يستمتع الكثير من جلد الذات، ويجدها مادة يؤخذ بها حتى أصبحت مجدولة بالفهرس اليومي المتبع، مع كثرة وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح جلد الذات بيسر وسهولة، من دون حياء ومن دون احترام حقوق الآخرين، هنا نقف عند تصرف فرد ضد شخص معين ولا نجد ذلك إلا بقاموس إما تصفية حسابات أو سذاجة عقول!. لكن ماذا عن تسخير ذلك عبر شركات الفن عن طريق مؤسسات الإنتاج لإنتاج مسلسل يجذب الكثير من المتلقين بسبب ما يحتوي على دراما، صدقها الكثير وهي لا تمت بحقائق بأي صلة، حقائق ليست موجودة، صنعوا من مجتمعنا بأنه الإرهابي، وأنه غير المتزن، بل وصل بهم الأمر أن وضعوا الخيانات الزوجية بين المجتمع وأصبحت ظاهرة، خيانات ودراما أصبحت ممتدة منذ عقد مضى عبر هذه المسلسلات سواء ما يعرض بهذا الشهر الفضيل أو بقية الشهور، هل هذا فعلا مجتمعنا؟ هل هذا فعلا يحدث مجتمع متمسك بالقيم والمبادئ؟ هل نجاح المسلسلات بالدراما بوضع أشياء وأحداث لم تكن موجودة وإن وجدت فهي قليلة جداً، انظروا من يشاهد تلك الدراما، أطفال أعمارهم لا تتجاوز 12 عاماً، ألا يؤثر ذلك على تفكيره؟ ألا تكون هذه الدراما راسخة في بالة ويقتنع بأن البيوت للأسف رسموها هكذا؟ نحن مع الدراما، ومع القصص والسيناريو، ولكن بواقعية بعيدا عن البحث عن النجاح بحقائق رسموها وهي ليست موجودة بتاتاً، للأسف الدول العربية وهي تشاهد واقع المسلسلات وخاصة المسلسلات الخليجية، وضعوا صورة سيئة بأن مجتمعاتنا هكذا، شركات الإنتاج لم تراع مبادئ المجتمع وقيمه، لم تراع أن المجتمع مازال بخير، للأسف جعلوا من المجتمع الانحلال والخيانات والإرهاب وكل أمر سوء، نتمنى أن يكون هناك مراعاة لخصوصيات المجتمعات وألا نقدح بحياتهم ونستمتع بالدجل والكذب من ناحية وضع سيناريو وقصص غير صحيحة لأجل البحث عن جذب المتلقي. هناك قصايا تحتاج لحلول، وفي الإمكان أن نجعلها دراما مرضية، الدراما هي قصص وأحداث، وليس من الشرط أن نجعلها أحداث مشينة، هناك القصص الحقيقية وهناك القضايا التي تحتاج للعلاج والنظر بها، هناك أحداث حدثت ومعروفة على مر التاريخ، ما المانع أن تلك الشركات والمؤسسات الفنية تسخر نفسها لتلك الوقائع والقصص التاريخية.