في الوقت الذي يمر فيه العالم بجائحة كورونا، شاهدنا ولا نزال وجود مشكلات لدى العديد من دول العالم تمثلت في نقص المواد الغذائية وعدم القدرة على توفير المنتجات الغذائية والزراعية، وأصبح هناك هلع وخوف ينتاب سكان معظم الدول بسبب الخوف من نفاذها أو ارتفاع أسعارها. ورغم ما يحدث في العالم ومنها الدول المتقدمة من نقص حاد وصل إلى النهب في بعضها إلا أننا في المملكة بفضل الله ثم بفضل قيادتنا لم نشعر بأي نقص وجميع السلع والمنتجات الغذائية والتموينية والاستهلاكية متوافرة وبكميات كبيرة، وهذا مشاهد في جميع أسواق المملكة وتمويناتها بحمد الله. ولأن الأمن الغذائي من أهم وأكبر التحديات التي تواجه الدول سواء في أيام الرخاء أو أثناء الأزمات فقد أقر مجلس الوزراء قبل سنتين وضع خطة استراتيجية للأمن الغذائي تتضمن نظاماً لمطاحن إنتاج الدقيق ومراقبة نشاط المطاحن وتحقيق نظام إنتاج غذائي محلي مستدام، وتنوع واستقرار مصادر الغذاء الخارجية مع ضمان الحصول على غذاء آمن، وكذلك تشجيع العادات الغذائية الصحية والمتوازنة، وأخيراً بناء قدرات على مواجهة المخاطر المتعلقة بالأمن الغذائي. هناك اهتمام من الدولة لدعم قطاعات الزراعة والصناعة الغذائية الاستراتيجية بهدف توفيرها بأفضل المواصفات والأسعار مع تقديم الدعم المادي والمعنوي للعاملين في هذه القطاعات، إلا أننا ما زلنا في بداية المشوار لتحقيق أمن غذائي متكامل ومستدام وهذا من واجب القطاع الخاص الذي لا بد أن يبادر من خلال الشركات المساهمة الصناعية والزراعية والغذائية وهي بالمئات والتي لديها العديد من الفرص للاستثمار في هذه المجالات مثل زراعة القمح والذرة والفواكه والخضروات، وزراعة الأعلاف وتربية المواشي، والاهتمام بصناعة التمور والدواجن والبيض والألبان وغيرها من المواد الغذائية الاستراتيجية. الكسل سمة غالبية الشركات الزراعية والمصانع الغذائية، وهناك شركات وطنية يشار لها بالبنان تقوم بالزراعة والصناعة وتقدم منتجات على مستوى عالٍ من الجودة وتؤمن سلعاً استراتيجية ولكنها لا تغطي حاجة السوق المحلي ومن هنا يجب دعمها من قبل الحكومة ومن المستهلك المحلي وقد أثبتت هذه الجائحة متانة هذه الشركات. ومن الأنصاف القول إن الأمن الغذائي يواجه الكثير من التحديات منها شح المياه وقلة الأراضي الصالحة للزراعة وصعوبة جذب الاستثمارات في مجال الزراعة والغذاء، وهذا لا يعني عدم القدرة من إعادة التفكير والتخطيط للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي لمعظم السلع الغذائية الاستراتيجية واستغلال المناطق الصالحة للزراعة، خصوصاً أن هناك تجارب ناجحة في معظم مناطق المملكة ولكنها محدودة وغير كافية مع أن الدولة تقدم الدعم المادي والفني والمعنوي للإسهام في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي.