أكد عدد من المشاركين في ندوة «الانتهاكات الحوثية.. واقع مستمر»، وذلك في جامعة جنيف برئاسة البروفيسور ألكساندر لا مبرت مدير برنامج الصحة والتنمية العالمي وعدد من الباحثين والمختصين من اليمن، وركز ألكساندر على الانتهاكات التي يتعرض لها التعليم والطفولة في اليمن. من ناحيته أوضح الباحث اليمني خالد العفيف بأن الميليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، أحدثت في مدينة تعز جرائم متوحشة، حيث منعت دخول الغذاء والماء والدواء والمشتقات النفطية والمساعدات الطبية للمستشفيات، كما منعوا وصول الغاز المنزلي، وأعاقوا حركة المواطنين. وبحسب العفيف فإن 20 مستشفى تقريباً توقفت عن العمل إما جراء القصف، أو بسبب عدم توفر الإمكانيات بسبب الحصار. وأورد بعد ذلك نماذج لحوادث وقفت عليها منظمة أطباء بلا حدود مثل قصف مستشفيات تعز من قبل الحوثيين وقنص المدنيين بينهم نساء وأطفال، مبيناً بأن الانتهاكات الحوثية التي مارستها ضد المدنيين في تعز منها 3000 حالة قتل خلال الفترة ما بين العام 2015 حتى 2018، منها 680 طفلا، و 371 امرأة. وأكد العفيف أن الميليشيا استهدفت العملية التعليمية بشكل ممنهج، بقيامهم بتجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال ما يعرضهم للخطر، وأضاف بأنه يتم استخدام المدارس والمساجد ووسائل الإعلام لتحريض الأطفال على الالتحاق بجبهات القتال ونشر أيدلوجية الميليشيا. مشيراً إلى أن نسب التجنيد بين الأطفال عالية خلال العامين الماضيين، وهذا أمر باعث على القلق، والحوثي بذلك يريد امتداد سنوات الحرب خدمة لأجندة إيران، وهذا شكل بيئة خصبة للاستقطاب والارتزاق، فتتوسع رقعة البطالة ويزداد عدد الملتحقين بصفوف القتال، خصوصاً أن الحوثي يعمل على إغراء الأطفال، وغالباً ما يكون استقطاب أطفال الأسر التي تشكي ضعفاً في مستوى الدخل، وزيادة عدد الشباب بين صفوفها، مؤكداً بأن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية رصد خلال 2019 تجنيد الميليشيات ل 346 طفلاً في 14 محافظة يمنية، وقد كانت محافظة صنعاء أكثر المحافظات اليمنية عدداً في تجنيد الميليشيا للأطفال. وبحسب الباحث فإن المعلومات التي جمعها فريق الرصد الميداني للمنظمة توضح أن من بين العدد الإجمالي المرصود في 2019 قد قُتل 89 طفلاً مجنداً في المعارك، وأن 113 طفلاً لا يزالون يقاتلون في المعارك، فيما أن 136 طفلاً لا يعرف مصيرهم، وأما ثمانية أطفال فعادوا إلى ذويهم. أما د. أروى الخطابي فبينت أن الحياة الاجتماعية في اليمن تضررت جراء الانقلاب الحوثي على السلطة المجتمعية، ويحاول الحوثي تغيير البنية المجتمعية من خلال تمكين ونشر مذهبه الفكري الإرهابي المرتبط بولاية الفقيه الإيراني، وهذا ما تسبب بحدوث حرب في اليمن بين المكونات المجتمعية. وأضافت، الحوثي يقوم بغسل أدمغة الأطفال وأدلجتهم، واستغلال المجال التعليمي لتغيير البنية الفكرية للأطفال، مؤكدة بأن إيران تدعم الحوثي علناً منذ العام 2000، وبسبب ذلك خاضت الميليشيا ستة حروب من العام 2004 حتى 2010م. وتطرقت إلى الواقع الاقتصادي الناتج عن الانقلاب الحوثي، حيث تسبب بانهيار الوضع الاقتصادي، وانتشر الفقر، وارتفعت نسبة البطالة. مشيرة إلى أن الميليشيا سرقت المساعدات، وأعاقت وصولها للسكان، واستغلالها لدعم العمليات الحربية، وانتهكت الحريات الشخصية العامة، وتضييق الحريات على النساء وممارسة العديد من الانتهاكات ضدهن.