لجنة الحكام: «صبه.. احقنه»!

قبل أيام أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم تشكيل لجنة الحكام الرئيسة برئاسة السويسري مانويل نافارو، وتعيين الحكم الدولي السابق عبدالله العقيل نائبًا له، وبعضوية كل من: عبدالعزيز الكثيري، صالح الهذلول، عبدالعزيز العقيلي.
كنت أتمنى من اتحاد القدم حين أعلن هذا التشكيل أن يقوم بتقديم السير الذاتية المختصرة لأعضاء اللجنة، والخبرات والمؤهلات التي تم بناء عليها اختيارهم لهذه اللجنة الحساسة والمهمة، وهو إجراء روتيني متعارف عليه في كل المؤسسات المحترفة، والهدف منه تعريف الجماهير والشارع الرياضي بهؤلاء الأعضاء لأخذ تصور مبدئي على الأقل عن أسباب اختيارهم، خصوصًا أن جل هذه الأسماء إما منقطعة منذ فترة طويلة عن مجال التحكيم، أو ليس لها نجاح يذكر سواء أثناء ممارسة التحكيم أو بعد انتهاء مشوارهم التحكيمي بطرق مختلفة، الأكيد أنَّه ليس من بين هذه الأسماء من له نجاحات تحكيمية أو إدارية تذكر، ليبقى السؤال: من اختارهم؟! وما أسس اختيارهم؟!.
لا تهمني الأحاديث التي تواترت وأكدت ميولهم النصراوية، كلهم أو جلهم، فالميول ليست تهمة، وكل من في الوسط الرياضي لديه بالتأكيد ناديه الذي يعشقه ويميل له، وإن كان تشابه جميع الأعضاء في الميول لنادٍ واحد قد يثير استغراب الكثيرين؛ فإنه لا يثير استغرابي، وأنا الذي قلت ذات يوم إنَّ الوسط الوحيد الذي يكتسح فيه النصر الآخرين في الشعبية هو الوسط التحكيمي، وهو شيء قديم ومعروف منذ أيام الأستاذ فلاج الشنار، وأؤكد هنا مجددًا أنَّ الميول ليس تهمة بحد ذاتها مالم تؤثر على قرارات وعمل أصحابها!.
مجددًا، ما يهمني هنا هو أن يمارس اتحاد القدم الشفافية ويقدم سير أعضاء لجنة الحكام الذاتية وخبراتهم ومؤهلاتهم وإنجازاتهم، لأنَّ الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أنَّ أيًّا منهم لم يكن نجمًا تحكيميًا ولم يكن مشواره التحكيمي المحلي ولا الدولي كافيًا لمنع الشارع الرياضي من القول بصوتٍ واحد بعد إعلان الأسماء: من أنتم؟!.
ولا أنسى هنا الحديث عن النصف الآخر من مؤسسة التحكيم وهي دائرة الحكام التي تركها السويسري مانويل نافارو للأوزبكي فرهاد عبدالله -كما أكدت أنباء صحفية- وبعضوية كل من: مرعي العواجي، وعبدالله الشلوي، وفهد العريني، وعبدالمحسن الزويد، وهذه الدائرة تحديدًا هي المسؤولة المباشرة عن اختيارات أطقم حكام المباريات وتقييمهم، وتشهد عودة مرعي العواجي الذي فشل في إدارتها قبل مواسم، وها هو يعود لها عضوًا، وكأنَّه لا جديد يمكن أن يقدمه اتحاد القدم في هذا الملف سوى الاستعانة بأسماء مستهلكة أو مغمورة جلها لا يمكن أن تقدم للتحكيم السعودي شيئًا؛ لأنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، ولأنَّه لا جديد في التشكيل الجديد الذي جاء على رأي المثل الشعبي: "صبه.. احقنه"!.
عمومًا أكثر ما يهمني في هذا الشأن أن يراجع اتحاد القدم قراره في تحجيم حضور الحكام الأجانب النخبة، والأمل أن يمنح المجال للأندية لطلب عدد مفتوح من الطواقم الأجنبية، على أن يكون ذلك على نفقة الأندية، كما عليه أن يضمن حضور الخبرات الأجنبية المميزة لإدارة تقنية الفار بعد أن فشل الحكم المحلي باقتدار في إدارة هذه التقنية وأثبت حاجته للكثير من التدريب والوقت ليكون جاهزًا لذلك!.
قصف
** اختيار الثلاثي سالم الدوسري، وسلمان الفرج، وياسر الشهراني للمنتخب الأولمبي لن يضر الهلال وحده، ولو كان الأمر كذلك لقلنا إن الوطن أولًا، كما أنّ الهلال تعود على تقديم الغالي والنفيس للوطن حتى على حسابه، لكن الأمر سيضر المنتخب الأول الذي لن يكون من صالحه تعريض هذه العناصر المهمة للإرهاق أو الإصابة -لا سمح الله- قبل انطلاق مشوار الأخضر في طريقه لخطف بطاقة التأهل لكأس العالم!.
** هذا الاختيار قدم مصلحة الأخضر الأولمبي ومدربه على مصلحة المنتخب الأول، فهل درس الأمر؟! وهل لمدرب المنتخب الأول هيرفي رينارد رأي في ذلك، أم كان القرار ارتجاليًا وأنانيًا؟!.
** طالبت منذ فترة طويلة باختيار مدرب كبير وقدير للمنتخب الأولمبي، لأننا بصراحة لا نتأهل كل يوم للأولمبياد؟! أتمنى ألا يندم اتحاد القدم على قراره الذي لا يخلو من العاطفة!.