غادر مئات آخرون من الأشخاص من جنسيات مختلفة آخر جيب لتنظيم داعش في سورية وسط حراسة قوات سورية الديمقراطية التي تساندها الولاياتالمتحدة في إطار نزوح كل من أتباع التنظيم وضحاياه من آخر بقعة يسيطر عليها. ولا يتبقى من مناطق سيطرة داعش سوى جزء من الباغوز التي تتألف من مجموعة قرى صغيرة وسط أراض زراعية على نهر الفرات على الحدود مع العراق. وكان هناك نساء من العراق وسورية وروسيا وأذربيجان وبولندا وصبي إندونيسي وفتيات يزيديات يشعرن بالصدمة من بين الذين خرجوا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في قوافل الشاحنات التي انتهى بها المطاف في نقطة تجمع خارج الجيب. وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية إن حوالي 40 ألف مدني غادروا على مدار ثلاثة أشهر بينهم نحو 15 ألف شخص منذ أن أعلنت قوات سورية الديمقراطية "قسد" عن هجومها الأخير على الباغوز في التاسع من فبراير. وفاق العدد التقديرات الأولية وأجل خطط قسد لاقتحام الجيب أو إجبار المقاتلين الأجانب المتحصنين داخله على الاستسلام. ووصلت 15 شاحنة الأربعاء نزل منها مئات النساء اللائي يرتدين النقاب برفقة أطفالهن ووقفن صفا كي يجري تفتيشهن ويحصلن على الخبز والماء. وانتظرن وسط رياح شديدة البرودة وعاصفة ترابية للرحلة التالية إلى مخيم ببلدة الهول القريبة وغيره من مخيمات النازحين في شمال شرق سورية. وكانت سيارتا إسعاف تقفان على مقربة بينما حلقت الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض. في غضون ذلك، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن نحو 78 شخصا لقوا حتفهم في طريقهم إلى المخيمات أو بعد قليل من وصولهم وذلك على مدى ثلاثة أشهر وأن ثلثي ذلك العدد من الأطفال الرضع. وأفادت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي وكالة إغاثة تعمل في شمال شرق سورية، بأنها على علم بوفاة مزيد من الرضع الأربعاء. وخضع الرجال الذين نزلوا من الشاحنات للتفتيش والاستجواب. وجرى اقتياد بعضهم جانبا وإجبارهم على الجثو على الأرض. وبعضهم بترت قدماه والبعض كان يستند على عكازات. ومنذ وقف تقدم داعش في بلدة كوباني على الحدود التركية في مطلع 2015، خاض مقاتلون من قسد معارك ضد التنظيم في أنحاء شمال وشرق سورية تحت غطاء من الضربات الجوية المكثفة التي شنها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ويشهد تنوع خلفيات الفارين على الطريقة التي اجتذبت بها داعش أتباعها من مختلف أنحاء العالم وإخضاع سوريين وعراقيين لحكمها الوحشي. وقالت قسد إنها حررت 24 من مقاتليها الذين كانوا محتجزين في بلدة الباغوز بشرق البلاد حيث يرابط المتشددون قرب الحدود العراقية.