(1) لا تحتمل إلا سواك.. نشأتْ يداكَ على العناق تنمّلتْ.. تركت لصورتك القديمة في جدار الريح نحّاتًا يجيد النقشَ فوق ستائرِ الغيب الكتومِ ويستعيذ من التكرّرِ كلما فتحَ النوافذَ للبعيدْ..! ( 2 ) هل عاد في وسع الكلام القول في شفة السكوت؟! ليلان يا سهري.. أنا والصمت ليس بوسعنا إلاّك.. كلّ مرّ بالصحراء فانتعل الشموس.. ومرّ بالشطآن فافتعل الغناء.. ومرّ بالأسماء فاشتعل الحنين..! هيّا اسأل النوم الكسول متى يمدّ ذراعه للصبح ظلا للنهارْ.. ( 3 ) من أين للأشجارِ ذاكرةٌ.. إذا حلّ الربيع على بساتينِ الحنينِ بآخر الذكرى؟! ومن غيري رأى في رقصة الأغصان ما يغني عن الأدْنى يا أيّها الأبديّ نسيانًا.. ألا يكفيك أنّكَ ما استعطتَ من الرجوعِ مؤبّدَ المعنى قد لا تحالفكَ الطريقُ وقد تمرُّ ببابها لغةً من الأسماء والأفعالِ والجمل المفيدةْ قد لا تحالفك القصيدة! (4) ضع حلمك المأزوم فوق الرفّ واسمع ما يقول الصمت عن جدوى الكلام: (الأرض واسعة وأضواء الطريق بلا عيونْ) بابان يا قلقي.. سندخل واحدًا منا سيتبعنا من الباب المقابل ثم تفترق الظنونْ.. (5) عد من زمانك.. ربما أحدثت بعض الفرق في فوضى الحروب مع السلام.. من خلفك الموت الصديق.. وعن يمينك تحمل الأيام جثّتها.. وعن شمالك لا أرى شمسًا مؤجّلةً.. ولا وهم الغمامْ.. من أنتَ؟. قل للصمتِ إني بعض ما أخفيته عني.. ولستُ من الكلامْ!