تستقبح السرقة عمومًا، وفي حق النساء خصوصًا، فالمتعين أنها بالرجال أغلب، فهم أجرأ عليها، وبالنساء أقبح، لذا قدم تعالى: السارق على السارقة، قال الله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم). ولا أظن أن المكتبة الحديثية والتاريخية حفظت لنا أن امرأة سرقت غير المرأة المخزومية؛ إذ إنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنها…، ولم تكن سرقتها … السرقة المعروفة، بل إنها كانت تستعير المتاع وتجحد استعارته، وفي رأيي أنها سرقت مرتين، مرة سرقت مشاعر المستعارين بالتودد … ومرة بالجحود والنكران. وأشد حالات سرقة النساء أن تكون أمام نظر أولادهن، إذ إنهم يرون الأم العالم المثالي، ولا شيء غيرها، وإذا سرقت تهشمت الصورة وتمزقت النفسية، وازدوجت الرؤية… وأصبحت المثالية صرحًا من خيال فهوى …..وسيجني الفرد شيئًا من تداعيات ما نشأ عليه.. وإذا النساءُ نشأن في أميَّةٍ رضعَ الرجالُ جهالةً وخُمولا وليتنا ندرس نفسية النساء السارقات، وما الدوافع وراء سرقاتهن؟ إذ يقال إن اضطرابات التغذية لها دور في الأنشطة الإجرامية عند النساء، فقد أكدت دراسة سويدية أن النساء المصابات بفقدان الشهية العصبي أو الشره تزيد احتمالات إدانتهن بالسرقة. وقامت شويانغ ياو، وهي باحثة في معهد كارولينسكا في استوكهولم، بتحليل بيانات أكثر من 900 ألف سويدية ولدن بين عامي 1979 و1998. وباستخدام سجلات متعلقة بالصحة والجريمة حددوا النساء المصابات باضطرابات تغذية بدءًا من سن الخامسة عشرة ونساء تمت إدانتهن بأي جريمة حتى سن الخامسة والثلاثين. 18 في المئة منهن تمت إدانتهن بالسرقة و13 في المئة بجرائم أخرى.. وقد رخص الشرع للزوجة أن تأخذ بالمعروف من مال الزوج، يستدلون بحديث عائشة رضي الله عنها "إن هندًا ابنة عتبة قالت: يا رسول الله. إن أبا سفيان رجل شحيح. وليس يعطيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" وسرقة النساء للأشياء إذا كان يستقبح، في جانب، فهو يستملح في جانب آخر: يا أم عَمْروٍ جزاك الله مغفِرةً رُدي عليَّ فُؤادي كالذي كانا وأجمل ما في سرقة النساء أن يعرف المسروق بحيثيات السرقة وأركانها، بل ربما يمهد للواقعة: سرقني ما دريت انّه سرقني سلبني وأحسب إني فاطنٍ له انا يوم أرسل عيونه لقلبي عطيته مهجتي والمعطي الله