تختلف المفاهيم الأسرية والتطلعات بين الأفراد الذين ينشأون داخل بيئة تحيط بهم عوامل عدّة وينشأ عليها، وهي بالتالي تحدد مفاهيم الحياة في المجتمع الكبير، فهناك من يكترث للتعليم وغيره من يكترث للتشدد والعنصرية حسب ثقافته البيئية التي نشأ عليها، وهناك من لا يبالي أصلاً بما يحيط به. البيئة المحيطة هي من تعزز هذه المفاهيم وتكون صماماً للفرد داخل أسرته، منذ زمن لم تتغير تلك النظريات قبل التاريخ وبعده وفي عصرنا الحالي، وما زال الفرد منا يعيش الحياة بكل تفاصيلها، كان السابقون يضربون الأمثال في هذه النظرية، يقولون: "الناس أجناس"، العقول تختلف، الرؤيا تتفاوت، لكن في الآخر الفرد هو المغلوب على أمره وهو ضحية البيئة التي ترعرع فيه. في نهاية السبعينات الميلادية ومع بداية نشوء الصحوة، ظهر في مجتمعنا بعض المتشددين، حيث كانوا لا يرون أن للتعليم والثقافات الأخرى مطلبا، حتى أفرزت من داخلها أفكاراً انجرف معها من انجرف وأصبحت سجناً لتلك العقول، لم تكن تلك النظريات نابعة من رؤية مستقبلية إنما انتصار للفكرة، فمن أين أتت ثقافة الإرهاب ومن أين أتى الفكر الضال؟ ليست المسألة فقط احتكاكاً مع أشخاص وحال بهم الحول أن تجيش بحزام ناسف ونفذ المهمة, وليست المسألة محاربة الثقافات والتعليم والعودة إلى العصور القديمة، هناك أسباب أتت من عوامل داخل البيئة التي أخرجت تلك الأسماء، عوامل نفسية وعوامل الكبت وإلغاء الحوار داخل الأسرة، نشأ الفرد وتطعم بالفكر البيئي الموجود داخل تلك الأسرة.