استثنائية شباب حرمة

وبعد سكرة الانتصار..
لزاماً أن نضع نقاط الوفاء على حروف الإنجاز..
في وسط الجزيرة العربية تتربع بلدة ذات حجم صغيرٍ جداً، نشأت في عام 770 هجرية يقطنها رجالٌ عظماء ونساءٌ فاضلات، منهم علماء دين ورجال دولة ورجال أعمال.
المدينة الحالمة تصارع الإنجازات منذ ولادتها وفي كل مخاض إنجاز يستأثر صاحب الفضل بالإنجاز لرجالات حَرمة.
ثقافة إيثار توارثوها أباً عن جد
في عام 1954م أسس الشيخ إبراهيم بن ناصر المدلج نادي شباب حَرمة ليكون صرحا رياضيا ثقافيا اجتماعيا، التف حوله رجال وأبناء حرمة فكانت له الريادة في المنطقة.
وفي نهاية الستينات الميلادية صدر القرار بعدم تكرار أسماء الأندية وقد كان هناك «نادي شباب الرياض»
فتقرر حينها تسمية نادي شباب حَرمة باسم «النادي الفيصلي» تيمناً باسم الملك فيصل رحمه الله تعالى.
وفي عام 2000م تم انتخاب فهد المدلج رئيساً للنادي الفيصلي..
قد يكون خبراً عادياً جداً لأهالي مدينة حَرمة حينها سيما وقد خدم النادي تسعة رؤساء سبقوه اختلفوا في إنجازاتهم واتفقوا في خدمة نادي حَرمة.
فهد المدلج الذي بدأ لاعباً في الفيصلي حتى عام 1991م لينتقل بعدها إلى العمل الإداري، ترأس النادي وهو في الدرجة الثانية قبل أن يصعد به إلى الدرجة الأولى بعد سنتين من ترؤسه للنادي.
وفي عام 2006م صعد الفيصلي إلى الدوري الممتاز حينها وكان الحصان الأسود في الدوري قارع كبار الأندية بل أخرج بعضها من البطولات!
لم تُسعف الفيصلي الخبرة وعاد إلى الدرجة الأولى ولم يكن أحداً يعلم بأن هذا التراجع ما هو إلا قوة لنبلة سهم لا يوقفها شيء.
عاد بعد موسم واحد إلى الدوري الممتاز واستمر فيه حتى تأهل إلى نهائي كأس الملك في عام 2018م وخسر من أمام الاتحاد بنتيجة 2 - 1 في جدة.
لم يكف عن مقارعة الكبار فقد استمر في كبح جماحهم عند كل فرصة تحين حتى أخرج النصر أخيراً من كأس الملك بعشرة لاعبين!
وبعشرة لاعبين أيضاً صار الفيصلي بطلا لكأس الملك سلمان بن عبدالعزيز لعام 2021م.
كل ما كتب أعلاه قد يكون معروفاً عند الجميع لم أسرده للسرد فقط.
ولكن كيف لفهد المدلج أن يتفوق على الجميع، بموارد بسيطة جداً لا تكاد تذكر أمام بعض الأندية الجماهيرية التي تخلفت عن البطولة منذ وقت مبكر.
فهد المدلج رجل الإنجاز الحقيقي والرئيس الذهبي للفيصلي يجب أن يكون مثالاً لرؤساء الأندية الأخرى في كل شيء لا الإدارة فقط.
أخيراً.. هل نرى فهد المدلج يوماً رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم؟ أتمنى ذلك!
الفيصلي خطف كأس الملك من التعاون