فيه أكثر من ألفي شخص من 45 دولة . كان المشاركون في المنتدى مهتمين للغاية بمقترحات الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزارباييف لإنشاء منصة حوار لمجموعة من 15 اقتصاد رائد في المجتمع الإسلامي ، ومركز ابتكار دولي بمشاركة الدول المهتمة في منظمة التعاون الإسلامي ، و صندوق خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة وصندوق إقليمي مثل منظمة الأغذية والزراعة تحت رعاية البنك الإسلامي للتنمية.
في عام 2011 ، نالت جمهورية كازاخستان شرفًا كبيرًا لترأسها اجتماع وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي ، والذي تم تغيير اسمه خلال رئاسة كازاخستان إلى منظمة التعاون الإسلامي .
كانت إحدى المهام الرئيسية لكازاخستان خلال فترة رئاستها لمنظمة المؤتمر الإسلامي هي تعزيز عملية الحوار بين الحضارات .
وأشار الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزارباييف في خطابه في حفل افتتاح الدورة 38 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي ، على وجه الخصوص ، إلى مهمتين رئيسيتين تواجهان الأمة الإسلامية . أولاً ، تعلم مقاومة الأصولية الدينية كأيديولوجية سياسية . وثانياً ، إقامة حوار مفتوح وصادق بين العالم الإسلامي والغرب.
كانت إحدى مبادرات نازارباييف المهمة هي اقتراح إنشاء نظام للأمن الغذائي في نطاق منظمة التعاون الإسلامي ، والذي تم تنفيذه في عام 2013 في إنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي ومقرها في نور - سلطان.
وعقدت الدورة الثانية للجمعية العامة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية أغسطس 2019 حول موضوع « تحسين التعاون الإسلامي من خلال الأمن الغذائي». . وتم انتخاب المملكة العربية السعودية رئيسًا للجمعية العامة ، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تطوير المنظمة ، ودعم فكرة تقديم المساعدات الغذائية لدول منظمة المؤتمر الإسلامي .
لذلك ، في الفترة من 21 إلى 24 أكتوبر 2019 ، أقيم معرض سعودي دولي في الرياض ، والذي أنشأ منصة مشتركة لمنتجي الأغذية والزراعة للترويج والتطوير العام .
وفي سبتمبر 2021 ، انعقدت الجمعية العمومية الرابعة للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في مدينة نور- سلطان . وأشار الرئيس قاسم جومارت توقاييف في خطابه الترحيبي أمام المشاركين في الجمعية العامة إلى الدور المتزايد واللافت للانتباه أثناء جائحة فيروس كورونا ، وتغير المناخ العالمي ، وحث الدول المشاركة في المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي إلى دعم مبادرة إنشاء احتياطيات الأمن الغذائي لمنظمة التعاون الإسلامي وصندوق الحبوب.
تعد كازاخستان اليوم عضوًا نشطًا ومسؤولًا في منظمة التعاون الإسلامي ، وهي أيضًا واحدة من أكبر عشرة مصدرين للقمح والدقيق الغذائي ، حيث تصدر للخارج ما يصل إلى 7 ملايين طن من القمح . وتقدم كازاخستان كل عام مساعدات إنسانية مجانية على شكل قمح ودقيق للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المحتاجة. وهكذا ، تساهم كازاخستان في حل قضايا الأمن الغذائي في العالم الإسلامي المتنامي باستمرار.
يقول الخبراء المحليون والأجانب إن رئاسة كازاخستان لمنظمة التعاون الإسلامي تعد واحدة من أهم الإنجازات التاريخية والسياسة الخارجية لكازاخستان المستقلة .
وتجدر الإشارة إلى أن التعاون مع الدول الإسلامية أحد التوجهات ذات الأولوية في السياسة الخارجية لجمهورية كازاخستان .
ومن بين المبادرات العالمية للرئيس نور سلطان نزارباييف تنظيم المفاوضات للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العسكري في سوريا . وانصب اهتمام العالم كله على المفاوضات بشأن سوريا المعروفة باسم «عملية أستانا» . واستكملت عاصمة كازاخستان بنجاح المفاوضات محادثات جنيف الهادفة إلى ضمان تسوية سياسية في سوريا . وخلال المحادثات ، تم التوصل إلى اتفاقات محددة ، ويجري تنفيذها بشأن وقف الأعمال العدائية ، وضمان وقف إطلاق نار دائم ، وتشكيل آلية ثلاثية لمراقبة نظام وقف إطلاق النار ، وإنشاء مناطق تهدئة . . في إطار عملية أستانا ، تمت مناقشة موضوع الإفراج عن المعتقلين ونقل جثث الموتى والبحث عن المفقودين بطريقة عملية . كما تم تبني بيان مشترك حول إزالة الألغام للأغراض الإنسانية في سوريا ، بما في ذلك مواقع التراث الثقافي لليونسكو.
ومن الأحداث المهمة لدولتنا انتخاب كازاخستان في يونيو 2016 عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ للفترة 2017-2018.
ونظمت كازاخستان برئاسة نور سلطان نزارباييف ، في يناير 2018 كجزء من مهمتها الجديدة في الأمم المتحدة مناقشات مواضيعية عن : «عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل : تدابير بناء الثقة . « وأعرب نور سلطان نزارباييف في خطابه الختامي عن أمله في أن تساعد ثقة وإرادة وعقل المجتمع الدولي مضروبة في طاقة العمل الجماعي كوكبنا على اتخاذ القرار الصحيح لصالح التعايش السلمي والوئام .
ويقول السياسيون والخبراء إن انضمام كازاخستان إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو نتيجة طبيعية للسياسة الخارجية الناجحة للبلاد على مدى سنوات الاستقلال ، ودليل على ثقة المجتمع الدولي ، والاعتراف بالدور الهائل للأفكار والمبادرات متعددة الأوجه التي اقترحتها كازاخستان .
اندمجت دولة كازاخستان الحديثة عضوياً في العمليات الدولية ، ودخلت المؤسسات المالية والاقتصادية الرئيسية ، وبدت كقاطرة التكامل الإقليمي ، واجتذبت مليارات الدولارات من الاستثمار الأجنبي . ويشهد عقد المعرض الدولي المتخصص «EXPO-2017» ، والقمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي حول العلوم والتكنولوجيا ، والمنتديات الرئيسية الأخرى على النشاط الدولي الفعال للجمهورية .
وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى اقتراح نور سلطان نزارباييف لإنشاء شكل جديد للحوار الدولي - G-GLOBAL ، مما جعل من الممكن توحيد جهود جميع البلدان في إنشاء نظام عالمي عادل وآمن.
G-GLOBAL هى منصة افتراضية دولية في منتدى أستانا الاقتصادي السنوي هدفها الرئيسي توحيد جهود المجتمع العالمي لفهم المهام العالمية للحضارة ، وإيجاد حلول فعالة للتطور التدريجي للاقتصاد العالمي.
في أكتوبر 2021 ، على أبواب اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية تحت رعاية مكتبة الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان ، ومؤسسة التنمية الشاملة ، ومشروع G-Global ، أقيم مهرجان نوبل الثالث في نور- سلطان . وتم تخصيص مهرجان نوبل لموضوع « المستقبل هو اليوم» ، وشمل أربعة مجالات رئيسية : الواقع الأخضر ، وعصر الابتكار ، ومهارات العصر الجديد والاقتصاد للناس . في إطار المهرجان ، عُقدت 30 جلسة نقاشية حول قضايا الساعة في عصرنا بمشاركة الفائزين بجائزة نوبل ، والفائزين بالجائزة العلمية المرموقة نظير الفتح العلمي ، ورؤساء الشركات الكبرى والمنظمات الدولية ، وكبار الخبراء المحليين والأجانب.
كازاخستان اليوم لديها رؤيتها الخاصة للعالم في الحاضر والمستقبل ، وهي على استعداد للمساهمة في تنميته متكيفة مع الاتجاهات السياسية والاقتصادية العالمية والإقليمية.
تلخيصًا لما سبق ، يمكن القول أن كازاخستان نجحت على مدى 30 عامًا من استقلالها في التغلب على جميع الصعوبات والمحن . فقد تحولت من بلد ليست له حدود معلومة ، ويعاني من أزمة اقتصادية ، وبطالة هائلة ، وتضخم مفرط إلى الدولة الأكثر تطورًا في المنطقة .
أصبحت كازاخستان في الوقت الراهن دولة تنافسية حديثة نجحت في تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية منهجية . وتدين بنجاحاتها لسياسة الاستقرار والوئام . وقامت بإنشاء نظام للقيم الوطنية ، وتعمل على تطويره . ويرى معظم مواطني الدولة أن «الاستقلال» و «الاستقرار» أهم القيم والإنجازات الرئيسية لدولة كازاخستان المستقلة .
وأكد رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقاييف في خطابه أن « ثلاثين عامًا من استقلال كازاخستان علامة بارزة تمثل إحياء الدولة الكازاخية ، واكتساب الحرية التي كانت حلما راود أجيال عديدة من أسلافنا . وبالوحدة والوئام تمكنا من بناء دولة جديدة ، وهذا هو إنجازنا الرئيسي . وبفضل الاستقرار في المجتمع تمكنا من السير على طريق التقدم المستدام . وفي ظروف عدم الاستقرار العالمي، والعديد من التحديات الجديدة نحتاج إلى تعزيز قيمنا ، وتشكيل صورة واضحة للمستقبل . ومبدأنا الرئيسي « الوحدة في التنوع « ثابت لا يتزعزع . لذلك كان هناك دائمًا التطور المتناغم للعلاقات بين الأعراق ، وسيظل أحد الاتجاهات الرئيسية لسياسة دولة كازاخستان . ويعتبر مواطنونا أن الوئام و التسامح هو الحياة نفسها ، والواقع الحي الذي نجم عن تداخل الثقافات واللغات «.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.