القضية الفلسطينية، قضية الأُمة والهَمّ العربي الأكبر، والتي بذلت دول الخليج والدول العربية في سبيل حريَّته الغالي والنفيس ومحاولات عديدة للتفاوض للوصول إلى حل، فلسطين الأبيَّة مُشتَّتة بين شعب حُر وقيادات مُشذرمة ونزاعات داخلية غير نزاعاتها ضد العدو. فقد تحدَّث الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز حديثًا عن ما قامت به المملكة العربية السعودية من مواقف سياسية ودبلوماسية وعسكرية لمساعدة القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وما عاصره من خلال عمله الدبلوماسي والسياسي، فكان خير الحديث ما قال، كان حديثًا تاريخيًا وافيًا يحمل معاني عظيمة من انتماء وعتاب. حين يستاءُ سياسي مُحنَّك مثل الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز أمين مجلس الأمن الوطني السابق، من حديث القيادات الفلسطينية لنعتهم قيادات دول الخليج بالخيانة ووصف موقفهم بالطعن في الظهر، فهو له رؤية دبلوماسية خاصة، ويرى ما لا يراهُ العامة، فهو بين نارين، نار غضبه من القيادات الفلسطينية، وخوفه على ما سيؤول إليه أمر الفلسطينيين أنفسهم بسبب قادتهم. يَذكُر أن سهولة ذكر كلمة الخيانة على كل من لا يساندهم، نابع من كونهم يُخوِّنون بضعهم البعض، ويطعنون بعضهم في ظهورهم، سُنَّةً استنُّوها نتيجة كونهم في تشتت دائم، فالانفصاليون يقولون إن قيادات الضفة خونة، وحماس في نزاعٍ مع قيادات غزة. حديثهم كان جريئًا وَقِحًا ضد قيادات الخليج مما حوَّل غضبه إلى حُزنٍ جسيم، فهو خير شاهد على مناصرة المملكة للقضية الفلسطينية التي وصفها بالقضية الأهم بالوطن العربي، والقضية الوطنية العادلة ومحاموها فاشلون، وقضية الكيان الصهيوني المحتل وصف قضيته بالقضية غير العادلة ومحاموها ناجحون. والجدير بالذكر أن نظرته الثاقبة المعهودة كانت في محلها عند ذكره أمر قيادات فلسطين، ومحاولتهم المراهنة على الطرف الخسران من بداية الاحتلال، وجحودهم لمحاولات المملكة ودول الخليج في لمّ شملهم وتوحيد صفوفهم، وكان حديثه حديثًا شاملًا مُفصَّلًا عن ذكريات شَهِد عليها تخص القضية الفلسطينية، وموقف المملكة والدول العربية ضد الاحتلال. كما أن حديثه - حفظه الله - شمل معاني كبيرة أكَّد فيها على أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج على قلب رجل واحد لنصرة القضية الفلسطينية، رغم كل ما تطاولت به القيادات الفلسطينية عليهم، وأكَّد أنه رغم كل ما حدث سيظل الخليج المَصبّ الأول والمُناصر الأول للقضية الفلسطينية، وذلك بالوثائق والمعلومات من أيام الملك فهد - رحمه الله -، حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وستظل فلسطين في القلب رغم موقف قادتها غير المُبرَّر ضد دول الخليج، وراعى في حديثه الشفافية والوضوح كما هو مُعتاد منه كدبلوماسي عظيم.