في السابع من شوال الماضي كتبت منتقدًا تأخير هيئة الرياضة لجمعيات الأندية العمومية واعتماد الإدارات الجديدة؛ وقلت متحدثًا عن الوضع الصعب الذي سيعيشه الهلال تحديدًا: «كيف يمكن للرئيس الجديد أن يواجه في هذا الوقت الضيق الكثير من الملفات المعلقة والمتراكمة مثل تجديد عقود بعض اللاعبين المحليين والأجانب، أو تسويق بعض الأجانب الذين سيرحلون وما زال في عقودهم سنوات، أو أولئك الذين عادوا من إعارتهم وليس لهم مكان في الفريق، فضلًا عن تدعيم الفريق بعناصر أجنبية ومحلية جديدة تصنع الفارق، كل هذه التحديات وغيرها تحتاج للوقت أكثر من أي شيء آخر، والوقت هو أول سلاحٍ سُلِبَ من الهلال هذا الموسم الذي يخشى الهلاليون أن تغيب فيه عدالة المنافسة كما غابت في الموسم الماضي. قد يكون الوضع في أندية أخرى (استثنائيًا) حتى من دون إدارة رسمية، فالرواتب تصرف في حينها، والصفقات مع اللاعبين الجدد تبرم، والملايين متوفرة، لأن الرئيس الذي استقال أو انتهى تكليفه لم يكن سوى (ممثل) لأصحاب القرار، مثله مثل الرئيس الجديد، والأمور بغيابهما تسير بكل سلاسة بإشراف أشخاص يملكون القرار والمال والنفوذ؛ أما في الهلال فالفترة الطويلة التي سبقت الجمعية العمومية واعتماد الإدارة المنتخبة برئاسة الأستاذ فهد بن نافل لها فاتورة باهظة يدفعها الهلال اليوم. بالنسبة للجماهير الهلالية فمن حقها أن تقلق وأن تنتقد وأن تضغط، لكنها جماهير واعية وعقلانية لا يليق بها أن تظلم ابن نافل وإدارته الجديد واستعجال إصدار الأحكام عليه، أو مقارنته من الآن برؤساء سابقين؛ كالمقارنة التي ترددت وانتشرت بين بدايته وبداية سامي الجابر الموسم الماضي، وهي مقارنة ظالمة لاختلاف الظروف والمعطيات بين البدايتين. سامي الجابر تسلم إدارة الهلال مكلفًا بعد نهاية الموسم مباشرة، وبعد استقالة الأمير نواف بن سعد بساعات، فيما تسلم ابن نافل الإدارة قبل شهر من الآن وبعد إدارة مكلفة وفراغ إداري طويل، ويكفي أن نتذكر بعد أي الرؤساء تسلم كلاهما المهمة لنعرف مقدار سهولة أو صعوبة المهمة، والفرق في مقدار العمل والفوضى والملفات المعلقة في الحالتين، إضافة إلى أنَّ الفريق مع سامي لم يكن لديه استحقاق آسيوي وشيك، وقائمة لاعبين يجب رفعها بعد أيام قليلة، ولا يمكن بطبيعة الحال مقارنة مباراة السوبر السعودي أمام الاتحاد بمواجهة الأهلي في ثمن نهائي دوري أبطال آسيا. أكرر بأن من حق الجماهير الهلالية أن تقلق وتتساءل وتستحث الخطى الإدارية، لكن عليها في هذا الوقت الصعب الذي تسابق فيه الإدارة الهلالية الجديدة الزمن في مفاوضات متعسرة ومحاولات متعثرة ورحلات مكوكية لضم هذا ومخالصة ذاك والتجديد والإعارة والاستعارة مع حفظ حقوق الكيان ألا تكون أداة ضغط سلبية من حيث لا تدري، وألا تسمح لأحدٍ بأن يستخدمها كورقة ضغط في مفاوضات موكله أو صديقه أو يضرب علاقتها وثقتها مبكرًا بالإدارة التي تضطر كثيرًا للصمت وعدم التعليق حتى لا يتأثر سير المفاوضات متأملة من الشارع الهلالي أن يمنحها الوقت والثقة حتى تنتهي على الأقل فترة التسجيل وتتضح الصورة أكثر ويكتمل المشهد وتبدأ عملية المحاسبة والتقييم.