أكد رئيس البرلمان العربي د. مشعل بن فهم السلمي على أن أمل استعادة الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم الوطنية المستقلة، كبير في ظل صمودهم ونضالهم طوال مدة الاحتلال الإسرائيلي التي تجاوزت 70 عاماً، وهو أكبر دليل على أن هذا الشعب لن يتنازل عن حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس وحقه في العودة، كما أن الدعم الكبير الذي تقدمه الدول العربية نصرةً للقضية الفلسطينية هو حافز قوي للشعب الفلسطيني في الاستمرار في النضال من أجل نيل كل حقوقه المسلوبة، كما أن فشل دولة الاحتلال في جمع التأييد لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن ما اضطرها لسحب الترشيح، إضافة إلى أن التصويت على قرارات كثيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكلها تصوت لصالح دولة فلسطين ومنها على سبيل المثال الوضع في مدينة القدس أعطى مؤشراً كبيراً بأن أغلب دول العالم تؤيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ولا تؤيد الاحتلال رغم كل الضغوط التي مورست عليها من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية. وقال د. السلمي ل»الرياض»: إن البرلمان العربي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته المركزية المحورية الأولى منذ تأسيسه، فقد أولى اهتماماً كبيراً بهذه القضية وشكل لجنة خاصة بفلسطين وأصدر العديد من الخطط لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وأضاف: نؤمن بأن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا بحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الفلسطيني الوطني بناءً على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية للعام 2002م، والبرلمان العربي كان ومازال يقدم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية كافة التي نشارك بها. وكلف البرلمان العربي وفوداً لزيارة البرلمانات المماثلة خاصةً البرلمان الإفريقي والبرلمان الأوُروبي، وبرلمان أميركا اللاتينية ودول الكاريبي، والجمعية البرلمانية لحلف الناتو، وعدداً من برلمانات الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، والبرلمانات الدولية الفاعلة والمؤثرة، بغرض الدفاع عن هوية القدس العربية والإسلامية والمسيحية أمام هذه البرلمانات ومطالبتهم بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وطالب البرلمان العربي الحكومة الفرنسية الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها مدينة القدس، كما زار وفد البرلمان الأوروبي والبوندستاغ الألماني، وخلال هذه الزيارات أكد البرلمان العربي موقفه الثابت بحق دولة فلسطين المطلق في السيادة على كامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة العام 1967م، والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس. وانطلاقاً من استشعاره خطورة التغلغل المتنامي للقوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) في القارة الإفريقية، اجتمع رئيس البرلمان العربي مع رئيس المجلس الوطني بجمهورية جنوب إفريقيا، ورئيس مجلس الشيوخ النيجيري، كما التقى رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية توغو، وأرسل مبعوثين خاصين لخمس دول إفريقية لتسليم رسالة خطية إلى رئيس البرلمان في هذه الدول لدعم القضية الفلسطينية وحث حكوماتها على عدم المشاركة في القمة الإفريقية مع إسرائيل والعمل على إلغائها، وشملت هذه الدول أثيوبيا، الكاميرون، تنزانيا، تشاد، كينيا، كما التقى د. السلمي رئيس برلمان جمهورية زامبيا ونائب رئيس جمهورية رواندا وشرح لهما خطورة تغلغل القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) في القارة الإفريقية، وأهمية تعزيز التضامن العربي الإفريقي بناءً على المصالح والعلاقات التاريخية العربية - الإفريقية. كما دعا البرلمان العربي الأممالمتحدة - عن طريق رسائل مكتوبة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة - لعقد مؤتمر دولي لرعاية عملية السلام الجاد والشامل والعادل تحت مظلة الأممالمتحدة وفق قرارات الشرعية الدولية، وميثاق الأممالمتحدة، ومبادرة السلام العربية، ورعاية الأممالمتحدة للمفاوضات الجادة بحيث تُفضي إلى تنفيذ قرارات الأممالمتحدة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعلان دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدسالشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967م، كما دعا البرلمان العربي مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني واستنكار وإدانة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، التي تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والعمل الجاد لوقفها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ورحب البرلمان العربي بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر بشأن توفير الحماية للشعب الفلسطيني وإدانة جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وشكرنا الدول العربية والإسلامية والصديقة التي صوتت لصالح القرار (121 دولة)، وطالبنا بتنفيذ هذا القرار وقرارات الأممالمتحدة الأخرى الخاصة بفلسطين، كما ساهم البرلمان العربي في دعم البند الطارئ بشأن القدس والأونروا في الاتحاد البرلماني الدولي في مارس 2018م من خلال رسائل مكتوبة أرسلها د. السلمي إلى كافة البرلمانات الإقليمية وعدد من البرلمانات الدولية الفاعلة وساهم البرلمان بشكل كبير من خلال تحركاته في تمرير البند في الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي وكان انتصاراً كبيراً للدبلوماسية البرلمانية العربية.